مجلة البعث الأسبوعية

مشاهدات من ذهاب الدوري الكروي الممتاز.. فرق المؤخرة لم تستعد بالشكل المطلوب ولم تقدم ما يلزم.. والاحتراف كان الغائب الأبرز

البعث الأسبوعية-ناصر النجار

نواصل حديثنا عن مرحلة الذهاب من الدوري الكروي للموسم الحالي ونتحدث في عدد اليوم عن فرق المؤخرة التي لم تكن بوضعها الصحيح ولم تنتصر لاسمها وتاريخها، وهذه الفرق هي: الطليعة وحطين والمجد والجزيرة.

والحقيقة أن هذه الفرق تعطي صورة صحيحة عن الفرق التي صار ثوب الاحتراف أكبر من ثوبها وذلك بسبب الاضطراب الإداري وعدم الاستعداد الجدي لاستقبال الدوري والاكتفاء بالموارد الرسمية التي لم تعد تفي بالغرض أمام أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار وما شابه ذلك.

والحقيقة التي لا تحجب بغربال أن أنديتنا باتت مقتصرة في عملها على الروتين القاتل والعمل الوظيفي والمكتبي دون البحث عن الحلول وإيجاد مصادر دخل إضافية.

والحسابات الصحيحة غابت عن ذهن إدارات أغلب أنديتنا لذلك وقعت بالفخ وبدأت تئن رغم أن الموسم الكروي لم يصل إلى منتصفه بعد، وهذا كله يعود لغياب التخطيط فأنديتنا تعمل بعشوائية وارتجال دون أي برمجة لهذه الأعمال.

الجميع يعرف أن الدوري الكروي الممتاز بات يحتاج في حده المتوسط إلى مليار ليرة موسمياً تدخل فيها الفرق الدوري وهي مرتاحة من هم الضغوط المالية والبحث عن تنفيذ العقود وتأمين الصرفيات وأجور الحكام والمواصلات ومثل هذه النفقات، لذلك من الطبيعي أن تدرس الأندية ميزانيتها بشكل صحيح وأن تعمل على تحصيل المال بوقته دون أن يتأثر الفريق بتأخير الدفع لأي سبب من الأسباب.

في جولة على الواقع المالي للأندية نجد أن بعضها في ضيق والبعض الآخر يعتمد على داعمين ملتزمين حتى الآن بتقديم الدعم لأنديتهم مثل جبلة وتشرين والوثبة والكرامة والفتوة، بينما بقية الأندية وضعها المالي مجهول وتحاول قدر الإمكان تدبير الأموال لتلبية نفقاتها ولو بالحد الأدنى، وهذا ما نتابعه في أندية الوحدة الذي بدأ يخسر بعض لاعبيه في الميركاتو الشتوي وكذلك نادي أهلي حلب الذي يعيش أزمة مالية ومثله ناديي الطليعة وحطين وهذه الأندية تعيش قلقاً مالياً وصعوبة في تأمين الموارد الثابتة.

على الصعيد العام فإن الأندية التي لديها داعمون تعتبر أندية موسمية لأن الداعمين قد يخرجون من النادي لأي سبب وبالتالي فإن معين المال سينضب فجأة، لذلك دائماً يجب الاعتماد على الموارد الثابتة الحقيقية في كل موسم والعمل وفق ميزانية النادي الحقيقية، لذلك طلب اتحاد كرة القدم وضع ضمانة مالية بنفقات الموسم كاملة في البنك حتى لا تتعرض الأندية للمنغصات أثناء الموسم، ولكن هذا الطلب لم يدخل حيز التنفيذ ولم تلتفت إليه الأندية وسيتم العمل به بدءاً من الموسم القادم ضمن ما يسمى ترخيص الأندية.

