مادورو يقترح تشكيل محور تحالف في أمريكا اللاتينية
كراكاس- تقارير
آخرُ ما كانت تتوقّعه واشنطن أن تنتقل عدوى المطالبة ببناء نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب إلى حديقتها الخلفية في أمريكا اللاتينية بعد أن كانت إلى وقت قريب تعتقد أن ذلك لن يخرج عن طموحات الصين وروسيا، أو أنها تستطيع أن تقضي على مثل هذه التوجهات في مهدها من خلال إشغال التنين الصيني والدب الروسي بحروب وصراعات جانبية تشغلهما عن الهدف الرئيس الذي يسعيان إلى تحقيقه.
وكالعادة كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو سبّاقاً إلى مثل هذا الطرح الذي يثير حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اقترح على الجمعية الوطنية الفنزويلية قبل أيام تشكيل محور سياسي يجمع حلفاء روسيا والصين في أمريكا اللاتينية.
وحسبما أعلن مادورو خلال حديثه عبر الهاتف مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، “هناك حقبة جديدة قادمة ومرحلة خاصة لتوحيد جهود وسبل أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي للاقتراب من تشكيل تكتل قوي يجمع القوى السياسية والاقتصادية التي ستتحدّث مع العالم”.
وأكد مادورو أن مثل هذه “الكتلة السياسية يمكن أن تصبح خطاً جديداً للقوة مع الصين وروسيا، حيث سيشترك هذا المجتمع في الأهداف التي يتحدّث عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قال: إن الإنسانية يوحّدها مصير مشترك.. أو بناء العالم المتعدّد الأقطاب والمراكز الذي يتحدّث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتتعالى الأصوات في العديد من دول العالم للسعي نحو بناء نظام عالمي جديد قائم على المساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب، بناء على مقتضيات القوانين والأعراف الدولية، وبعيداً عن السياسات الغربية التي تحاول فرض مصالحها على باقي الأطراف.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، أعلنت روسيا أن هذه العملية تشكّل بداية لبناء هذا العالم المتعدّد الأقطاب، بينما تعمل الصين معها عبر خطوات متسارعة نحو تشكيل هياكل وبنى وتحالفات سياسية اقتصادية مثل منظمتي “بريكس” و”شنغهاي” وغيرها للسير في طريق تعدّد الأقطاب، وإنهاء الهيمنة الغربية على القرار العالمي.