أخبارصحيفة البعث

الكرملين: تشريعات أوكرانيا تمنع إجراء مفاوضات مع روسيا

موسكو – نيويورك – تقارير:

صرّح المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن التشريع الأوكراني لا يسمح لكييف بالتسوية السلمية للوضع في البلاد.

جاء ذلك ضمن تصريحات صحفية لبيسكوف إجابة على سؤال حول ما إذا كان موقف كييف مقبولاً لموسكو، ولاسيما من حيث مطلب التعويضات، حيث تابع: “من منظور التشريع، ومن وجهة نظر قانونية، أوكرانيا تستبعد إمكانية إجراء أي مفاوضات”.

وحسب تقارير إعلامية كان المتحدث باسم فلاديمير زيلينسكي قد قال في وقت سابق: إن أوكرانيا لا تتخلى عن المفاوضات، إلا أن التسوية السلمية يجب أن تستند إلى عدد معيّن من المبادئ، بما في ذلك المدفوعات النقدية.

وقد أعربت موسكو مراراً عن استعدادها للتفاوض، إلا أن نظام كييف، وعلى المستوى التشريعي، فرض حظراً على المفاوضات مع روسيا، بينما صرّح الرئيس الأوكراني بأنه “لن يكون هناك مينسك-3”. في الوقت نفسه تؤيّد الدول الغربية بشكل متزايد استمرار الأعمال العسكرية في كييف، فضلاً عن تزويدها بالأسلحة وتدريب الجيش الأوكراني على أراضيها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أشار، نهاية العام الماضي، إلى أن روسيا “مستعدة للتفاوض مع جميع المشاركين في هذه العملية حول بعض الحلول المقبولة، ولكن هذا شأنهم، لسنا نحن من يرفض التفاوض، وإنما هم”.

وشدّد الكرملين على أن اتفاقية السلام يجب أن تأخذ في الاعتبار دخول مناطق جديدة إلى روسيا.

جاء ذلك بينما جدّد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة داي بينغ تأكيد موقف بلاده إزاء حل الأزمة في أوكرانيا بالوسائل الدبلوماسية، مشدّداً على أن الحوار هو السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء المواجهة.

ونقلت وكالة شينخوا عن داي قوله في إحاطة لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا أمس: إن “الحوار والتفاوض هما السبيلان الواقعيان والوحيدان لحل الأزمة”، مبيّناً أنه “منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا ظهرت مشكلات على جميع الجبهات، وتفاقمت المواجهات والصراعات بين الأديان والثقافات والمجتمعات”.

وشدّد داي على أن إطالة أمد النزاعات وتوسّعها وتعقيدها أمر لا يمكن لأي من الجانبين أن يتحمّله، وأنه لا رابح في الصراع والمواجهة.

وأعرب الدبلوماسي الصيني عن أمل بلاده بأن تمارس جميع الأطراف المعنية العقلانية وضبط النفس وتدخل في حوار وتلتزم بحل الشواغل الأمنية المشتركة بالوسائل السياسية، مؤكداً ضرورة أن يركز المجتمع الدولي على تعزيز محادثات السلام وتشجيع العودة إلى المفاوضات.

من جهة ثانية، صرّح رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين بأن اعترافات قيادة أوكرانيا وأنغيلا ميركل وفرانسوا هولاند بشأن اتفاقيات مينسك يجب أن تصبح دليلاً لعقد محاكمة عسكرية دولية بحقهم.

وكتب فولودين في صفحته على “تليغرام”: “اعترف رئيس مجلس الأمن الأوكراني بأن نظام كييف كان يستعدّ للحرب مع روسيا. هذا التصريح بالإضافة إلى اعترافات ميركل وهولاند بأن اتفاقية مينسك كانت وسيلة لإعطاء الوقت لكييف للعسكرة، يؤكد مرة أخرى مدى جدية وخطورة التهديد الأمني ليس لسكان دونباس فحسب بل مواطني بلادنا”.

وأضاف: “يجب استخدام اعترافات ممثل نظام كييف والزعيمين السابقين لألمانيا وفرنسا كدليل في المحكمة العسكرية الدولية”.

وأشار إلى أن قادة أوكرانيا وميركل وهولاند، “كانوا يخطّطون لشن حرب عالمية لها عواقب يمكن التنبّؤ بها ويستحقون أن يُعاقبوا على جرائمهم”، كما عبّر عن اعتقاده أن القرار حول بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا “سمح بمنع وقوع كارثة ومقتل عدد ضخم من الناس”.

ووصفت المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، في حديث لصحيفة “Die Zeit” الألمانية في كانون الأول الماضي توقيع اتفاقيات مينسك بأنها “محاولة لإعطاء الوقت لأوكرانيا لأن تصبح أقوى”. وأضافت: “كان من الواضح للجميع”، أنه تم تجميد النزاع ولم تتم تسويته، “لكن ذلك بالذات أعطى وقتاً لا ثمن له لأوكرانيا”. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما بعد: إن تصريحات ميركل بشأن اتفاقيات مينسك كانت غير متوقعة ومخيّبة للآمال بالنسبة له.

من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند صحّة تصريحات ميركل، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات كانت ضرورية لإعطاء كييف استراحة ولضمان إعداد الجيش الأوكراني لنزاع جديد.

إلى ذلك، أعلن الكاتب الصحفي الأمريكي سكوت هورتن عن وجود “خطة سرية” لواشنطن تجاه روسيا.

وقال هورتن في بث قناة “Judging Freedom” على موقع “يوتيوب”: “كانت خطتها تتمثل في دعم تمرّد! ربما في الجزء الغربي (من أوكرانيا) ضد القوى الموالية لروسيا في شرق البلاد”.

وأشار هورتن إلى الصراع في أفغانستان عندما “دعمت واشنطن الرسمية المجاهدين بمن فيهم أسامة بن لادن”، ونتيجة لذلك “تمكّنت من إفلاس الاتحاد السوفييتي بنجاح”.

وأضاف: “لا نريد مفاوضاتٍ، نريد إضعاف روسيا. وإطالة أمد الحرب هي مهمّتهم “الزاحفة” وهي تتوسّع أكثر فأكثر”.

وكان الدبلوماسي الأمريكي السابق، تشاس فريمان، قال: إن الولايات المتحدة تجري حرباً غير معلنة مع روسيا في أوكرانيا من أجل الحفاظ على هيمنتها في العالم. وشدّد على أن الولايات المتحدة ستقاتل روسيا “حتى آخر أوكراني”.