المشكلة أن أنديتنا الجماهيرية لا تستفيد من جمهورها إلا بريع المباريات ولم تفكر أي إدارة بالاستفادة من هذا الزخم الجماهيري بعوائد تعود بالنفع على ناديها كما تفعل كل الأندية في العالم، وكما نعلم على سبيل المثال أن نادي النصر السعودي باع من قمصان البرتغالي رونالدو بمبلغ يعادل قيمة صفقته المالية، ونحن لا نغالي في طلباتنا ولا نقرن هذا المثال بأنديتنا ولكن ندعوهم إلى البدء بتنفيذ مشاريع صغيرة تؤمن دخلاً جيداً تغنيها عن الأموال التي قد تكون سراباً أو تحتاج إلى نوع من الاستجداء وبها تحمي النادي من أذى الديون وتبعاته.

من عشوائية العمل الإداري في الأندية أن إدارات الأندية لا تعرف ما تريد لأنها لا تحدد أهدافها من الدوري، فإذا كان الهدف المنافسة على اللقب فعليها تامين الإمكانيات المالية والفنية لتحقيق هذا اللقب، وإذا كان هدفها الثبات بالدوري فالطريق معروف ومعلوم للجميع، أما إذا كان الهدف البناء فيجب ان تسلك طريقاً مغايراً تماماً لما تسلكه بالوقت الحالي.

والمفترض أن تبدأ عدة أندية من اليوم بالبناء والتخطيط للمستقبل وخصوصاً الأندية التي أفلست ودخل لاعبوها العجز، وهذه الأندية عليها أن تؤسس فريقاً من الآن جلّه من الشباب والواعدين مع بعض لاعبي الخبرة، فالانتظار لبعض الوقت يحدد المراد.

وكما نلاحظ إن وضع بعض الأندية هذا الموسم لم يكن صحيحاً على كل المستويات، ولو لجأت هذه الأندية إلى مواهبها وخاماتها فهي لن تحقق أسوأ مما حققته فرقها في الذهاب، ولنا في حطين مثال، فلو استمر بالعناية بشبابه قبل ثلاثة مواسم كما ينبغي لوجدنا اليوم فريقاً ناضجاً قادراً على الثبات في الدوري.

الحل الأفضل أن تجري عملية تجديد شاملة بكل أنديتنا تعيد فيها بناء كرتنا من جديد خصوصاً أن الدوري شاخ وأغلب لاعبيه دخلوا مرحلة الاعتزال بعد أن تجاوزوا الثلاثين من العمر بسنوات، وعلى اتحاد كرة القدم أن يصدر تشريعاً بعدم جواز التعاقد بأكثر من ثلاثة لاعبين ممن تجاوزوا الثلاثين عاماً.

كل ما سبق ينطبق بشكل عام على جميع فرقنا وبشكل خاص على أندية المؤخرة من الدوري الكروي الممتاز، وكما نلاحظ فإن الإمكانيات الضيقة لناديي الطليعة وحطين جعلتهما في وضع حرج من خلال الأداء والمستوى، فالناديان لم يستطيعا تأمين السيولة المطلوبة لإجراء تعاقدات مهمة كما فعلت بعض الأندية، ولم يجازفا بمجموعة من الشباب تبني بها كرتها وكانت التدخلات الإدارية واضحة في هذه التركيبة التي لم تكن مهضومة لجمهور الفريقين، وما أسعد الفريقين أنهما قد ينجيان من الهبوط لوجود من سيحمل هم الهبوط عنهما.

أما الوافدان الجديدان للدوري فمن الطبيعي أن يعودا بنهاية الموسم إلى الدرجة الأولى لأنهما لم يستطيعا تقديم المطلوب فالفريقان لم يحققا الفوز، الجزيرة انسحب من الدوري والمجد ينافس على أمل ما، وبالحقيقة فإن الفريقين يحصدان ما جنته أيديهما، فالدوري الممتاز لم يكن على مقاسهما.

إعصار العاصي

لم يكن الطليعة هذا الموسم إعصاراً ولم يلب طموح جماهيره وحسنته الوحيدة فوزه على الفتوة بدمشق 2/1 وكانت أكبر مفاجآت الدوري.

