أخبارصحيفة البعث

رئيس وزراء الصين يدعو إلى رفض سياسة تشكيل الكتل المتصارعة

بكين – موسكو – بروكسل – وكالات:

دعا رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، اليوم الخميس، المجتمع الدولي إلى التصدّي للعقوبات أحادية الجانب، وكذلك رفض سياسة تشكيل الكتل المتصارعة.

ووفقاً لوكالة “تاس” شدد رئيس الوزراء الصيني في كلمة بمناسبة حفل افتتاح منتدى منطقة بواو الآسيوية على “ضرورة دعم المبادرة العالمية (الصينية) في مجال الأمن، ومقاومة إساءة استخدام العقوبات الأحادية، ومحاولات تطبيق ونشر التشريعات الوطنية خارج الحدود”، مؤكداً “رفض الصين لسياسة الكتل المتصارعة، عندما يتعلق الأمر بالاختيار بين هذا الطرف أو ذاك”.

وتابع: إن بكين تؤيد الوسائل السلمية لحل النزاعات بين الدول، مضيفاً: “نحن بحاجة إلى العمل معاً وتعزيز التضامن للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين”، ومؤكداً أنه “يتعين على المجتمع الدولي السعي والعمل معاً من أجل تعزيز التنمية العالمية بشكل جماعي”.

إلى ذلك، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ الاتهامات الأمريكية بأن إقراض الصين للبلدان النامية هو الذي أدى إلى تفاقم ديون تلك الدول، مؤكدة أن الصين اتبعت على الدوام الالتزام بالقواعد الدولية.

وقالت ماو في مؤتمر صحفي: إن الصين تساعد البلدان النامية في تخفيف أعباء ديونها، وقد ساهمت بأكبر قدر في مبادرة تعليق الديون لمجموعة العشرين، كما نفذت التعاون الاستثماري والتمويلي مع الدول النامية على أساس مبدأ الانفتاح والشفافية دون فرض أي شروط سياسية أو السعي وراء أي مصلحة ذاتية سياسية، مضيفةً: إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات عملية لمساعدة الدول النامية بدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى الدول الأخرى والإدلاء بتصريحات غير مسؤولة.

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قالت أمس: إن الولايات المتحدة تعمل جاهدة لمواجهة نفوذ الصين في المؤسسات الدولية وفي إقراض الدول النامية، زاعمة أن إقراض الصين للدول النامية هو الذي أدى إلى تفاقم ديون هذه البلدان.

من جهة ثانية جددت ماو معارضة الصين بشدّة لأي شكل من أشكال الاتصال الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان. ولفتت إلى أن “واشنطن تدفع رئيسة تايوان للانخراط في أنشطة سياسية في الولايات المتحدة في محاولة لتعزيز التبادلات الرسمية والعلاقات بين أمريكا وتايوان، وهو ما يمثل انتهاكاً خطيراً لمبدأ الصين الواحدة وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة”.

وأكدت ماو أن بلادها ستواصل متابعة التطورات عن كثب والدفاع بحزم وقوة عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها.

وفي سياقٍ متصل، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن تكثيف الاتصالات بين تايوان والولايات المتحدة استفزاز صارخ ينتهك مبدأ “الصين الواحدة”.

وقالت زاخاروفا: “إننا نعتبر هذا استفزازاً آخر في روح الخط الأمريكي للاحتواء الشامل للصين، ويتعارض مع التزامات واشنطن بموجب البيانات المشتركة الصينية الأمريكية والذي ينتهك بشكل صارخ مبدأ الصين الواحدة”، مضيفةً: إن “هذا مثال آخر على النشاط الأمريكي الاستفزازي في الشؤون العالمية”.

وتابعت: “إنهم (الولايات المتحدة) لا يعرفون طريقة أخرى سوى الاستفزازات التي لا تنتهي والتحريض ومفاقمة الوضع الدولي واختلاق ذرائع مختلفة للتدخل في الشؤون الداخلية”.

من جهتها، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين اليوم إلى ضمان الاستقرار الدبلوماسي، وخطوط اتصال مفتوحة مع الصين، وذلك قبيل زيارتها المرتقبة إلى بكين الأسبوع المقبل.

ونقلت وكالة “آكي” الايطالية عن فون دير لاين قولها في ندوة بالعاصمة البلجيكية بروكسل نظمها المركز الأوروبي للسياسات بالتعاون مع معهد “ميركاتور” للدراسات الصينية: إنه “ليس من مصلحة أوروبا فك الارتباط مع الصين”، داعية إلى “فتح خطوط الاتصال مع بكين”.

وأضافت: إن “علاقات أوروبا مع الصين واحدة من أكثر العلاقات تعقيداً وأهمية”، مشيرةً إلى أن “طريقة إدارة تلك العلاقات تعد عاملاً حاسماً في ازدهارنا الاقتصادي وأمننا القومي في المستقبل”.

وتابعت: إن “نفوذ الصين يمتد إلى جميع القارات والمؤسسات العالمية، وهي أكبر مقرض للدول النامية، وقوتها الاقتصادية والصناعية والعسكرية تمنعنا من الاعتقاد بأنها لا تزال دولة نامية”.

ولفتت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن “الرئيس الصيني شي جين بينغ قال لمؤتمر الحزب الشيوعي إنه بحلول عام 2049 يريد أن تصبح بلاده أول قوة عالمية في القوة الوطنية والنفوذ الدولي”.

وشدّدت فون دير لاين على الأهمية البالغة لضمان الاستقرار الدبلوماسي وفتح خطوط الاتصال مع الصين، وأنه من غير الممكن ولا في مصلحة أوروبا فك الارتباط مع الصين وبالتالي نحن بحاجة إلى التركيز على تقليل المخاطر وليس فك الاقتران.

ورأت فون دير لاين أن “علاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين أهم بكثير من أن تتعرض للخطر بالفشل في تحديد سبل الانخراط السليم بوضوح”.

ومن المقرر أن تزور رئيسة المفوضية الأوروبية الصين مطلع نيسان المقبل.