مسابقات الفئات العمرية تحتاج للتغيير.. وكرتنا تبحث عن المواهب
ناصر النجار
أصدر اتحاد كرة القدم جدول مباريات دوري الشباب في الأسابيع الأربعة الأخيرة المتبقية من الدوري الممتاز الذي توقف بسبب الزلزال وتداعياته، الجدول الذي صدر كان مضغوطاً بالمباريات بحيث تلعب الفرق كلّ مرحلة بفارق أربعة أيام أو ثلاثة عن سابقتها.
المتابع لدوري الشباب لا يجد أنه مجدٍ أو مفيدٍ بآلية عمله ونظامه، فكيف للاعبيه أن يخوضوا 14 مباراة في الموسم الواحد ويكون ذلك كافياً لصقل موهبتهم ورفع لياقتهم، مع الإشارة إلى أن العلم الكروي يقول: على اللاعب أن يلعب خمسين مباراة في الموسم الواحد لكي يتطور وحتى لا يفقد حساسية كرة القدم.
في الماضي كان الدوري يُقام على نظام المجموعة الواحدة، فيلعب اللاعبون 26 مباراة، واليوم قلّص اتحاد الكرة عدد المباريات بعد أن وزّع الفرق على مجموعتين وأنشأ نظاماً فريداً لتنصيب البطل عبر لقاء يجمع المتصدّرين في المجموعتين وجهاً لوجه، وهو بذلك حرم الوصيف أو صاحب المركز الثالث من العودة إلى المنافسة بعد أن فقدوا كلّ فرصها، وكل هذا لتخفيض النفقات والمصاريف، مع الإشارة إلى أن تطوير كرة القدم بحاجة إلى توفير وليس تقتير!.
الموضوع له حساسيته من باب أهمية الشباب الذين هم خزان كرة القدم، فكلما لاقوا الإهمال كلما تراجعت كرتنا، لأن لاعبي اليوم لن يدوموا ونحن بحاجة إلى دم جديد يقود كرتنا في المستقبل، وما حدث مع منتخبنا الشاب في النهائيات الآسيوية ليس إلا نتيجة طبيعية للإهمال الذي لقيه شبابنا في السنوات الماضية، وعندما يكون لدينا جيل جيد متدرّب بشكل صحيح ومشبع بالمباريات يصبح لدينا منتخب جيد، بل يصبح لدينا دوري متميز مملوء بالشباب الموهوب.
الملاحظ في التنقلات الشتوية التي جرت في الأندية قبل استئناف الدوري أن أغلب اللاعبين المنتقلين إلى هذا الفريق أو ذاك هم من كبار السن وبعضهم انتهى عمره الكروي الافتراضي، فنظرة الأندية ما زالت تخشى من الشباب باعتبارهم يفتقدون الخبرة لأنهم بالأصل مهملون في أنديتهم!.
كرتنا تدور في حلقة مفرغة، ولا بدّ من تصحيح مسارها من خلال الاهتمام بجيل الشباب وإيلائه الاهتمام الكافي والدعم المطلوب، وإن لم نفعل ذلك فلن يبقى في الدوري لاعب يُشار إليه بالبنان.