انفراج تدريجي بالمحروقات يقابله انخفاض سعرها في بسطات “السوداء”
دمشق- ريم ربيع
بدأت أزمة المحروقات الخانقة التي شلّت مختلف القطاعات خلال الشهرين الأخيرين بالحلّ تدريجياً مع بدء وصول التوريدات بشكل متواتر، وزيادة مخصّصات المحافظات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية من مشافٍ وأفران كأولوية، إضافة إلى عودة توزيع مخصّصات التدفئة للمواطنين وتقليص مدة الرسائل، وفقاً لمدير التشغيل في شركة محروقات.
إعادة ضخ المحروقات في شريان القطاعات الخدمية لم يصل بعد إلى المستوى الذي كان عليه، ولاسيما ما يتعلق بوسائل النقل التي لا يزال المواطنون يشكون صعوبة تأمينها بين وقت وآخر، حيث شهدت أول أيام العودة إلى المدارس بعد العطلة الانتصافية ازدحاماً كبيراً في مناطق الريف المجاورة لدمشق، كالمعضمية والجديدة وصحنايا، أما نقل موظفي القطاع العام فقد عاد للعمل بشكل شبه اعتيادي بعد إجراءات “التقشف في الدوام” التي طبقت في الفترة الأخيرة.
أما أسرع المتأثرين فهي سوق المحروقات السوداء التي شهدت –ولا تزال- انخفاضاً بالأسعار القياسية التي وصلتها، إذ انخفض سعر ليتر البينزين من 14 ألف ليرة إلى 8-9 آلاف، فيما شهدت الأيام القليلة الأخيرة عرضاً أكبر للمازوت الذي لم يتوفر سابقاً حتى في السوداء، وبسعر 10 آلاف ليرة وسطياً لليتر الواحد، وذلك مع التفاوت بالأسعار بين منطقة وأخرى، وفقاً لمصدر المادة المؤمنة إما تهريباً أو عبر بعض الكازيات إثر احتيالها في الكميات الموزعة.
من جهة أخرى يتداول اليوم بائعو المحروقات “السوداء” تحذيرات من عودة الرقابة التي غضّت بصرها عنهم خلال الأزمة كونهم المنفذ الوحيد لتأمين المادة، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء في الاجتماع الأخير للحكومة على التشدد بالرقابة بعد توفير كميات إضافية، ومثله أكدت لجان المحروقات في المحافظات ومديريات حماية المستهلك على ضبط “بسطات” بيع البنزين المنتشرة في مختلف المناطق، ليقابله على الجانب الآخر تهديد البائعين بنقص الكميات المؤمنة للبيع واحتمالية رفع سعرها مجدداً.
وكان فرع محروقات بدمشق زاد عدد الطلبات المخصّصة للمحافظة من 18 إلى 31 بنزين، ومن 13 إلى 23 طلب مازوت، فيما ازدادت مخصصات ريف دمشق إلى 16.5 طلب بنزين و29 طلب مازوت، مع التأكيد على إعطاء الأولوية لمازوت التدفئة وللقطاع العام.