دراساتصحيفة البعث

في ذكرى الحرب على العراق

ترجمة:  عائدة أسعد

في 20 آذار  2003، غزت الولايات المتحدة العراق غير مكترثة بالمعارضة العالمية، حيث ادعت أن البلاد تمتلك أسلحة دمار شامل، ولم تقدم دليلاً على حجتها بالغزو سوى ما تم الكشف عنه لاحقاً على أنه أنبوب صغير من المنظفات، ومنذ ذلك الحين والعراق يعاني من فوضى وعدم استقرار لا نهاية لهما.

لقد أدى الغزو الأمريكي إلى مقتل ما بين 180.000 إلى 210.000 مدني عراقي، وذلك وفقاً لمشروع “إراك بودي كاونت” الذي يحتفظ بأكبر قاعدة بيانات عامة في العالم للوفيات المدنية العنيفة في البلاد، منذ الغزو عام 2003، كما أدى عدم الاستقرار والفراغ الأمني الناجمين عن الإطاحة بالحكومة العراقية إلى ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي.

لذلك يمكن القول إن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى بغداد يوم الثلاثاء الماضي مفادها بأن الولايات المتحدة ستستمر في تعزيز وتوسيع الفوضى في العراق والتنصل من ذنب الولايات المتحدة ونفاقها.

بعد العراق، واصلت الولايات المتحدة مغامراتها العسكرية في ليبيا وسورية، حيث لم يكن الشرق الأوسط وحده هو الذي انغمس في الاضطرابات التي سببتها تصرفات الولايات المتحدة، فقد كان لأفغانستان حصة كبيرة، وهي لا تزال تتأرجح من آثار الغزو الأمريكي للبلاد في عام 2001 والاحتلال العسكري اللاحق، كما أن اليد الخفية للولايات المتحدة هي وراء الحرب في أوكرانيا.

إن الولايات المتحدة لا تتردد في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من أجل تعزيز هيمنتها العالمية، ولعب ألعاب محصلتها الصفرية. وعلى الرغم من إدعائها أنها تفعل ذلك من خلال دعم رايات الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا أن تلك الإدعاءات تبقى مجرد أوراق لممارسة قوتها. وبفضل تدخلات الولايات المتحدة الكارثية دائماً في شؤون الدول الأخرى، فإن ممرات السلام والهدوء نادرة في أي جزء من العالم، لأنها دائماً تسبب موجات صادمة من الاضطراب والمشاكل.

مع حلول الذكرى العشرين لحرب العراق، على العالم أن يفكر فيما حدث خلال العقدين الماضيين نتيجة لذلك، وأن يدين سياسات التدخل الأمريكية التي تستمر في إحداث الفوضى في أجزاء كثيرة من العالم وليس أقلها في أوكرانيا، حيث تستغل الولايات المتحدة دعم حلفائها في الناتو، وتصب الزيت على النار باستمرار على الصراع من خلال تزويد كييف بالمزيد من المساعدات العسكرية.

ولم تكتف بهذا كله، فها هي إدارة جو بايدن والاستراتيجيون في واشنطن يحاولون تمديد أزمة أوكرانيا إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ كوسيلة لخلق حاجز صعب لوقف التنمية في الصين.

في ذكرى شن الحرب في العراق، يجب على بقية المجتمع الدولي أن يقول بحزم لا للولايات المتحدة وحلفائها الشوفينيين.