ثقافةصحيفة البعث

“هارموني كوارتيت” تطلق عروضها من دار الأوبرا بأمسية ميلادية

ملده شويكاني

“عيد الليل، زهر الليل، ضوا الليل” أغنية فيروز التي أهداها عازف الفلوت إلياس جرجي إلى جمهور الأوبرا، متمنياً أن يحمل لنا عيد الميلاد المحبة والسلام وينتهي الحصار الجائر على بلدنا، بعد أن طلب إطفاء أضواء المسرح وتشغيل فلاشات الهاتف المحمول، فبدت مشهدية رائعة إذ أوحت الأضواء الخافتة بأنها شموع تضيء ليلة الميلاد.

لم ير جرجي هذا المشهد الشفيف بعينيه لكنه رآه بقلبه وسمع همس الجمهور وفرحه بهذه الأمسية الميلادية الرائعة للموسيقا الآلية بعنوان “جايي بابا نويل”، التي قدمتها فرقة “هارموني كوارتيت” وكانت انطلاقتها من مسرح الأوبرا.

وتتألف من الفلوت أول إلياس جرجي وبمشاركة الأساتذة في المعهد العالي للموسيقا ماهر داكشلي وعلي أحمد درامز وعازفة البيانو ساندي بل نخلة وبدا التناغم الصوتي رائعاً بين الفلوت الذي أخذ دور الغناء والبيانو بالمرافقة الموسيقية على وقع إيقاعات الدرامز المنوعة وتأثيراتها برنة الأجراس.

وحفلت بأجمل الأغنيات الميلادية الشرقية والغربية المنتشرة عالمياً والمألوفة والقريبة من الناس، إضافة إلى بعض التراتيل والترانيم بعد توزيع جديد يتناسب مع تشكيلة الفرقة.

وكان دور البيانو بارزاً خاصة بأعمال الرحابنة التي تفرد للبيانو مساحة ضمن ألحانها.

بدأت بالأغنية التي حملت عنوان الأمسية “جايي بابا نويل” فتناغمت ضربات الدرامز وإيقاعاته مع الفلوت والبيانو، ثم “روح زورهن ببيتن” لفيروز فكانت البداية بصولو للحن رقيق مع إلياس جرجي ومن ثم البيانو والفلوت الثاني والدرامز، لتأتي القفلة بامتدادات ثنائي الفلوت.

شارة درامية

واختارت الفرقة شارة مسلسل “فتى الطبلة الصغير” وهي أغنية شهيرة تصف حال الأطفال الفقراء، والبداية كانت مع البيانو ثم الدرامز الذي أخذ مع تشكيلة الفرقة دور متتالية إيقاعية صغيرة متكررة، لتأتي القفلة الرائعة بين الفلوت والبيانو.

كما تفاعل الجمهور مع رائعة جوليا بطرس “جايه الليلة يسوع” بدور الدرامز.

ومن الشرقي إلى الغربي والأغنيات العالمية “ميلاد مجيد” فيليز نافيداد و”نشيد الميلاد” جوي تو ذا ورلد، وتميزت بجملها الموسيقية الصغيرة المتلاحقة، ومن ثم ترنيمة الميلاد لفيروز.

صولو الفلوت

الفاصل الجميل بالأمسية كان بأغنية ماجدة الرومي “بليلة بردانة ما فيا نواطير، وفي نجمة سهرانة” مع البيانو وصولو الفلوت إلياس جرجي بلوحة موسيقية ثنائية.

ثم انتقلت الفرقة إلى أجمل الأغنيات العالمية وأشهرها “ميلاد سعيد لكل شخص” وبدأت بضربات الدرامز الخفيفة مع البيانو، ثم الفلوت وتشكيلة الفرقة كاملة، وبإيقاعات أقوى مع نشيد الأجراس، “كارول أوف ذا بيلس”، ثم “سانت كلوس جايه من بعيد” وتميزت بتناغم ضربات الدرامز مع الفلوت، و”نوم هادئ”، والأغنية الشهيرة “لاست كريسمث” بدور البيانو والقفلة مع الفلوت.

مدلة ميلادية

ثم قدمت الفرقة فقرة خاصة ميكس لأغنيات عدة بعنوان احتفالات ميلادية “مدلة ميلادية”، واختتمت بمشاركة الجمهور بالتصفيق على تأثير الألحان السريعة الحيوية لأغنية أجراس العيد “جينكل بيلس”.

تعاون قديم

وفي حديث خاص لـ “البعث” تحدث عازف الفلوت ماهر داكشلي أستاذ إلياس جرجي والمشرف على نجاحه عن التعاون القديم بينهما بإقامة أمسيات عدة، فكان نواة تشكيل فرقة هارموني كوارتيت التي قدمت في العام الماضي أمسية ميلادية في كنيسة الصليب، وأرادوا إطلاق الفرقة من دار الأوبرا بإعادة الأمسية الميلادية، لاسيما أن بعض الطوائف المسيحية تستمر باحتفالاتها حتى العاشر من الشهر الجاري.

تطور أسلوب العزف

كما أعربت عازفة البيانو ساندي بل نخلة التي قدمت عدة أمسيات عزف منفرد عن سعادتها بإطلاق الفرقة من دار الأوبرا متمنية اتساعها، وتقديم المزيد من الأعمال الكلاسيكية البسيطة والمعقدة الشهيرة والأقل شهرة للأعمال الشرقية والغربية.

وتابعت بأنها عازفة صولو إلا أن العزف مع الفرقة يثري تجربتها، والمشاركات تنمي العازف وتطور مهارته وأسلوبه بالعزف.

وتوقفت عند دور البيانو بملء الفراغات الهارمونية كون الآلة قادرة على عزف الكثير من الألحان والأكوردات، وفي بعض المقاطع له دور أساسي وصولو.