رياضةصحيفة البعث

بعد هزيمة إندونيسيا.. كرتنا أعلنت عجزها وإفلاسها!

ناصر النجار

لم يكن أشدّ المتشائمين بكرتنا يتوقع لمنتخبنا الشاب أن يخسر مع إندونيسيا بهدف نظيف، وجاءت هذه الخسارة بمنزلة الزلزال الذي كشف حقيقة كرتنا وعجزها وإفلاسها، والمقارنة اليوم باتت ظالمة ومزعجة، حيث كنّا نهزم إندونيسيا ومن حولها بعددٍ وافرٍ من الأهداف وكانوا يتوقون للعب معنا ليتعلموا منا كرة القدم، صرنا نخسر معهم مع الأسف الشديد، وهذا يدلّ على أنهم تقدموا وتجاوزونا وتأخرنا عن الركب الآسيوي كثيراً!.. والمسؤولية هنا يتحمّلها الجميع وكرتنا تدفع ضريبة السنوات السابقة من الأزمة، إضافة إلى الإهمال واللامبالاة.

وعندما وصفنا كرتنا بالعشوائية لم يرضِ هذا الكلام البعض، فكُرةٌ بلا تنظيم وتخطيط وتفتقد إلى الاستراتيجية هي كرة لا تعرف ما تريد وتمشي خبط عشواء، وبكل الأحوال نبّهنا أكثر من مرة أن كرتنا بلغت أرذل عمرها ولا بدّ من تجديد دمائها والاعتماد على جيل جديد بعد أن انتهى الجيل الحالي، وقلنا: إن الدوري الكروي الممتاز دوري عواجيز بعد أن بلغ لاعبوه سن الاعتزال، وكثير من اللاعبين تجاوزوا سن الثلاثين بسنوات، لكنهم لم يقتنعوا بكلامنا وباتوا يهدرون الأموال يمنة ويسرة على لاعبين أكل عليهم الزمن وشرب.

ما وصلنا إليه من مستوى تتحمّل مسؤوليته أنديتنا بالدرجة الأولى لأنها أهملت قواعدها وأدارت ظهرها للمواهب والخامات وصرفت العير والنفير على فرق الرجال أملاً ببطولة دوري أو كأس. وهذا كله أفرغ الدوري من مضمونه وأفرغ كرتنا من مواهبها وخاماتها الواعدة، وإذا علمنا أن نادياً أنفق حتى الآن أكثر من ملياري ليرة على فريقه الأول وشبابه في الدرجة الأدنى لعلمنا سبب إخفاق كرتنا، وإذا علمنا أن نادياً آخر اشترى عدة لاعبين تجاوزوا الثلاثين من العمر بمئات الملايين وبخل على شبابه بقروش معدودة، فهجر المدرّب والإداري الفريق بعد أن يئسوا من الإدارة التي ابتعدت عنهم ولم تهتمّ بهم أو تنفق عليهم، ومثل هذه الأمثلة كثيرة في الدوري الممتاز، وبات البحث عن اللقب يكلّف كرتنا أذية في بنيتها التحتية.

اتحاد كرة القدم يتحمّل المسؤولية لأنه لم يضع ضوابط لأنديته ولم يسعَ ليحمي الكرة من الشيخوخة والعجز، فأفلت الحبل على الغارب وفتح المجال لأنديته لتفعل ما تشاء، ولو أنه منعها من التعاقد مع لاعبين تجاوزوا الثلاثين من العمر لجعلها تلتفت إلى النشء الجديد وتهتمّ به.

كرتنا تحتاج إلى وقفة مسؤولة، وفي أهم خطواتها إعادة البرمجة والمزيد من التخطيط السليم والتنظيم الدقيق، فبمثل هذه العشوائية سنخسر مستقبلاً مع سورينام وغوام ولو بعد سنوات!.