مجلة البعث الأسبوعية

نسخة جديدة من مونديال الأندية.. المال هو المحرك الأساس وريال مدريد في ورطة!

البعث الأسبوعية-المحرر الرياضي

تفتتح مساء اليوم النسخة التاسعة عشرة من بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم والتي ستقام في المغرب بمشاركة ست أندية وممثل عن الدولة المضيفة، هم: فلامنغو البرازيلي بطل ليبرتادوريس”أمريكا الجنوبية”، ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، الأهلي المصري ممثلاً عن إفريقيا، سياتل ساوندرز الأميركي بطل كونكاكاف، أوكلاند سيتي النيوزلندي بطل أوقيانوسيا فضلاً عن مستضيف البطولة وبطل إفريقيا الوداد البيضاوي المغربي.

وستجمع المباراة الافتتاحية الأهلي المصري مع فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي ، ومن المقرر أن يلتقي الفائز من تلك المواجهة مع فريق سياتل الأمريكي.

وفي الدور قبل النهائي سيلعب ريال مدريد (بطل أوروبا) مع الفائز من المباراة التي ستجمع بين سياتل الأمريكي والفائز من مباراة الأهلي وأوكلاند سيتي، فيما سيلعب الهلال السعودي مع الوداد المغربي على أن يلتقي الفائز منهما مع فلامنغو البرازيلي.

ورطة مدريدية

بنظرة سريعة على الفرق المشاركة نجد أن ريال مدريد الإسباني هو المرشح الأبرز لانتزاع اللقب للمرة الخامسة في تاريخه، لكن طريق الملكي لن يكون مفروشاً بالورود ليس بسبب قوة المنافسين إنما نتيجة الجدول المزدحم لمباريات الفريق في الفترة الحالية.

مدرب الفريق كارلو أنشيلوتي كان قد اشتكى قبل البطولة من الإرهاق الذي سيصيب اللاعبين مبيناً في تصريحات صحفية: “أجندة مبارياتنا تتطلب الكثير، وعليك القيام بتقييم شخصي لكل لاعب وعليك أن تضع اللاعبين في حالة جيدة، كان لابد أن يتم منح لاعبي كأس العالم راحة، لكن لم يعد هناك أيام راحة فسنلعب كل ثلاثة أيام”.

وسيواجه الريال مدريد الإسباني أزمة كبرى بسبب أجندة البطولة إذ تنص القواعد التي أدرجها الاتحاد الدولي لكرة القدم على سفر كل فريق يشارك في البطولة قبل أول مباراة له بثلاثة أيام على الأقل، وبالتالي سيتم تأجيل مباراتين له في نصف نهائي كأس إسبانيا، كما سيتم تأجيل المباراة في الدوري أمام إلتشي المقررة في 11 شباط.

تخصص عربي

رغم أن أفضل إنجاز للأندية العربية في المونديال كان وصافة نسختي عام 2013 عبر الرجاء البيضاوي المغربي وعام 2018 عبر العين الإماراتي، إلا أن البطولة يمكن اعتبارها تخصصاً عربياً على صعيد الاستضافة والتنظيم.

فمن أصل 18 نسخة حتى الآن تصدت الدول العربية لنصفها تماماً، فاستضافت الإمارات نسختي 2009 و2010، وفي عامي 2013 و2014 أقيمت البطولة في المغرب، وعادت البطولة لتقام في الإمارات مرة أخرى خلال عامي 2017 و2018، واستضافت قطر البطولة عامي 2019 و2020 ثم عادت البطولة لتقام في الإمارات من جديد خلال العام الماضي 2021.

وتكمن المفارقة الغريبة أن كل النسخ التي جرت منافساتها على الملاعب العربية شهدت تتويج فريقاً أوروبياً باللقب دون أي منافسة من بقية القارات.

لغة المال

وبعيداً عن الترشيحات والأمور الفنية فإن ريال مدريد الإسباني استطاع انتزاع المركز الأول في القيمة السوقية للاعبين بين الفرق المشاركة، حيث تبلغ قيمة لاعبي الملكي مجتمعين نحو 849 مليون يورو، ويعتبر البرازيلي فينيسيوس جونيور الأعلى قيمة (120 مليون يورو).

وكما هو متوقع حلّ فلامنغو البرازيلي بالمركز الثاني بقيمة سوقية تبلغ 178 مليون يورو، ويعتبر هدافه غابرييل باربوسا اللاعب الأغلى في صفوفه (22 مليون يورو)، وجاء فريق سياتل ساوندرز الأمريكي في المركز الثالث من حيث القيمة السوقية التي وصلت إلى 49 مليون يورو، ويعد كريستيان رولدان الأغلى في صفوفه (6 ملايين يورو).

عربياً احتل الهلال السعودي المركز الرابع بقيمة سوقية تصل إلى 40 مليون يورو، ويعتبر ميتشيل ألفاريز هو اللاعب الأغلى بين صفوف بطل آسيا (8.5 مليون يورو)، وحل الأهلي المصري خامساً في الترتيب، بقيمة سوقية بلغت 29 مليون يورو، ويعتبر المالي آليو ديانغ هو الأغلى بين صفوفه (3.5 مليون يورو) تلاه الوداد المغربي.

أما المركز الأخير فكان من نصيب فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي بقيمة 4.5 مليون يورو، ويعتبر الثنائي إيمليانو تادي ونيكو بوكسال الأعلى قيمة سوقية بين صفوفه (350 ألف يورو).

عوائد ضخمة

لطالما شكلت البطولة مصدر جدل بين اتحادات القارات المختلفة خصوصاً لجهة توقيت ومكان إقامتها فضلاً عن التفاوت في المستوى بين الأندية المشاركة، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اختصر كل الأحاديث حينما أعلن أن العوائد الضخمة التي تُجنى من منافساتها أكبر من المتوقع والمتخيل.

رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو كان قد أكد أن الأمور المالية في النسخ السابقة كانت مميزة موضحاً: ” يمكننا تأكيد أن عائدات دورة الأربع سنوات الأخيرة بلغت 7.5 مليار دولار، بالنظر إلى المستقبل، وافق مجلس الفيفا على الميزانية لدورة الأربع سنوات القادمة، والتي ستكون 11 ملياراً وحوالي 10 مليارات دولار ستعود مباشرة إلى كرة القدم”.

ويعد النقل التلفزيوني أحد أهم مصادر العائدات لنظراً لمتابعة مباريات البطولات من كل قارات العالم فضلاً عن أمور الإعلان والتسويق التي تعتبر أمراً استراتيجياً مربحاً.

تعديل جذري

نجاح البطولة في النسخ السابقة جعل الاتحاد الدولي يفكر بتطوير شكلها ومضمونها حيث يمكن القول أن الشكل الحالي سيتم تغييره جذرياً في القريب العاجل، فبدءاً من عام 2025 ستقام البطولة بمشاركة 32 نادياً على أن تقام كل 4 أعوام مثل كأس العالم للمنتخبات.

وسيشارك أفضل 32 نادٍ في العالم في نسخة 2025 التي ستقام في الصيف، وهذه الأندية الـ 32 سيتم تقسيمها إلى 8 مجموعات، في كل مجموعة 4 أندية، وتتنافس الأندية في شكل دوري بكل مجموعة، ويتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني إلى دور الـ 16 الذي سيكون بداية الأدوار الإقصائية.

ومن المتوقع أن يعلن فيفا لاحقاً كيفية تأهل الأندية إلى البطولة، وحصة كل قارة من المقاعد فضلاً عن المكان الذي سيستضيف المباريات.