صحيفة البعثمحليات

الإتجار بالحيوانات الأليفة.. أسواق نشطة لسد الثغرات المعيشية والفيسبوك منصة لعروض التزاوج والبيع

دمشق – البعث  

سوء الأحوال الاقتصادية والمعيشية شجّع الناس على البحث عن موارد جديدة لتأمين التزاماتهم واحتياجاتهم، حيث عادت الكثير من العائلات لتربية الدواجن ومختلف أنواع الحيوانات كالقطط أو الكلاب وغيرها، ليس بهدف الاقتناء والتربية إنما بقصد التكاثر والمتاجرة وتحديداً للأنواع المطلوبة والتي لها أسواق نشطة، وهناك من لجأ إلى زراعة الخضار في حدائق المنازل وعلى أسطحها في خطوة قد تحمل العديد من المؤشرات عن الواقع الاقتصادي والحاجة إلى مصادر جديدة للدخل، ولكن ذلك لا يلغي وجود من يحاول تعبئة أوقات الفراغ والاستمتاع بالتربية، حيث نقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي عروضاً للتزاوج بين الحيوانات لإنتاج سلالات تجارية وعروض للبيع وأخرى نصائح صحية وطبية، وهذا ما يؤكد تزايد أعداد المهتمين بتربية الحيوانات المنزلية.

الدكتور البيطري غازي أبو صعب أكد أن تربية الدواجن والحيوانات مثل الحمام والدجاج والقطط والكلاب، وفي بعض الحالات المواشي بشكل بسيط، تحمل في مضمونها عدة نقاط بين الإيجابية والسلبية يمكن الإضاءة على بعض منها، ففي حالة تربية الحمام على أسطح المنازل فإن هذه الحالة يمكن إدراجها تحت مسمّى الهواية أو باللفظ الشعبي (سوسة) وتأتي كحالة تجارية في جزء منها، وهذا النوع من الحيوانات فيه مردودات اقتصادية مختلفة نتيجة التبادل التجاري، حيث تتعدى أثمان بعضها المليون ليرة للطائر الواحد، وقد أصبح لها أماكن خاصة بها للتجارة يطلق بالغالب عليها اسم مقهى الحمام، بينما تختلف الحالة في تربية الدجاج لأنها ترتبط بالحالة العامة بأبناء الريف المتواجدين في المدن، حيث تربطهم بعاداتهم وتقاليدهم وتوفر لهم المنتجات المختلفة من بيض ولحم، ويسود الاعتقاد هنا أنها تندرج في إطار الحالات الصحية الصحيحة ومعرفة المادة المستهلكة سواء بالبيض أو اللحم.

وفي المقابل يشير أبو صعب إلى أن تربية الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب تختلف في مضمونها العام عن الحالات السابقة لأنها ترتبط بعدد من العوامل، أهمها الحالة الاقتصادية لمقتني هذه الحيوانات، لأنها في الغالب تكون لطبقة الأغنياء نظراً للظروف التي تتطلبها تربيتهم، وتأتي هذه التربية في إطار ملء الفراغ الذي يعيشه بعض أفراد الطبقة المخملية، وقد تتعدى أثمان بعض الحيوانات الملايين بحسب سلالتها ونوعها وشكلها، ويتمّ إخراج دفاتر صحية لها والعناية بها أكثر من العناية ببعض طبقات البشر الفقيرة!.

أما المهندس الزراعي عبدو الحاج فقد أكد أن زراعة بعض النباتات المنزلية، سواء في الحدائق أو على الأسطح، تنقسم إلى شقين: الأول التعلق بالزراعة ومحاولة ممارستها بشكلها البسيط في ظل الابتعاد عن الأرياف بسبب ضغوط الحياة والاستفادة من هذه النباتات في الاستهلاك الغذائي، وهذه الحالة تنطبق على أبناء الريف الذين سكنوا المدينة بشكل عام، حيث تعتبر زراعة بعض أنواع الخضراوات والحشائش من أكثر الزراعات الرائجة في هذا السياق، مثل البندورة والفليفلة والبصل والبقدونس والنعناع، ويأتي الاهتمام بها لجهة معرفة نوعية الخضار المستهلكة ومقارنتها بالموجودة في الأسواق في حالة تكون فيها الحالة العاطفية أكبر من الحالة الاقتصادية لأنها لا تكون ذات عائدات اقتصادية رابحة بقدر ما تكون ذات محتوى عاطفي في معظم الحالات نظراً لصغر المساحات المزروعة، وفي الشق الثاني تبرز العناية بالنباتات المنزلية ونباتات الزينة التي تكون فيها للحالة الجمالية العامل الأكبر في إحضارها، وهذه النباتات تميل إلى أصحاب الطبقات الغنية نظراً لتجاوز أسعار بعضها مئات الآلاف من الليرات مثل نبتة الغاردينيا والنوسة واليوغا وغيرها من النباتات، وبالتالي فإن هذه الأنواع اكتسبت هذه الميزات نظراً لجمالها وروائحها العطرية وشكل أزهارها في موسم الربيع وعدد مختلف من العوامل.

شغف

أما مؤنس الخير وهو من مقتني طيور الزينة ولديه حديقة مزروعة بمختلف النباتات، فيرى أن الحالة التي يمارسها تأتي لشغفه بالطيور وحبّ الاستمتاع بأشكالها وألحانها، ولكي يصل إلى مرحلة الرضا يجب أن يوفر الجو الملائم، فقام بتزيين حديقته بمختلف أنواع النباتات، سواء نباتات الزينة أو بعض الأشجار المثمرة مثل الدوالي والزيتون لإرضاء الذات أثناء جلوسه في حديقته. ولا ينكر الخير أنه استفاد بعائدات مادية كبيرة من خلال بيع وشراء الطيور، وقد تضاعف ثمن بعضها في السنوات الأخيرة حتى بلغ أكثر من عشرة أضعاف ما كان قبل الأزمة، وعلى سبيل المثال كان يشتري زوج الكنار بمبلغ 500 إلى 1500 ليرة وأصبح اليوم يشتريه أو يبيعه بمبلغ يفوق 250.000 ليرة، بينما طائر الحسون أو (النغل) تضاعف بأكثر من ذلك حتى تجاوز سعر الطائر الواحد الـ 300 ألف ليرة وأكثر، ولكن “سوسة” اقتناء هذه الأنواع هي العامل الفصل في الحالة التجارية، وهو ما أكسبها هذا الانتشار.