أخبارصحيفة البعث

الصين تُجدد معارضتها تعامل الولايات المتحدة وتايوان.. وتؤكد إتخاذ إجراءات للدفاع عن سيادتها

بكين – سانا:

أكدت وزارة الخارجية الصينية أن قضية تايوان هي في صميم المصالح الجوهرية للصين، وهي أول خط أحمر لا يجب تجاوزه في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، في إفادة صحفية اليوم نقلتها وسائل إعلام صينية رداً على زيارة زعيمة تايوان تساي إنغ وين إلى الولايات المتحدة ولقائها عدداً من المسؤولين الأمريكيين: إن مثل هذه التصرفات تنتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة، وأحكام البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة وهذا يهدد بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها ووحدتها ويرسل إشارات خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية التي تسعى إلى القيام بذلك، مشدّدة على أن مبدأ “الصين الواحدة” هو محل إجماع للمجتمع الدولي، وقاعدة أساسية في العلاقات الدولية وهو الشرط المسبق والأساس لإقامة وتطوير العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، موضحة أن الصين ستتتخذ إجراءات حاسمة وفعالة لحماية سيادتها الوطنية ووحدتها وسلامتها الإقليمية.

وفي وقتٍ سابق اليوم، جددت الصين معارضتها وبشدة جميع أشكال التعامل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، وكذلك أي زيارة تقوم بها زعيمة سلطات تايوان الانفصالية إلى الولايات المتحدة تحت أي مسمى أو بأي ذريعة.

وقال متحدث رسمي باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية قوله في تصريحات اليوم حول زيارة زعيمة تايوان إلى الولايات المتحدة: “نحن نعارض بشدة جميع أشكال التعامل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، وكذلك أي زيارة تقوم بها زعيمة سلطات تايوان إلى الولايات المتحدة تحت أي مسمى أو بأي ذريعة”، مضيفاً: إن “الصين تعارض بشدة أي شكل من أشكال اتصال الجانب الأمريكي بسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي، والذي ينتهك مبدأ صين واحدة، والأحكام المنصوص عليها في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة”.

وحثّ المتحدث الصيني الجانب الأمريكي على احترام التزامه السياسي الجاد الذي تعهد به تجاه الصين بشأن مسألة تايوان، ووقف تدخله السافر في الشؤون الداخلية للصين، ووقف تعامله الرسمي مع تايوان.

بدوره أعرب مكتب عمل تايوان في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني عن إدانته لاجتماع زعيمة تايوان تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، واعتبرها خطوة استفزازية.

وقال في بيان: إن اجتماع زعيمة تايوان مع مكارثي خطوة استفزازية أخرى من سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي، لمواصلة التواطؤ مع الولايات المتحدة والتشبث بدعم الولايات المتحدة للسعي إلى الانفصال.

وقال المكتب: “سنتخذ إجراءات حازمة لمعاقبة القوى الانفصالية الساعية إلى انفصال تايوان، وسوف نحافظ بحزم على سيادة الصين وسلامة أراضيها”، مؤكداً أن تحقيق إعادة التوحيد الكامل للصين هو طموح مشترك لجميع أبناء وبنات الأمة الصينية.

وأكد البيان أنه لا يوجد في العالم سوى صين واحدة وتايوان جزء من الصين، وأن مبدأ “صين واحدة” هو قاعدة معترف بها عالمياً في العلاقات الدولية، وإجماع مقبول من المجتمع الدولي، وأن حل مسألة تايوان شأن داخلي يخص الصين والشعب الصيني، ولا يحتمل أي تدخل خارجي.

وفي شأنٍ آخر، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية: إن على الولايات المتحدة والتحالفات العسكرية مثل “الناتو” تحمل مسؤولية الأزمة في هذا البلد.

وأضافت ماو تعقيباً على تصريحات أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ حول تداعيات إمكانية إمداد الصين روسيا بالأسلحة: إذا تحدثنا عن المسؤولية عن مشكلة أوكرانيا، أعتقد أن الولايات المتحدة والكتل العسكرية مثل “الناتو” يتعين عليها أن تأخذها على عاتقها وحلف شمال الأطلسي ليس في موقف يسمح له بتوبيخ الصين أو الضغط عليها.

وأشارت الدبلوماسية الصينية إلى أن بكين أيدت منذ البداية تعزيز محادثات السلام، لافتة إلى أن التاريخ سيحكم في النهاية على من اتخذ موقفاً عادلاً وسليماً.

وحول اتفاق إعادة العلاقات بين إيران والسعودية قالت ماو: إن الصين مستعدة لمواصلة لعب دور نشط في تحسين العلاقات الثنائية بين الجانبين وتحقيق حسن الجوار والمساهمة في أمن واستقرار وتنمية منطقة الشرق الأوسط.

وفي سياقٍ متصل، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي ديفيد روثكوف أن الولايات المتحدة تسير بشكل خطير وبسرعة في الطريق الخاطئ بعلاقاتها العدائية إزاء الصين، مشدداً على ضرورة أن ترفض واشنطن إطار الحرب الباردة في علاقتها مع بكين.

وفي مقال نشره موقع ديلي بيست الأمريكي، أشار روثكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة روثكوف الإعلامية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة تقف أمام مفترق طرق في علاقاتها مع الصين وتسير للأسف في المسار الخاطئ، منتقداً التصريحات والمزاعم التي دأب المسؤولون الأمريكيون على إطلاقها حول التهديد الذي تشكله الصين بالنسبة لأمريكا.

وفي هذا السياق تساءل روثكوف عن السبب الذي يدفع السياسيين الأمريكيين إلى الاعتقاد بأن الصين تشكل تهديداً كبيراً، على الرغم من أنها لا تملك تاريخ غزوات خارج منطقتها على مدار خمسة آلاف سنة، وهي بعيدة كل البعد عن أن تكون قادرة أو ميالة إلى تشكيل تهديد مباشر بشن هجوم على الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة أن يتغلب الأمريكيون على فكرة أن العلاقات بين بلدهم والصين في صراع، مشيراً إلى ارتباط اقتصادي البلدين بشكل كبير ووجود أكثر من 70 ألف شركة أمريكية نشطة في الصين.

وتابع: إنه “لا توجد قضية عالمية كبرى واحدة يمكننا حلها دون التعاون مع الصين، وفي العديد منها تتقاطع مصالحنا وفي بعض منها تتداخل”، مشيراً إلى أنه “بالنظر إلى المخاطر فإن الأمريكيين مدينون لأنفسهم بإعادة خطواتهم وصولاً إلى مفترق الطريق الذي يبدو أنهم مروا به”، وداعياً الولايات المتحدة إلى رفض إطار الحرب الباردة الذي لا يمثل مصالح أحد والبحث عن أفكار ومناهج جديدة لهذا العصر الجديد.

وصعّدت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لهجتها العدائية ضد الصين متخذة إجراءات عدة، أدت إلى زيادة حدة التوتر بين الطرفين ولا سيما بعد إسقاط منطاد صيني غير مأهول فوق الأراضي الأمريكية في شباط الماضي.