صحيفة البعثمحليات

في أسبوع الأسرة التربوي.. المطالبة بمقرر متخصص في الإرشاد النفسي للمراحل الدراسية الأولى

دمشق- وفاء سلمان

تلبية لرغبة الأهالي في الحوار والمناقشة بعدة محاور تتعلق بكيفية التعامل مع الأبناء، عملت كلية التربية على أسبوع تربوي موجّه للأسرة، من ضمنه محاضرة بعنوان “في بيتنا مراهق”، حيث بيّنت الدكتورة رأفات أحمد اختصاصية تشخيص وعلاج نفسي برتبة أستاذ مساعد في قسم الإرشاد النفسي في حديثها لـ”البعث” أنه وبسبب تكرار المشكلات المتواترة المتواجدة عند المراهقين كالتنمر، العنف، تعاطي المخدرات، الهروب من المنزل، التحرش.. وغيرها، تمّ العمل على أسبوع تربوي للوصول إلى العائلة لشرح هذه المشكلات وكيفية التعاطي معها وبناء شخصية مراهق واثق من نفسه ومن مجتمعه، وقادر على المواجهة من خلال اللجوء لمجموعة من المفاهيم التربوية والسلوكيات الصحيحة أثناء التربية تنطلق من مرحلة الطفولة وتستمر حتى مرحلة المراهقة.

وأشارت أحمد إلى أن من أهم السلوكيات الواجب على الأهل تجنّبها عدم الضرب، أو إهانة الذات، وعدم تجاهل المراهق بالحديث والقرار، وعدم المحادثة أثناء الغضب وإشغاله بعدة قضايا للتعلم، وتجنّب نمط العلاقات الثلاثية، وعدم الرفض لأي طلب بل على العكس يجب أن يكون هناك حوار بشكل دائم لإقناع المراهق بسلوك ما، وعدم إجباره على اتخاذ أي قرار. وبيّنت أهم السلوكيات الواجب التعامل معها لدعم موقف المراهق في دخوله لهذه المرحلة التي تعدّ من المراحل الرائعة في حياته، حيث لا يجوز استخدام مصطلحها كشتيمة له فهي انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج التي لم تكتمل المدارك فيها بعد، ولذلك يتوجب على الأهل إعطاءه الوقت الكافي وتجهيز البيئة النفسية المناسبة للنمو الصحيح.

وعرجت أحمد على دور كافة المؤسسات بدءاً من الأسرة والمجتمع المدني والرسمي كالنادي والمدرسة والأقران في الشارع الذي يلعب دوراً في الثقافة والتربية، فمن المفترض أن يتمّ العمل على منظومة الإرشاد التربوي بالتنسيق بين وزارة التربية ووزارة الثقافة، من خلال ورشات موجهة للمرشدين النفسيين كي يتم إعادة تأهيلهم في ضوء المشكلات الجديدة التي تواجههم، إضافة لتوجيه طلاب الماجستير في كلية التربية وتوعيتهم لعدة قضايا كالانحراف السلوكي.

كما بيّنت أحمد أنه يجب اللجوء إلى طبيب نفسي عند اكتشاف سلوك لدى المراهق لا يشبه شخصيته، حيث هناك ثلاثة معايير يجب الانتباه لها، في مقدمتها تغيّر الحياة اليومية بشكل جذريّ عند المراهق، والمعيار الثاني شدة العرض كالعنف والضرب والانطواء، والمعيار الثالث التكرار بالعنف أو الانطواء أو أي سلوك يصدر منه.

وفي المقابل اتفقت أو بالأحرى أجمعت آراء الأهالي على ضرورة وجود مقرّر متخصّص في الإرشاد النفسي في المراحل الدراسية الأولى لتوعية الطلاب بمختلف أشكال التنمر والعنف والسلوكيات الخاطئة التي من الممكن أن يتعرضوا لها وكيفية تحضيرهم نفسياً للتعاطي معها كي لا يصطدموا بالواقع، كما أكدوا أهمية إعادة بناء القيم وتكثيف الورشات بالتعاون ما بين وزارة التربية ووزارة الثقافة من خلال إعلام الأهل عن طريق المدارس بوجودها والعمل على تقديم محاضرات من قبل المختصين ليتمّ توجيه الأهل بطريقة صحيحة بكيفية التعامل مع أبنائهم لبناء جيل سوي.