أخبارصحيفة البعث

العملية الروسية أجهضت أحلام الناتو في أوكرانيا

تقرير إخباري:

تشير المعلومات المتواترة من العاصمة الأوكرانية كييف، إلى أن البلاد برمّتها لم تكن مستعدّة أصلاً لخوض حرب مباشرة مع الجيش الروسي، وأن الأمر فقط كان يقتصر على خوض حرب إبادة ضدّ إقليم دونباس، حيث تؤكد المعطيات أن النظام الأوكراني ومن ورائه حلف شمال الأطلسي “ناتو”، لم يكن يتوقّع مطلقاً أن يصطدم في النهاية مع الجيش الروسي، وبالتالي اضطرّت دول الحلف مجتمعة إلى تقديم دعم من نوع آخر لهذا النظام، بعد أن فوجئت بالعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وهذا ما يفسّر طبعاً ردّ الفعل الغربي الواسع على هذه العملية التي أجهضت الجهود الأطلسية في الوصول إلى الحدود الروسية عبر إقليم دونباس، بعد سيطرة كييف المطلقة على الإقليم، وهو نفسه ما يفسّر الآن الشروط الغربية لحل الأزمة المتمثّلة بانسحاب الجيش الروسي من المناطق المحرّرة، في الوقت الذي تؤكّد فيه مجريات الأمور أن التفاوض يجب أن يتم حسب الواقع الجديد على الأرض.

فالتصريحات التي تصدر بشكل شبه يومي عن مسؤولين أوكرانيين سابقين وحاليين، بمن فيهم رأس النظام الأوكراني الحالي فلاديمير زيلنسكي، تؤكد أن النظام في كييف كان منوطاً به تأدية مهمّة خاصة في دونباس عنوانها تمهيد وصول البنية العسكرية للحلف إلى هذا الإقليم، وليس الاصطدام مع الجيش الروسي، غير أن موسكو تنبّهت مبكّراً إلى هذا الجانب وقطعت الطريق على الحلم الأطلسي بالتمدّد غير المباشر، وهو بالضبط ما دفع الغرب إلى فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ظنّاً منه أنه بذلك يستطيع أن يجبر موسكو على التوقّف عن تلك العملية.

فقد أكد أوليغ سوسكين، مستشار الرئيس الأوكراني الأسبق، ليونيد كوتشما، أن الصواريخ الروسية قادرة على دكّ مفاصل الدولة الأوكرانية، بدقة عالية، متى شاءت موسكو.

وأوضح سوسكين، عبر “يوتيوب”، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية، ليست بتلك الكفاءة، التي تمكّنها من التقاط وإسقاط الصواريخ الروسية، الفائقة السرعة، والعالية الدقة.

كذلك كشف سوسكين أن الاستخبارات الأوكرانية لم تتمكّن من تحذير زيلينسكي من القصف الصاروخي الروسي الجديد.

وقال: “لم يكن عندهم علم حول التحضير لهجوم صاروخي، وأن الصواريخ ستصل بسهولة إلى مدينة كييف ولفوف ولوتسك وجيتومير وروفنو”.

وتابع: “إنهم خارج النظام. وعملياً النظام بالكاد صامد الآن. وإذا بدأ الصقيع، سينهار كل شيء تماماً”.

كل ذلك يؤكّد أن الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا ليست موجّهة بالدرجة الأولى إلى النظام الأوكراني، وإنما إلى طموحات الغرب الجماعي في استهداف روسيا وإضعافها وهزيمتها استراتيجياً، ولذلك لا تعمد موسكو إلى استهداف المنشآت المدنية الأوكرانية لأنها لا تستهدف الدولة بعينها، وإنما تستهدف القدرات العسكرية للمتطرّفين النازيين في أوكرانيا الذين يخوضون حرباً على روسيا بالوكالة عن “الناتو”.

طلال ياسر الزعبي