الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

شعبان في “فالداي”: واشنطن تتخذ من (إسرائيل) ومن الإرهابيين أدواتٍ لهيمنتها على الشرق الأوسط

موسكو – سانا:

أكّدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أن التدخل الأمريكي والغربي عموماً لم ينحسر في الشرق الأوسط، إنما لجأ إلى تبديل أساليبه وأدواته ليستخدمها في إبقاء هيمنته على المنطقة.

وقالت الدكتورة شعبان في كلمة بالجلسة الافتتاحية لنادي فالداي للحوار في موسكو اليوم: “إن الحرب على فيتنام كانت آخر حرب لعب خلالها الإعلام الغربي دوراً لمصلحة إنهاء الحرب، لأنّه كان إعلاماً حرّاً، أما بعد الحرب على فيتنام فأصبح الإعلام مرتهناً لشركات كبرى تقرّر ما يجب أن يُقال في الإعلام، وبهذه الطريقة تمّت السيطرة على الإعلام العالمي”.

وأشارت شعبان إلى أن الغرب بدّل من أساليبه ولكن لم يبدّل أهدافه بعد الحرب على فيتنام، وأفغانستان والعراق، حيث لم يعُد يستخدم جيوشاً كبيرة لاحتلال بلدان أخرى، وإنّما عمد إلى احتلال القرار السياسي لهذه البلدان، واستخدام عناصر محلية، أو إرهابيين أو مرتزقة من أجل تحقيق هذه الأهداف، وهذا ما قاموا به في العراق وليبيا، وحاولوا القيام به في سورية من خلال تجييش آلاف الإرهابيين لتحقيق أهدافهم وتدمير البلدان.

ورأت شعبان أن الغرب لجأ في الأزمة الأوكرانية إلى بناء تكتلات إقليمية في إفريقيا، والشرق الأوسط، والمحيط الهادئ كي تكون أذرعاً له في مواجهة تحويل العالم إلى عالم متعدّد الأقطاب تسعى إليه روسيا، والصين وإيران والهند، ومجموعة دول بريكس، ومنظمة شنغهاي، وكل القوى البشرية التي تعاني من الهيمنة الغربية، ومن سطوته على مواردها، ومحاولة سيطرته على قرارها السيادي.

ولفتت شعبان إلى أن الغرب يستخدم حالياً كل إمكاناته العسكرية والمالية كي يحافظ على هيمنته على العالم، ليبقى أحاديّ القطب، ولكن تغيير هذا العالم يعتمد على جدّية الدول الأخرى، التي يمكن أن نسمّيها “المعسكر الشرقي”، وعلى بناء تحالفات ضمن هذا المعسكر مع دول أخرى، من أجل بناء عالم متعدّد الأقطاب، ومن أجل إرساء أسس حقيقية للديمقراطية في العلاقات الدولية.

وأوضحت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية أن الولايات المتحدة تتخذ من الكيان الصهيوني ومن اتفاقيات “أبراهام”، ومن الإرهابيين أدواتٍ لإبقاء هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط، رافضة الأقاويل التي تتحدّث عن أنّ الولايات المتحدة ستنسحب من الشرق الأوسط، وإنّما تبدّل من أدواتها، وداعية إلى إدراك ماهية هذه الأدوات، ووضع الحلول التي تُمكّن الأمة العربية من نيل استقلالها الحقيقي، ومن استخدام مواردها التي نهبها الغرب لعقود خلت لما فيه خير شعوبها.

وعلى هامش مؤتمر “فالداي”، التقت الدكتورة شعبان مع ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا نائب وزير الخارجية.

وشكر بوغدانوف سورية لتأييدها مواقف روسيا الاتحادية، ودعم جهودها المبذولة للوصول إلى عالم متعدّد الأقطاب، والانتهاء من الهيمنة الغربية.

بدورها، أكدت الدكتورة شعبان تأييد السيد الرئيس بشار الأسد للموقف الروسي، وتأييد سورية لروسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا، مشيرة إلى أنّ انتصار روسيا في عمليتها العسكرية هو انتصار لجميع القوى الحرّة في العالم.

وتحدّث بوغدانوف عن اجتماع قمّة العشرين، وأشار إلى أنّ منظمة “بريكس” ستعقد اجتماعها القادم في الهند بحضور الرئيس فلاديمير بوتين، وأنّ العالم يتّجه للتغيّر لما فيه مصلحة جميع شعوبه، ومصلحة الأمن الجماعي العالمي، وإنهاء الهيمنة الغربية.

حضر اللقاء السفير السوري في موسكو الدكتور بشار الجعفري.

وانطلقت في موسكو اليوم أعمال المؤتمر الشرق أوسطي لمنتدى فالداي الدولي للحوار الذي ينظمه نادي فالداي بمساهمة معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تحت عنوان: “الشرق الأوسط الجديد وأزمة الأمن في أوروبا”، وذلك بمشاركة سورية وخبراء وشخصيات من عدد من دول المنطقة والصين والهند وأوروبا وغيرها.

ويتجسّد الموضوع الأساسي للمؤتمر هذا العام في مناقشة تأثير الأزمتين الأوروبية والعالمية في تطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلاقات روسيا مع دول المنطقة.

وتتوزّع أعمال المؤتمر على عدة حلقات بحثية تشمل مواضيع الشرق الأوسط والنظام العالمي ومنظومة الأمن الإقليمي والأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الشرقين الأدنى والأوسط، وآفاق مسار النقليات على خط الشمال الجنوب، والاتجاهات الأساسية في مجال الطاقة، بما في ذلك أوبك بلس ودور روسيا وتغيّرات السوق العالمية والأولويات الأساسية للسياسة الخارجية لبلدان المنطقة.

وفي رسالة وجّهها إلى المشاركين في المؤتمر الشرق أوسطي، ونقلها موقع روسيا اليوم أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تعزيز الحوار والتعاون المتنوّع مع كل من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك التجمعات الناشطة في المنطقة يعدّ من الأولويات الاستراتيجية غير المشروطة لسياسة روسيا الخارجية.

وقال لافروف في رسالته التي تلاها نيابة عنه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: “نلاحظ بارتياح أنه على الرغم من الضغط غير المسبوق من الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة، يتخذ الأصدقاء العرب موقفاً متوازناً بشأن الوضع في أوكرانيا وما حولها، مسترشدين في المقام الأول بمصالحهم الوطنية الأساسية”.

وبيّن لافروف أن موسكو ستواصل العمل على جعل الشرق الأوسط منطقة آمنة وستساعد في التغلب على الأزمات، وستشارك في إعادة الإعمار ما بعد النزاع في البلدان المتضرّرة.

من جهتهم، أشار المتحدّثون في المؤتمر إلى أن الشرق الأوسط لا يزال يعاني من تداعيات قضايا مزمنة، ومنها الأزمات في سورية واليمن وليبيا والعراق، إضافة إلى مشكلات جديدة كالترابط بين عدم الاستقرار في منطقتي جنوب القوقاز والشرق الأوسط وقضايا ضمان الأمن الغذائي والطاقة، وأصداء العمليات القتالية في أوكرانيا، وازدياد دور الصين والهند في اقتصاد المنطقة على خلفية تراجع دور الولايات المتحدة.