هل تتوافق “تحذيرات الأطلسي” مع سياسته على الأرض؟
تقرير إخباري:
في الوقت الذي تحذّر فيه موسكو من استمرار إمداد الغرب لنظام كييف بالأسلحة والذخيرة لما من شأنه إطالة أمد العملية العسكرية في أوكرانيا، ورغم يقين الغرب وحلف الناتو بأن تلك الأسلحة والذخيرة ستكون هدفاً مشروعاً في مرمى الجيش الروسي، إلا أن دول الحلف ترى أن استمرار تزويد نظام كييف بتلك الأسلحة هو الطريق السريع للسلام.
فبعد ما يقارب العشرة أشهر على بدء العملية العسكرية في أوكرانيا تصرّ الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي “ناتو” وعدة دول أوروبية على إرسال العديد والعتاد إلى المرتزقة المتطرّفين في أوكرانيا.
“ماراثون الفساد” بين البيت الأبيض وخادمه المطيع فلاديمير زيلينسكي لاكت تفاصيله وسائل إعلام أمريكية، حيث ينمّ وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن رغبة جو بايدن بإقناع الكونغرس الأمريكي بتضمين مساعداتٍ إضافية لكييف بمبلغ 37 مليار دولار لعام 2023 سيذهب نصيب الأسد منها لاحتياجات المرتزقة الأوكرانيين، ومن ثم سيتمّ تحديد أي حصة من هذه المبالغ ستستقر في البنوك الأوروبية والعالمية والصناديق الخاصة، وهذا بالضبط يتناسب مع العقد الأمريكي الذي تم توقيعه في نهاية تشرين الثاني الماضي ويمتد حتى ثلاث سنوات مع شركة Raytheon مقابل 1.2 مليار دولار لشراء أنظمة دفاع جوي لكييف.
أما حلف الناتو فقد كانت له رؤية غريبة بعض الشيء على لسان أمينه العام الذي تنبّأ بأن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق للسلام، منوهاً بأن هناك حواراً مستمراً بين الحلفاء وأوكرانيا حول إمكانية تزويد كييف بصواريخ متوسطة المدى.
وفي الوقت الذي دعا فيه ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف إلى ضخّ المزيد من الأسلحة لمتطرّفي كييف، نوّه إلى أنه من الخطر التقليل من شأن روسيا ورئيسها، داعياً خلال زيارة عمل إلى النرويج إلى رفع القدرة القتالية للحلف لأنه يحتاج إلى المزيد من الجنود والذخائر والأسلحة.
تحذير الرجل ليس الأول من نوعه، فقد سبقه تحذير في خطابه بمؤتمر برلين الأمني بضرورة عدم التقليل من شأن روسيا، فبزعم الرجل أن الناتو يدفع ثمن دعمه لأوكرانيا مالياً، مؤكداً مواصلة تقديم الدعم بالتعاون مع حلفاء الناتو، لأنّ روسيا حسب زعمه تستعدّ لحرب طويلة الأمد وتحشد مزيداً من قواتها ومستعدة لتكبّد الخسائر الكبيرة وتحاول الحصول على مزيد من الأسلحة والذخائر باعتبار أنه “لا توجد أيّ مؤشرات على أن الرئيس الروسي تخلّى عن هدفه المتمثل بالسيطرة على أوكرانيا”، ورغم نفاد مخزون الدول الأعضاء في الناتو وبعض الدول الأوروبية بسبب طلبات الأسلحة من الجانب الأوكراني، إلا أن أمين عام الحلف مصرّ على تزويد كييف بالأسلحة.
وفي متابعة لما تقدّم يبدو واضحاً أن هدف الناتو من تقديمه السلاح والذخيرة لكييف ليس دعمها في الدفاع عن نفسها وفق ما يدّعيه، وإنما استخدام أوكرانيا رأس حربة في استهداف روسيا، والتمدّد باتجاه الشرق قرب الحدود الروسية، الأمر الذي ترفضه روسيا الاتحادية رفضاً قطعياً، وتعدّه تهديداً لأمنها القومي، فضلاً عن كونه مخالفة لتعهدات الناتو السابقة لروسيا بعدم التوسع شرقاً.
فهل يفترض الأطلسي أن إصراره على تسعير الصراع في أوكرانيا، هو طريق واضح نحو السلام، أم أن هناك خشية غربية فعليّة من أن انتصار روسيا هناك سيكون مقدّمة للانتصار على الغرب الجماعي؟.
ليندا تلّي