مجلة البعث الأسبوعية

تعديلات جديدة على قوانين كرة القدم ومجلس الاتحاد الدولي معني بالتطبيق!

البعث الأسبوعية- مؤيد البش

يبدو أن شكل كرة القدم يستمر في التغير خلال السنوات المقبلة م كثرة التعديلات القانونية التي تصيب اللعبة الشعبية الأولى، والتي تهدف حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لجعلها أكثر جاذبية مع منح الفرق المتنافسة ذات الحظوظ خصوصاً من النواحي التحكيمية.

ولعل التعديلات التي باتت شبه دائمة على كرة القدم باتت اليوم تنحى نحو تعميق استخدام التقنيات الحديثة والبحث في كيفية إدخالها بشكل أكبر في عمق اللعبة، وإيجاد طرق لاستخدامها في الدول والدوريات التي لا تمتلك القدرة المالية واللوجستية لذلك.

مهمة مزدوجة

الاتحاد الدولي لكرة القدم من المعلوم أنه الناظم للعبة بكل تفاصيلها لكن اختصاص تعديل قوانين كرة القدم هو من صلاحيات المجلس الدولي (إيفاب) الذي تأسس عام 1886، حيث يسعى للاتفاق على القوانين الموحدة للمنافسة الدولية كما يختص المجلس بوضع قوانين كرة القدم، ومن المعروف أن (إيفاب) يتخذ موقفاً محافظاً للغاية فيما يتعلق بالتغييرات في قوانين اللعبة.

ويُناقش المجلس مجموعة من القضايا المتعلقة بعملية تقديم طلبات الترشيح كاستضافة كؤوس العالم، ومسابقات السيدات، وحفل توزيع جوائز فيفا، ومكان انعقاد كونغرس الفيفا فضلاً عن خارطة الطريق لمستقبل المنظمة.

تخصص إنكليزي

اللافت في المجلس الدولي لكرة القدم أنه يتكون من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الإنكليزي والاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم والاتحاد الأيرلندي واتحاد ويلز لكرة القدم، وسبب وجود الاتحادات الأربعة كونها تتمتع بقواعد مختلفة قليلاً، الأمر الذي يمثل مشكلة عويصة في المباريات الدولية على الرغم من أن قواعد كرة القدم قد تم توحيدها إلى حد كبير في أوائل الثمانينيات من القرن التاسع عشر.

ويجتمع مجلس الإدارة مرتين في السنة، مرة واحدة لاتخاذ قرار بشأن التغييرات المحتملة على القواعد التي تحكم لعبة كرة القدم (الاجتماع السنوي العام)، ومرة واحدة للتداول بشأن شؤونها الداخلية (الاجتماع السنوي للأعمال).

ومن أجل الموافقة على تعديل قوانين كرة القدم ينبغي الحصول على الأغلبية في عملية التصويت ما يعني أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لا يمكنه تغيير قوانين اللعبة وحده.

تغييرات جديدة

المجلس الدولي لكرة القدم (إيفاب) خلال النسخة 137 من جمعيته العمومية السنوية، التي عقدت بداية الأسبوع الجاري في لندن وافق على عدد من التغييرات المتعلقة بقوانين اللعبة وأيضاً على التوضيحات الصادرة بشأنها.

كما صادق المجلس على القرار المتخذ في الجمعية العمومية الأخيرة القاضي ببث قرارات مراجعة لقطات الفيديو عند الاستعانة بحكم الـ(فيديو)، وعرضها للجمهور في الملعب ولمشاهدي النقل المباشر عبر التلفاز، حيث شكلت كأس العالم للأندية التي أقيمت في المغرب الشهر الماضي، نقطة البداية في التجارب المتعلقة حصراً بالقرارات التحكيمية المتخذة عند الاستعانة بحكم الفيديو المساعد.

كما قدَّم فيفا إحاطة بشأن التطبيق الناجح للتكنولوجيا شبه الآلية المخصَّصة لتحديد وضعيات التسلل وبشأن النظام “المبسَّط” لحكم الفيديو المساعد، وتم الاتفاق على إعادة النظر في بروتوكول حكم الفيديو المساعد وإجراءاته وتطبيقاته العملية مع الأطراف الفاعلية الرئيسية.

تقنيات وتكنولوجيا

أهم قرارات المجلس كانت بالنسبة للمسابقات التي لا تمتلك الموارد اللازمة للعمل بنظام حكم الفيديو المساعد والنظام “المبسَّط” لحكم الفيديو المساعد، إذ تم الاتفاق على اختبار نظام إضافي لمراجعة لقطات الفيديو، وذلك بهدف جعل هذا النظام متاحا في اللعبة على الصعيد العالمي.

وفيما يتعلق بقوانين اللعبة لموسم 2023-2024، التي ستدخل حيز التنفيذ بتاريخ الأول من تموز 2023، تم الاتفاق على إدراج تأكيد حالات التسلل، ويجوز للمسابقات المقرَّر انطلاقها قبل الأول من تموز 2023 الشروع في تطبيق هذه التغييرات قبل ذلك التاريخ أو إرجاء تنفيذها إلى أجل لا يتعدى تاريخ انطلاق المنافسة اللاحقة.

وشدد المجلس على أهمية النهج المتَّبع خلال بطولة كأس العالم 2022 في قطر، المتمثل في احتساب “الوقت بدل الضائع” بشكل أكثر دقة، حيث تم الاتفاق على ضرورة اتِّباع هذا النهج في مختلف المسابقات عبر العالم، كما تم الاتفاق على إنشاء فريق عمل للتركيز أكثر على طرق تحسين مستوى الانضباط وتقليل العدوانية تجاه حكام المباريات واللاعبين ومسؤولي الفرق على مستوى البراعم والهواة.

نموذج فريد

وكعادته قدَّم الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم نموذجاً عن تجربة تم تنفيذها على مستوى البراعم، حيث يرتدي الحكام كاميرات تسجل جميع الاتصالات مع اللاعبين والمدربين، وهي تجربة حظيت بموافقة المجلس الدولي لكرة القدم، كما سيتم إعادة النظر في قانون التسلل، الذي تم الحديث عنه بالفعل في اجتماعات سابقة للمجلس فلا يعتبر اللاعب في موقف تسلل عندما يستلم الكرة من الخصم الذي لعب الكرة عمداً.

من جهته الفرنسي أرسين فينغر، مدير تطوير كرة القدم في “فيفا”، اقترح تعديلًا مثيرًا للجدل على قانون التسلل، بحيث بأن يتم احتساب التسلل فقط في حال كان المهاجم متقدماً بكامل جسده على آخر مدافع لحظة تمرير الكرة، حيث أن القانون الحالي يقضي بأن يتم احتساب التسلل إذا ما تقدم المهاجم بأي جزء من جسده على ثاني آخر مدافع، وذلك عند خروج التمريرة من قدم الزميل.

والتغيير المقترح من قبل فينجر يجعل الكرة هجومية بشكل أكبر، لكنه سيحتاج فترة حتى يعتاد اللاعبون عليه، وحتى يدرك الجمهور كامل تفاصيله.