ظروف النادي لم تكن كما يجب، وسمعنا عن مشاكل إدارية كثيرة وأزمة مالية وخلافات هنا وهناك، وكل ذلك جعل أوضاع النادي غير مستقرة، ميزان الفريق بين القادمين والراحلين كان متوازناً إلى حد ما، وأهم مكسب للفريق كان بالتعاقد مع ثلاثي النواعير سعد الله قطرميز وعبد الله تتان وعبد الهادي الدالي، كما تعاقد مع المخضرمين يوسف قلفا والهداف محمد زينو والمدافع هادي المصري، وبالمقابل حافظ على مجموعة لاعبيه القدامى ودعم اللاعبين بمجموعة من الشباب أبرزهم لاعب المنتخب عدي حسون.

لعب الفريق العديد من المباريات الودية قبل انطلاق الدوري وحقق فيها نتائج جيدة مثل فوزه على النواعير 3/1 وعلى الكرامة 2/1 وعلى الجيش 4/3 وتعادل مع تشرين 2/2 وخسر أمام الوثبة مرتين 1/2، وشارك بدورة الصحفيين فتصدر مجموعته بفوزه على الحرية 2/1 وعلى حطين 1/صفر وخرج من نصف النهائي أمام الكرامة بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2.

في الدوري جاء بالمركز التاسع وله سبع نقاط من فوز وحيد على الفتوة 2/1 وتعادل أربع مرات مع المجد 1/1 ومع الكرامة وتشرين وحطين صفر/صفر، وخسر خمس مرات أمام الوثبة 1/2 وأمام جبلة 1/3 وأمام أهلي حلب 2/3 وأمام الوحدة صفر/1 وأمام الجيش صفر/2.

سجل الفريق سبعة أهداف ودخل مرماه 13 هدفاً، سجل له خالد دينار هدفين وكل من: هادي المصري ومحمد زينو وعدي حسون ومحمد نور خميس وعميد بصيلة هدفاً واحداً.

له ركلتا جزاء سجلها محمد زينو بمرمى أهلي حلب وعميد بصيلة بمرمى الفتوة، واحتسبت عليه ثلاث ركلات جزاء أضاع الأولى محمود البحر من جبلة وسجل الثانية النيجيري أوكيكي من أهلي حلب والثالثة طارق هنداوي من الوحدة.

الحوت مريض

مازال فريق حطين يعيش معاناة المواسم السابقة ولم يصل إلى الاستقرار المطلوب، وحال حطين كحال بقية الأندية يعيش أزمة مالية وتخبط فني، فالفريق بدأ مرحلة الاستعداد مع المدرب مصعب محمد وخاض معه بطولة الوفاء والولاء ففاز على شرطة طرطوس 1/صفر، وخسر أمام جبلة 1/2 وفي نصف النهائي خسر أمام تشرين صفر/3، وتعادل ودياً مع الجيش 2/2 وشارك بدورة الصحفيين فخسر أمام الطليعة صفر/1 وفاز على الحرية 2/صفر، وبعدها خسر أمام الساحل والكرامة بهدف وتعادل مع جبلة 2/2 فتم الاستغناء عن خدمات المدرب ليتم التعاقد مع عبد الناصر مكيس الذي استقال بنهاية الأسبوع الثامن، ليتولى المهام عمار ياسين كأول ظهور له في الدوري الممتاز.

تنقلات الفريق كانت معقولة فحافظ على أغلب لاعبيه واسترجع أيمن عكيل من الوحدة وعبد القادر غريب من جبلة وتعاقد مع علي غصن من النواعير وأحمد كلاسي من أهلي حلب وعلي سليمان من جبلة، وبالمقابل خسر الحارس عمر خديجة لمصلحة الساحل وحسين جويد المنتقل إلى أهلي حلب ومحمد قلفاط إلى الوثبة.

