المعهد العالي للفنون المسرحية يحتفي بيوم المسرح العالمي
أمينة عباس
احتفى المعهد العالي للفنون المسرحية، أساتذة وخريجين وطلاباً، بيوم المسرح العالمي من خلال احتفالية أقامها على خشبة مسرح سعد الله ونوس في المعهد. وقد اعتاد المعهد على جعل يوم المسرح العالمي موعداً للتأكيد على أهمية هذا الفن ودور العاملين فيه، وهو الذي يحرص دائماً على فعل ذلك بطريقة خاصة تتجلّى فيها خلاصة عمل طلابه بأقسامه المختلفة.
وأكد عميد المعهد د. تامر العربيد في تصريح لـ “البعث” أن المسرح فن خاص ووجداني لا يمكنه أن يعيش إلا بالحب والتواصل. ومن هنا فإن احتفالية يوم المسرح العالمي التي أقامها المعهد تعني له الكثير كعميد لأنها تتضمن خلاصة ما يقدّمه الأساتذة والطلاب خلال العام الدراسي، بالإضافة لكونها فرصة للقاء الخريجين القدامى وتكريمهم.
فيل ونوس برؤية الخوص
وقدم الفنان كفاح الخوص، كمخرج ومشرف على العرض الفني للاحتفالية، مع طلبة قسم التمثيل رؤية جديدة أثارت إعجاب الحضور لمسرحية “الفيل يا ملك الزمان” لسعد الله ونوس، والتي عبّرت عن إمكانيات الطلاب في تجسيد شخصيات كوميدية ساخرة اعتمدت على الأنماط المتنوعة ضمن فرضية تمّت صياغتها بشكل محكم. وأوضح الخوص أنه سعيد بعودته إلى المعهد بعد غياب دام عشر سنوات، وأنه كمشرف يسعى في هذا اليوم بالتحديد لأن يكون أميناً مع الطلاب فيما يقدّمونه من عرض يعبّر عما يتمتعون به من طاقات ومعارف، وأن مهمته هي الإشراف عليهم وتقديمهم بأفضل صورة، ولم يخفِ أنه في كل لحظة يعمل فيها مع الطلاب يتذكر نفسه كطالب تخرج في هذا المعهد، مذكّراً بأن النجاح في الفن لا يأتي بسهولة، وهو بحاجة إلى الجهد والمثابرة والشغف والجدية والالتزام ومعرفة عادات وتقاليد هذه المهنة الصعبة.
ورأى الناقد سعد القاسم أن الخوص قدّم رؤية مسرحية مشوقة ورشيقة لنص ونوس مغايرة لكل العروض التي قدمت المسرحية منذ العام 1969 حيث استطاع التقاط الروح الساخرة والكامنة في النص.
لوحات راقصة مميزة
وتألق طلاب قسم الرقص بإشراف معتز ملاطية لي، رئيس قسم الرقص، عبر عدة لوحات راقصة قاموا بتقديمها حملت عناوين “بوباليزا” (تصميم وجد منصور)، و”شهقة” (تصميم نورس عثمان بمساعدة سارة بيطار)، و”كالينكا” (إشراف رهف الجابر)، و”هدوء” (تصميم معتز ملاطية لي)، بالإضافة لفقرة المهارات التي قُدمت بإشراف علاء زهر الدين وعلي إسماعيل.
وبيَّن ملاطية لي أن ما قدمه الطلاب مشاريع تم العمل عليها معهم خلال العام الدراسي، وكانت الاحتفالية فرصة لتقديمها أمام الجمهور، وقد تكفَّل طلاب السنة الرابعة بمهمة تقديم فقراتها والربط بينها، محاولين من خلالها التأكيد على أهمية وجودهم في المعهد ودوره في تأهيلهم للانطلاق بعد التخرج إلى ساحة العمل.
تحية وتكريم
وبهذه المناسبة، كرّمت إدارةُ المعهد خريجي قسم التمثيل دفعة سنة 1988، وخريجي الدفعة الأولى من قسم الدراسات المسرحية. ولم يخفِ الفنان المكرّم غسان عزب سعادته بتكريمه في يوم المسرح العالمي، مبيناً أن أحلى شعور هو الوقوف مكرّماً على خشبة المسرح التي طالما وقف عليها طالباً، في حين بيّن سمير المطرود أن التكريم الذي يقوم به المعهد رسالة جميلة تعمل على تحقيق التواصل بين الأجيال، منوهاً بأن الحنين إلى هذا المكان دائم لأنه المكان الذي قدّم له المعرفة. أما الفنان غسان الدبس فقد أشار إلى أن تكريمه أعاد له الذكريات الأولى في المعهد منذ اختبارات القبول حتى لحظة التخرج، وهي ذكريات كثيرة تتالت فيها المحطات التي كان شعارها التعب والاجتهاد، مشيراً بمناسبة يوم المسرح العالمي إلى أننا إذا كنا بحاجة لتجديد حياتنا النفسية والجسدية علينا أن ننشد خشبة المسرح المقدّسة التي تبعث الحيوية والطاقة وتمنع الإنسانية من السقوط في الهاوية.
فعاليات مختلفة
وكانت الاحتفالية قد بدأت بإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي التي كتبتها الفنانة المسرحية المصرية سميحة أيوب من قبل وفاء موصللي ولينا حوارنة ومجد نعيم، كما افتتحت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح استديوهات تمثيل والقاعة الأرضية للتدريبات بعد إعادة تأهيلها ومعرض الكتاب الذي يقام بالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب في مكتبة المعهد، ومعرض نتاج قسم السينوغرافيا (إشراف الأساتذة: كنان جود، غيث المحمود، يزن قرموشة، محمد زهيري، إنجي سلامة).