ريابكوف: مسار المواجهة الأمريكي يأتي بنتائج عكسية
موسكو – تقارير:
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن مسار المواجهة الحالي الذي تتبعه الولايات المتحدة والمحفوف بالعواقب السلبية الخطيرة يأتي بنتائج عكسية.
ونقلت سبوتنيك عن ريابكوف قوله خلال لقائه السفيرة الأمريكية الجديدة لدى موسكو لين تريسي: إن “الجانب الروسي يتوقّع من السفيرة أن تلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة وقوانين وقواعد وأعراف روسيا”.
وسلّمت السفيرة الأمريكية الجديدة لدى موسكو ريابكوف اليوم أوراق اعتمادها.
وتعدّ تريسي أول امرأة تشغل منصب السفير الأمريكي لدى موسكو، وشغلت عدة مناصب، منها مستشارة لشؤون روسيا في قسم أوروبا وأوراسيا في الخارجية الأمريكية، ونائب السفير الأمريكي لدى موسكو وسفيرة الولايات المتحدة لدى أرمينيا.
إلى ذلك، وصف المتحدّث باسم الرئاسة الروسية فلاديمير بيسكوف مزاعم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون بشأن (تهديد) الرئيس فلاديمير بوتين بما سمّاه ضربة صاروخية بـ”الكذب”.
وقال بيسكوف: إن “ما قاله جونسون ليس صحيحاً وبصورة أدقّ هو كذب، وعلاوة على ذلك أقول: إنه إما كذبة واعية وحينها يجب الاستفسار عن الغرض الذي يكذب من أجله وإما كذبة غير واعية، وفي هذه الحالة فإنه لم يفهم ما كان يتحدث عنه الرئيس بوتين وحينها يصبح الأمر غير مريح بعض الشيء بالنسبة لمن يتحاور معنا”.
وأضاف بيسكوف: “لم تكن هناك أيّ تهديدات بضربات صاروخية، وفي حديثه عن التحدّيات التي تواجه أمن روسيا أشار الرئيس بوتين إلى أنه إذا انضمّت أوكرانيا إلى الناتو فإن احتمال نشر صواريخه أو الصواريخ الأمريكية على حدودنا سيعني أن أي صاروخ سيصل إلى موسكو في غضون دقائق”.
من جهة ثانية، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن حالة الاقتصاد الروسي تظهر بوضوح أن تداعيات العقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو كانت محدودة، وأن موسكو تتوقّع فائضاً قياسياً في التجارة الخارجية رغم الضغوط.
ونقلت سبوتنيك عن الوزارة قولها في إطار الردود التي وُزّعت اليوم في مؤتمر صحفي، حول نتائج أنشطة الدبلوماسية الروسية في عام 2022: “إن التضخّم في روسيا أقل من 12 بالمئة، ومن المتوقع حدوث مزيد من الانخفاض كما أن معدل البطالة وصل إلى أدنى مستوى تاريخي له، ووصل الدّين الخارجي لروسيا إلى 381.8 مليار دولار، بعد أن انخفض خلال العام الماضي نحو 100 مليار دولار، وذلك رغم كل العقوبات الغربية”.
وأشارت الخارجية إلى أنه من المتوقّع أن يكون فائض التجارة الخارجية قياسياً ليس فقط بسبب التغيّرات في أسعار السلع، ولكن أيضاً بسبب إعادة توجيه روسيا نحو التجارة مع آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، موضحة أن هناك “تكثيفاً للتعاون مع شركائنا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة، ويعدّ هذا التطور ملحوظاً للتعاون في مجال الطاقة والنقل والرقمنة والتمويل وما إلى ذلك”.
وبيّنت الخارجية أن “روسيا تتكيّف تدريجياً مع الحقائق الجديدة وعلى الرغم من الصعوبات القائمة يتم حل المهام الرئيسية في الدائرة الاقتصادية الخارجية بطريقة أو بأخرى، وفي الوقت نفسه فإن الإطار الاستراتيجي يجري بناؤه للتفاعل مع هؤلاء الشركاء الذين يقدّرون حقاً سمعتهم، ولا يضحّون بالاقتصاد من أجل الطموحات السياسية”.
من جهة أخرى، أوضحت الخارجية أن عودة الأسلحة النووية الأمريكية إلى جنوب شبه الجزيرة الكورية ستؤدّي إلى عواقب، وسيتعيّن حتماً أخذ هذه الخطوة من جانب روسيا في الاعتبار في تخطيطها الدفاعي.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق: إن بلاده مستعدة “لإدخال تعديلاتٍ على وجودها العسكري في شبه الجزيرة الكورية إذا استدعت الضرورة”.
وفي سياق آخر، اعتبرت الخارجية الروسية أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا ستصبح الحدث المركزي في العلاقات بين موسكو وبكين في عام 2023.
وأضافت الوزارة: “في هذا العام سيصبح من الممكن بفضل الجهود المشتركة لروسيا والصين زيادة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، ودفعها إلى الأمام، وكما هو معروف دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الصيني شي جين بينغ للقيام بزيارة دولة إلى روسيا في الربيع المقبل”.