في الذهاب جاء بالمركز العاشر بسبع نقاط متأخراً عن الطليعة بفارق الأهداف، والبصمة الوحيدة التي حققها فوزه على تشرين بهدف بينما خسر أمام المنافسين على اللقب، فخسر أمام جبلة والفتوة والجيش صفر/3 وأمام الوثبة وأهلي حلب صفر/2 وحقق التعادل مع فرق القسم الثاني من الدوري فتعادل مع المجد 3/3 ومع الوحدة والكرامة 1/1 ومع الطليعة صفر/صفر.

سجل ستة أهداف منها أربعة لمهاجمه علي غصن وهدفان لحسن أبو كف وعلي سليمان، ودخل مرماه 18 هدفاً، له ركلة جزاء واحدة أضاعها أيمن عكيل بمواجهة الوحدة وعليه واحدة سجلها محمد الواكد من الجيش ولم يتعرض لأي بطاقة حمراء.

ضيف الدوري

ياسمينة دمشق كما يحب أنصار فريق المجد أن يطلقوا هذه التسمية على فريقهم كان ضيف الدوري قولاً وفعلاً.

في البداية لا بد من ذكر الأوضاع الصعبة التي مرّ بها فريق المجد من خلال تغييرات عديدة طالت الإدارة وتغييرات فنية ارتبطت بأزمة النادي الإدارية والمالية ما أسفر عن نتائج سيئة وتنتظر الفريق مهمة صعبة في الإياب إن لم يتدارك فيها موقعه المهدد فسيعود من حيث أتى.

الفترة الذهبية التي مر بها النادي هي مرحلة الاستعداد بقيادة المدرب هشام شربيني وقد حاز على لقب كأس الصحفيين بانتصارات ذهبية على أهلي حلب 2/1 وتعادل مع الكرامة بلا أهداف في الدور الأول وفاز على الكرامة 1/صفر في النهائي.

لكن هذا الأمر لم يستمر فاستقال المدرب وتبعه استقالة رئيس النادي وتبعه استقالة بعض الكوادر فلم يعرف النادي الاستقرار طوال مشوار الذهاب وتناوب على تدريب الفريق محمد خلف وعماد دحبور وعبد الهادي الحريري قبل أن يستقر على مصعب محمد.

لم يحقق الفريق أي فوز في الدوري وتعادل مرتين مع حطين 3/3 ومع الطليعة 1/1، وخسر أمام الجيش 1/2 وأمام تشرين والفتوة صفر/2 وأمام أهلي حلب والوحدة والكرامة صفر/1 وأمام جبلة 2/5 وأمام الوثبة 1/4.

سجل الفريق ثمانية أهداف ثلاثة منها لإياد عويد والباقي تقاسمها صياح نعيم ونضال محمد وكنان نعمة وثائر الشامي وعلي السعيد.

له ركلة جزاء سجلها إياد العويد بمرمى جبلة وعليه واحدة سجلها صبحي شوفان من الوثبة وخرج لاعباه مصطفى قطرميز وخالد المصري بالحمراء بلقاءي الوحدة وجبلة على التوالي.

أول الهابطين

فريق الجزيرة كان أول الهابطين بعد أن تم استبعاده من الدوري وشطب نتائجه لتخلفه عن لقاء أهلي حلب، وسبق أن تخلف عن المباراة الافتتاحية مع الوحدة، لكنه عاد واعتبر خاسراً صفر/3 قانوناً.

لن يجدي الحديث اليوم عن أسباب ما حصل مع الجزيرة في مشاركته القيصرية وسبق أن أشبعناها سرداً وتحليلاً، ولكن نذكر نتائجه في المباريات التي لعبها من باب الذكرى.

خسر أمام الوحدة قانوناً صفر/3، وخسر أمام الجيش والطليعة والوثبة صفر/1 وأمام جبلة وحطين صفر/2 وأمام المجد والفتوة 1/2.