“غيارى” جبل الشيخ لم تعيقهم الثلوج.. والشيخ وهيب بسيارته 13 ساعة دون توقف
“البعث الأسبوعية” – علي حسون
لم يعيقهم البرد القارص والهطولات الثلجية الكبيرة فهبوا شيباً وشباباً ونساء وأطفال لمؤازرة أخوانهم في المحافظات المنكوبة جراء ما أحدثه الزلزال من ضحايا وجرحى وتدمير.
أهالي قرى جبل الشيخ هبوا بقلوب مفعمة بالنخوة والكرم غطى ثيابهم الثلج مؤكدين على أن السوريين قلب واحد رغم كل الظروف وسنوات الحرب ومحاولة الأعداء لتفريق الشعب السوري.
الشيخ أبو عبدالله سليمان مسعود، من قرية عرنة، اعتبر أن الحدث جلل وآلم كل السوريين من دون استثناء وفي المصائب تظهر الرجال لتثبت للعالم أجمع أن جميع المؤامرات لم تستطع النيل من التعايش السلمي والعلاقة الأخوية التي تربط جميع السوريين في كل مكان وبأطيافها المتصفة بالتسامح، مؤكداً أن سورية منتصرة بنخوة وكرم وتكافل أبنائها وتضحيات شهدائها وحكمة قائدها الذي صنع المستحيل لحماية هذا الوطن المميّز بين دول العالم.
وعبر عدد من المشايخ الذين تواجدوا في الصفوف الأولى أثناء جمع التبرعات والإعانات عن حزنهم الكبير لما جرى في المحافظات الثلاثة المنكوبة، مؤكدين أن بيوتنا مفتوحة لكافة المتضررين والذين فقدوا منازلهم في هذه الكارثة، فنحن تربينا على الخصال الحميدة وربينا أولادنا على النخوة والكرم وإغاثة الملهوف فالمصاب مشترك لاسيما أن النسيج السوري جسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
أهالي القرى بدؤوا من منتصف الليل التحضير من جمع التبرعات العينية والمادية والفواكه بكافة أنواعها وذلك من أجل مسابقة الزمن في ظل العواصف الثلجية والخوف من انقطاع الطرقات عند تسير القوافل وفق ما بينه الشيخ وهيب كبول الذي أصر على قيادة سيارته المحملة بالتفاح من عرنة في جبل الشيخ قاطعاً المسافة التي استغرقت 13ساعة من دون توقف إلى حلب المنكوبة لإيصال التبرعات برفقة القوافل المسيرة من محافظة الريف بالتعاون مع فرع الحزب والمحافظة والجمعيات الخيرية والمجتمع المحلي.
واعتبر الشيخ كبول أن ما قام به أهالي عرنة هو واجب على الجميع فأهالي المحافظات المنكوبة أهلنا والدم واحد والهم مشترك، منوهاً بالتعاون والتنسيق مع المجلس البلدي والفرق الحزبية والفريق التطوعي الذي منذ بداية وقوع الحدث بدأ بحالة استنفار من أجل العمل في تنسيق المساعدات وتنظيمها، إذ أكدوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي جراء هذا المصاب الذي حل بالمحافظات “حلب واللاذقية وحماة” ولو اقتضت الحاجة السفر لمساعدة الفرق في هذه المحافظات.
واعتبر رئيس جمعية القديس جارو جرويس في عرنة جريس فؤاد سمعان أن من طبيعة الشعب السوري المحبة والتسامح والعيش المشترك وهذا ما أوصت به كافة الشرائع السماوية إذ قال السيد المسيح: “أحب قريبك مثل ما تحب نفسك” والقريب المقرب والصديق والجار، فنحن في سورية نشرب من نفس المعين ونتشارك بأفراحنا وأتراحنا ولاسيما أن جذور الشعب السوري جذور طيبة أصيلة.
ويرى أهالي من قرى عرنة وبقعسم وريمة وقلعة جندل ودربل بريف دمشق أن ما خلفه الزلزال من أضرار مادية وبشرية وضحايا من عائلات كاملة وأطفال يستوجب الاستنفار الكامل من جميع السوريين من دون استثناء لمؤازرة أخوانهم في المحافظات المنكوبة لان الحدث لو جرى بريف دمشق لكان أهالي المحافظات الأخرى سيتصرفون ذات العمل ومساعدتنا ومؤازرتنا، فالسوريون عاشوا مرارة الحرب والإرهاب ومازالوا يد واحدة وقلب واحد رغم كل الظروف الصعبة.
ولم تكن النساء بعيدة عن هذا الحدث بالمشاركة والمساهمة بتقديم التبرعات وفق الإمكانيات، إذ قررت مجموعة من النساء القيام بصناعة الخبز على “الساج” والمواد الغذائية وغيرها من الأطعمة والعصائر المشهورة في جبل الشيخ من أجل إرسالها إلى الأهالي في المحافظات المنكوبة.