أخبارسلايد الجريدةصحيفة البعث

يونس إلى الحرية بعد 40 عاماً في الأسر.. وشهيدان في جنين

الأرض المحتلة – تقارير:

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس عن عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس 65 عاماً من قرية عارة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بعد معاناةٍ طويلة مع الأسر امتدت طوال 40 عاماً.

وفي محاولةٍ للتضييق على أهل الأسير المحرّر، انتشرت قوات الاحتلال في محيط منزل عائلته قبيل وصوله لتنغيص فرحتهم، ومنع الاحتشاد وتنظيم أي احتفال بتحرّره.

وبعيد تحرّره وردّاً على إجراءات الاحتلال، قال يونس: إنّ “هذه الإجراءات، لن تمنع فرحتنا ولن نخضع لسياسات الاحتلال”، وأضاف: “أدعو جميع أبناء شعبنا وفصائله إلى الوحدة، للوصول إلى وطن مستقل وحر”.

ورغم تهديدات سلطات الاحتلال، إلا أن جماهير فلسطينية غفيرة من البلدة وخارجها، توافدت لمنزل عائلة يونس لاستقباله.

ويعدّ ماهر يونس أحد أبرز المناضلين الفلسطينيين، واعتقلته سلطات الاحتلال في الـ18من كانون الثاني عام 1983 على خلفية مقاومته للاحتلال، وكان الاحتلال أفرج في الخامس من الشهر الجاري، عن ابن عمه، كريم يونس 66 عاماً، بعد أربعة عقود من الأسر.

من جانبها، هنّأت فصائل المقاومة الفلسطينية يونس وعائلته بانتصاره على السجّان الإسرائيلي وبنيله حريته، مشيرةً إلى أنه جسّد حالةً نضاليةً صلبةً داخل سجون الاحتلال.

وأمضى 19 أسيراً فلسطينياً أمضوا في سجون الاحتلال ما يزيد على 30 عاماً بشكل متواصل ما زالوا خلف القضبان أقدمهم الأسير محمد الطوس، بعد الإفراج عن ماهر يونس الذي أمضى 40 عاماً في سجون الاحتلال.

وبعد الإفراج عن يونس انتقل لقب عميد الأسرى إلى الأسير الطوس من مدينة الخليل فهو أقدم الأسرى ومعتقل منذ 1985، ويقضي حكماً بالسجن المؤبّد وأمضى حتى الآن ما يزيد على 37 عاماً في سجون الاحتلال.

ميدانياً، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، ما أدّى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين، بينما أصيب واعتقل آخرون خلال العدوان على عددٍ من مدن الضفة، بينما استهدفت قوات الاحتلال مقرّ مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس “ميثاق” شرق القدس المحتلة بقنابل الغاز.

جاء ذلك في وقتٍ أدانت فيه منظمة أطباء بلا حدود خطّة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهجير ألف مواطن فلسطيني من بيوتهم في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل.

 

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن الاحتلال اقتحم مخيم جنين بقواتٍ كبيرة ونشر قناصته على أسطح المباني المطلة على المخيم، واعتدى على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص عليهم، ما أدّى إلى استشهاد جواد بواقنة 58 عاماً والأسير المحرّر أدهم جبارين 26 عاماً وإصابة آخرين، كما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المخيم.

واندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وقالت سرايا القدس- كتيبة جنين: إنّ عناصرها خاضوا اشتباكاتٍ عنيفة استهدفوا خلالها قوات الاحتلال بصلياتٍ كثيفة ومباشرة من الرصاص، وأضافت كتيبة جنين: إنّ المقاومين استهدفوا آليات الاحتلال بعدّدٍ من العبوات الناسفة، ما أدّى إلى إعطاب آلية وإصابة أخرى بأضرار مباشرة.

وفي المقابل اعترف جيش الاحتلال، بإصابة جندي من قواته، بانفجار عبوة ناسفة ألقيت على آليته، خلال العدوان على مخيم جنين.

من جهته، قال أمين سرّ حركة “فتح” إقليم جنين عطا أبو ارميلة: إن قوات الاحتلال أطلقت النار على الشهيد المدرس جواد بواقنة، أثناء محاولته إسعاف الشهيد جبارين بعد إصابته برصاص الاحتلال.

من جانبه قال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر: إنّ قوات الاحتلال استهدفت مكتب التمريض وغرفة الأطباء في المستشفى، وتعمّدت إطلاق النار باتجاهها.

ونعت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين الشهيد جبارين، وأشارت إليه كقائد ميداني لـ”سرايا القدس”، الجناح العسكري للحركة.

وأكد القيادي في “الجهاد” مهدي الشرقاوي، ردّاً على جرائم الاحتلال، أن “كل محاولات العدو لبثّ روح اليأس والانكسار، ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني واحتضانه للمقاومين”.

وأثناء تشييع جثماني الشهيدين، انطلقت مسيرة حاشدة ردّد المشاركون فيها الهتافات المندّدة بجرائم الاحتلال، وطالبوا بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.

وبارتقاء جبارين وبواقنة ترتفع حصيلة الشهداء إلى 17 منذ بداية العام الجاري، بينهم 4 أطفال.

وفي سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس، وبلدتي سعير وبيت أمّر في الخليل، وبلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، واعتقلت 11 فلسطينياً.

كذلك اعتقلت قوات الاحتلال عائلة فلسطينية مكوّنة من والدين ونجليهما من بلدة يطا جنوب الخليل.

إلى ذلك، استهدفت قوات الاحتلال مقرّ مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس “ميثاق” في بلدة أبو ديس، شرق القدس المحتلة، بقنابل الغاز.

وقال عميد “ميثاق” المستشار خليل الرفاعي: إن هذا الاعتداء يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومنع المؤسسات الوطنية من مواصلة دورها في فضح جرائم الاحتلال، وهو “محاولة فاشلة لم ولن تثنينا عن مواصلة دورنا في فضح زيف الرواية الإسرائيلية”.

ودعا، المجتمع الدّولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى الوقوف أمام واجباتها تجاه استمرار الاحتلال في الاعتداء على المؤسسات الوطنية الفلسطينية، والاعتداء على كلّ ما هو فلسطينيّ، وأكد أنه سيتم توثيق الجريمة لغايات الملاحقة القانونية.

من جانبهم، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بقيادة الحاخام المتطرّف يهودا غليك ساحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة من جهة باب المغاربة، بحراسةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال.

وفي القدس أيضاً، أجبرت سلطات الاحتلال، مواطناً مقدسياً على هدم منزله في البلدة القديمة في المدينة.

في الأثناء، أدانت منظمة أطباء بلا حدود خطّة سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهجير ألف مواطن فلسطيني من بيوتهم في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل.

وقال رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود دافيد كانتيرو بيريز، وفق بيانٍ صادر عن المنظمة: “إن هذه الخطوة تنذر بالمباشرة بتهجير أغلبية، إن لم يكن جميع، سكّان مسافر يطا قسراً”، متسائلاً: “إلى أين ستذهب كل هذه العائلات؟ هذا أمر غير مقبول بتاتاً”.

وقالت المنظمة: إن “سلطات الاحتلال تمارس ضغوطاً هائلة على السكان لدفعهم إلى ترك المنطقة، من خلال هدم المنازل، ونصب الحواجز، ومصادرة المركبات وفرض حظر التجول وغيرها من القيود على التنقّل”.