مجلة البعث الأسبوعية

محميّة غابات الفرنلق الطبيعية تدخل بوابة الشهرة العالمية بتنوعها الحيوي وغناها الطبيعي وجمالها الأخّاذ

اللاذقية- مروان حويجة

تقدّم محمية غابات الفرنلق الطبيعية حالة نوعية في التعاطي البيئي النموذجي مع التنّوع الطبيعي الأخّاذ والنادر الذي تتميز به الغابة السورية بشكل عام والساحلية خصوصاً، حيث الأصناف النباتية والحراجية وموائل النباتات الطبيّة والزيوت العطرية كواحدة من أجمل المناطق الطبيعية بشريطها الأخضر وبتنوع أحيائها النباتية والحيوانية وبأعشابها الطبية وبأزهارها الرحيقية ماجعل المحمية الطبيعية والبيئية لغابات الفرلق تستقطب الاهتمام لإعادة إحياء هذه المنطقة الموصوفة بأنها من أجمل مناطق العالم بغطائها النباتي الأخضر الذي يبهر الناظر والزائر بطابعه الساحر الخلاّب ولتعود هذه المنطقة النباتية الباهرة مساحة خلاّبة ساحرة بعد أن نفضت عنها غبار الإرهاب ولتغدو الغابات مجدداً لوحة من لوحات الطبيعة السورية النقيّة الرائعة والغنية بتنوعها الحيوي والجمالي والبيئي ما جعلها من أكثر وأشهر المواقع الطبيعية الخام الجاذبة للسياحة البيئية.

ويصنّف موقع غابات محمية الفرلق بأهم مواقع السياحة البيئة ونموذجاً لها على المستوى العالمي، وانطلاقاً من هذه الأهمية فقد جاء المسعى الحثيث لإعادة إحياء هذه المحمية الطبيعية ولاسيما أن المشروع يحقق الوظيفة الإنتاجية والبيئية وأيضاً السياحية لما تتميز به من تنوع حيوي وغنى طبيعي وجمال.

وعن المقومات الجمالية والبيئية لمحمية الفرنلق يقول مدير المحميّة المهندس سومر مريم: محميّة الفرلق من المحميات الطبيعية المعروفة على المستوى العالمي،وتصنّف بأنها منتزه وطني منذ إعلانها محميّة طبيعية بمساحة قدرها ٥٣٦٠ هكتار،وتضم عدة وحدات منها: البحث البيئي ومن خلالها تمّ إجراء مسح لجميع أشكال التنوع الحيوي وأنواعه الموجودة في المحميّة، وهناك وحدة التنمية المستدامة التي تعنى بشؤون المجتمع المحلي بشكل أساسي وتدعم التنمية المستدامة والمنتجات الطبيعية للمحمية وتسويقها من خلال عدة منافذ تمّ إحداثها لتقديم المنتجات الطبيعية ذات الجودة العالية وهي منتجات تحاكي البيئة والطبيعة وتشجّع على تعزيز التنوع الحيوي.

ولفت م.مريم إلى أنّ فريق المحمية يعنى بشكل كبير وأساسي بتنمية التنوع الحيوية للغابة والأنواع النباتية والحيوانية النادرة المهددة بما في ذلك حماية الطيور التي تنتشر في غابات الفرنلق.

بدوره مدير الغابات والحراج المهندس جابر صقّور اعتبر أنّ غاباتنا هي غابات وقائية بامتياز وأنّ دورها الأساسي يكمن في صون التنوع الحيوي وحماية التربة من الانجراف وحماية المسطحات المائية ودعم وتغذية المياه الجوفية والتخفيف من السيول بالإضافة لبعض الفوائد السياحية والاجتماعية والاقتصادية، وأشار إلى أولوية إيجاد علاقة إيجابية بنّاءة بين الغابة والمجتمع المحلي بحيث تكون هناك فوائد للمجتمع المحلي من استثمار الغابة وتنوعها الحيوي وفي مقابل ذلك دعم ثقافة الحفاظ على الغابة والاهتمام بها واصفاً مشروع  المحميّة بأنه تجربة رائدة ونوعية في التعاطي العلمي الجديد مع الغابة وفق برنامج تشاركي مع المجتمع المحلي لتشجيع المنتجات الريفية والصناعات اليدوية المحلية والبيئية النظيفة كالنباتات الطبية والزيوت العطرية بما يعيد إحياء الغطاء الأخضر وجعله رافداً هاماً للمنتجات الريفية الطبيعية عبر استخلاص وتصنيع وتسويق المنتجات كالأغذية، والنباتات الطبية، والعطرية، والبذور، وغيرها من منتجات جاءت محفّزاً لصناعات بيئية يدوية، ومنتجات ريفية محلية، ونباتات طبيّة، وزيوت عطرية ضمن أولوية الحفاظ على التراث الطبيعي الأخضر، ولأنّ محميّة الفرنلق تحاكي الطبيعة بكل مقوماتها وسماتها ومنتجاتهافإنّ مكوناتها وأقسامها ومراكزها تتماهى مع هذه المحاكاة في المعارض والمهرجانات والملتقيات وأسواق التسوّق،وكذلك الأمر في مراكزها الإنتاجية والتسويقية العديدة،ومنها المطعم البيئي المشهور بمأكولاته الريفية الشعبية المميزة، وهناك الكشك البيئي للمحميّة وهو مركز لتسويق المنتجات الطبيعية التي يقوم المجتمع المحلي بتصنيعها ضمن وحدات التصنيع الخاصة بالمحمية، ويعتبر الكشك البيئي أحد أهم مخرجات وحدة التنمية المستدامة في تقديم خدمات للمجتمع المحلي،ويهدف الكشك البيئي إلى تأمين مصادر بديلة لدخل السكان المحللين الأمر الذي يخفّف من حاجتهم للاعتماد على مصادر الغابة وبالتالي اشراكهم في عملية صون التنوع الحيوي وحماية الغابات ويضمن الحصول على منتج طبيعي وبسعر مناسب .

ومن الأهمية بمكان أن نستحضر برنامج فريق عمل محمية الفرنلق من خلال لجنة النباتات الطبية والعطرية المؤلفة من عدد من الدكاترة والمهندسين والفنيين من جامعة تشرين ومديرية الزراعة والبحوث العلميةونشاطها في وضع خطة عمل متكاملة لتطوير زراعة واستثمار النباتات الطبية والعطرية في محافظة اللاذقية،وحصر الأنواع النباتية ذات الخصائص الطبية والعطرية المنتشرة في الساحل السوري وإعداد أطلس لها، وربط كافة البيانات مكانياًعلى خرائط التنمية للمحافظة،واختيار الأنواع النباتية الأكثر أهمية لتوجيه الاستثمارات الزراعية باتجاهها،وإعداد برنامج زمني لإنجاز أعمالها وتقديم الأعمال المنجزة طيلة فترة تشكيلها لإنجاز الجولات والمسوحات الميدانية في رحاب المحميّة التي تبعد نحو خمسين كيلو متر عن مدينة اللاذقية، والتي أُعلنت محميّة بيئية حراجية بهدف الحفاظ على الأنواع الحراجية الموجودة فيها والتي تشمل السنديان شبه العزري النقي أو المختلط مع الصنوبر البروتي في موزاييك رائع إضافة لعدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة للاستفادة منها كمحميّة ذات طابع علمي تدريبي مع استثمار سياحي مدروس لمقوماتها الطبيعية ومعالمها الجمالية.