ثقافةصحيفة البعث

لطفي بوشناق يساند متضرري الزلزال ويغني لسورية

ملده شويكاني

“كل البلاد أوطاني”، هذا ما قاله المطرب والملحن وعازف العود التونسي لطفي بوشناق، الشهير ليس في أفريقيا والوطن العربي، وإنما في كلّ العالم، ولم تكن كلماته مجرد قول، إذ جسّدها حقيقة في أغنياته التي ناصرت الإنسان ودعت إلى العروبة وتمثُل الهوية العربية.

سورية يا قلعة الأحرار 

وبعد الزلزال المدمّر الذي أصاب سورية خصّها بأغنية حملت عنوان “سورية يا قلعة الأحرار”، وأطلقها بدار الأوبرا في مدينة الثقافة، وسيقوم بحفلات متعدّدة في تونس وباريس يعود ريعها للمتضررين من الزلزال.

“سورية يا قلعة الأحرار

صبراً فتلك مشيئة الأقدار

لن يخمد الزلزال فيك عزائم

شيدت على الإيمان والإصرار”

وقد وثّق فيها فواجع الزلزال وآلام الفقد، ونادى سورية التي تسعى للتشييد والإعمار، واتخذ صوته اللحن الأول بمرافقة الموسيقا بدرجة صوتية أقل والمبنية على لحن شفيف بتأثيرات إيقاعية، تخللها فاصل موسيقيّ صغير، كما ألحقها بتعزية بصوته.

موقف بوشناق من سورية ليس غريباً، لأنه يرى أن الفن والثقافة هما هويتنا العربية، وحينما سُئل عن جمهوره في أحد اللقاءات قال: “أنا أغني للإنسان في بعده الشامل، لذلك غنيتُ في كل أصقاع العالم، من كوريا الشمالية إلى كندا وأمريكا والهند وأوروبا وكل البلدان العربية، فالفنّ لغة عالمية”.

ودعم القضية الفلسطينية بأغنيات متعدّدة، منها “غزة اصمدي” التي أطلقها عام 2014، و”تبقى فلسطين بالعالي”، كما غنّى لأطفال العراق وفلسطين.

التحدي العربي

أما مشروعه الكبير فكان الدعوة إلى توحيد صفوف العرب، فقال في مشروع التحدي العربي “كل الناس تعرف وضع الأمة العربية اليوم والمشكلات الموجودة من صراعات وحروب وانقسامات، فأنا أحاول أن أكون شاهداً على العصر، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، يجب أن أكون موجوداً، ولا أدير ظهري لهذه المشكلات الحاصلة، ويجب ألا نقف عند أوبريت الحلم العربي التي مضى عليها ربع قرن”.

ورغم أنه لُقب بالإمبراطور إلا أنه يرفض كلّ الألقاب ويتمنى أن يستحق لقب فنان، ونوّه بأن التوثيق جزء من الفنّ “أغني لأوثق حياة، لأن التوثيق جزء من شخصيتي كفنان” حاز على جوائز عدة، منها جائزة معهد العالم العربي في باريس، وهو سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة منذ عام 2004، له الكثير من الأغنيات السياسية ضمن مساره الفني، من أشهرها “أنا مواطن” وربما يعود هذا إلى تربيته، إذ ينتمي إلى عائلة كبيرة وجده كان عسكرياً.

التنويع بالقوالب 

عمل بمشروعه الفني على المزاوجة بين الأغنية الحديثة بإيقاعها السريع والموروث الشعبي التونسي، “اخترتُ أن أكون امتداداً للماضي وأتماشى مع الحاضر، وتكون لي رؤية للمستقبل”. انتسب للمدرسة الرشيدية وهي أقدم مدرسة معنية بالتراث والموسيقا، واشتغل بفنية التجديد بألحانه، ورفض الالتزام بقالب فني معيّن، فنوّع بين القصائد والموشحات والمقام العراقي والتراث والكلاسيكي والأوبرالي، عمل مع سيد مكاوي والتونسي أنور إبراهيم وشكّل ثنائية رائعة مع الشاعر التونسي آدم فتحي، شُغف منذ صغره بأغنيات أم كلثوم، كانت أغنية “لأجل النبي” انطلاقته الكبيرة التي قدّمته إلى جمهور الوطن العربي، من ألبوماته “لا أعلم أين رأيتك، ليلى، العين التي لا تراك، العيش في برلين”، شارك في مختلف المهرجانات، منها مهرجان الموسيقا الروحية، وقدّم أوبريت الخباز باللهجة المصرية، وشارك بعالم الدراما بأعمال عدة، منها مسلسل نوبة وعشاق الدنيا و”هوا أصفر” وغيرها.

ومازال يرى أن حضور الفنّ بالقضايا العامة ضعيف، إلا أنه متفائل بغدٍ أفضل يعمّ على البلاد العربية “البلاد العربية تمرّ بفترة صعبة، وأنا واثق أن الفرح آتٍ”.