عازفة القانون مايا يوسف.. مرشحة لجائزة أفضل موسيقي في لندن
أمينة عباس
رشّحت مجلة “Songlines” الموسيقية في لندن عازفة القانون مايا حسن م. يوسف المقيمة في لندن لجائزة أفضل فنان/ة للعام 2022 عن ألبومها “البحث عن منزل”، والذي سبق أن نال جائزة أفضل عشرة ألبومات على نطاق العالم خلال العام، ودعت يوسف المتابعين لها على صفحتها للتصويت لها، وسيُغلَق التصويت نهاية الشهر الحالي، متمنية الحصول على الدعم اللازم للفوز بهذه الجائزة التي تُعدّ من أهم الجوائز الموسيقية.
أحلام سورية
وسبق ليوسف أن حصدت عام 2018 جائزة “new comer” البريطانية للموسيقا عن مقطوعتها “أحلام سورية” التي استوحتها من معاناة السوريين نتيجة الحرب، وقد استلهمت ألحانها في الألبوم من الموروث الشامي ومعزوفات تعود إلى التراث العربي القديم وأساطير تموز وعشتار وحكايات الترحال لتتحدث عن الوطن. وكانت يوسف أوّل عربية تفوز بهذه الجائزة ونافست حينها نجوماً أفارقة معروفين وقد وصفتها صحيفة “ذا ناشيونال” البريطانية حينها “أن تراكيب مايا حسن م. يوسف الرقيقة النابعة من القلب أصابت الحسّ العالمي على الرغم من الجهل العالمي بآلتها العربية التقليدية ذات الـ78 وتراً.. إنها تتحدى توقعاتك لما ستعزفه امرأة على آلة تقليدية قديمة.. لقد كسرت الأنماط السائدة”.
السيرة الذاتية
في عمر العشر سنوات بدأت يوسف تعلّم العزف على آلة القانون في معهد صلحي الوادي للموسيقا، وبعد أن حصلت على الشهادة الثانوية انتسبت إلى المعهد العالي للموسيقا لتتعمّق في دراسة هذه الآلة، وكان للقائها بمدرّسها في المعهد الفنان التركي خليل قدمان دور كبير في حبها الكبير للقانون وتعمقها بالموسيقا، إذ فتح أمامها آفاقاً واسعة لا حدود لها، وكانت حريصة على المشاركة في ورشاته، وفي السنة الدراسية الأولى شكلت مع زميلات لها فرقة التخت الشرقي النسائي السوري الذي كان يضمّ خمس عازفات على آلة العود والقانون والإيقاع والكمان، ومثّلنَ سورية في العديد من بلدان العالم، منها الأسبوع الثقافي السوري في بكين، وهولندا، وفي يوم المرأة العالمي في إيطاليا وفي معرض الكتاب العالمي في ألمانيا والباكستان واليونان، وبعد التخرج في المعهد العالي اضطرت إلى ترك التخت بسبب سفرها للخارج، واستمرت في نشاطها الموسيقي كعازفة منفردة على القانون، مسجلة أعمالها الموسيقية التي تجمع بين الشرقي والغربي.
الأغنى بين الآلات الموسيقية
تبيّن يوسف في حوار لها أن القانون يتمتّع بحساسية عالية جداً، وهو الأغنى بين جميع الآلات الموسيقية وذلك للاتصال المباشر بين العازف والوتر، إلى جانب أنه يضم 78 وتراً في ثلاث أوكتافات أو مجاميع ونصف، وأنه الآلة الوحيدة التي بالإمكان العزف عليها جميع المقطوعات الموسيقية سواء الغربية أو الشرقية من باخ وبيتهوفن إلى الموسيقا الصينية والهندية انتهاء بالموشحات، مشيرة إلى أن إجادة العزف على القانون تتطلب ما لا يقلّ عن ثماني سنوات، أما الوصول إلى مرحلة القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس الداخلية من خلال العزف، فذلك يتطلّب زمناً من الجهد والتدريب والممارسة بما لا يقلّ عن خمس ساعات في اليوم الواحد، وتقول: “كل دقيقة عزف هي حصيلة يوم تمرين”.