بحثاً عن التنفيذ؟!
بشير فرزان
إذا أردنا إنصاف الفلاح وإعطائه حقه فلابد من الإقرار بأنه أحد أهم مقومات الصمود بل كان صانع الحياة خلال السنوات الماضية فعلى الرغم من الحرب الجائرة بكل مساراتها العسكرية والاقتصادية على بلدنا لايزال قطاع الزراعة صامداً بجهوده وتضحياته وحتى اليوم لم يفقد أي منتج زراعي من الأسواق لا بالعكس لدينا فائض للتصدير.
وطبعاً الموضوعية في الطرح و تشخيص الواقع تتطلب عدم إنكار أن الأزمة الحالية تركت بعض الآثار السلبية على القطاع الزراعي نتيجة الظروف الاقتصادية والتي أثقلت على كاهل المزارعين وأعاقت متابعتهم لعمليات الخدمة والسقاية للمساحات المروية واستمرار النقص في المحروقات اللازمة لعمل الآلات الزراعية ومتابعة عمليات خدمة المحاصيل مما يؤثر سلباً على تنفيذ الخطة الإنتاجية, إضافة إلى ارتفاع أسعار شراء المستلزمات الزراعية المحمية وانخفاض العمالة الزراعية في بعض المحافظات إضافة إلى إصرار التجار على التعامل نقدا عند بيع مستلزمات الإنتاج مماشكّل عبئاً إضافياً على المزارعين إلا أن كل تلك التحديات لم تستطع تحييد الفلاح عن زراعة أرضه أو تغيير مسار حياته الزراعية قيد أنملة .
وفي المقابل لم تتوان الجهات المعنية في تدعيم هذا الصمود الفلاحي وتعزيز إنتاجيته الزراعية حسب ماتؤكد في الاجتماعات واللقاءات الفلاحية والتصريحات من خلال العمل الجماعي على تأمين مستلزمات الخطة الإنتاجية من الأسمدة وخاصة المحاصيل الإستراتيجية التي تم توزيعها على الفلاحين من خلال فروع المصرف الزراعي التعاوني وبالتنسيق مع الاتحاد العام للفلاحين ومديريات الزراعة في المحافظات, إضافة إلى حرص الوزارة والاتحاد العام للفلاحين وبالتنسيق مع وزارة النفط والثروة المعدنية على تأمين احتياجات القطاع الزراعي من المحروقات ولاسيما المازوت وإيلائها الأولوية والتنسيق مع الجهات المختصة قدر المستطاع للعمل على نقل آمن لمستلزمات الإنتاج ونقل المنتجات الزراعية إلى الأسواق حيث كان تذليل المشكلات التي تعترض دوران عجلة الاقتصاد الوطني الزراعي وإنهاء معاناة الفلاحين التي سببتها لهم هذه الحرب هدفاً مشتركاً فالتقت الجهود في مسار رفع كفاءة المزارع وتنويع أنشطته الاقتصادية لمساعدته على القيام بعمل زراعي مميز وناجح ولكن كل هذه الجهود لانقول أنها أخفقت في انتشال الفلاح من معاناته بل تمت مصادرة نتائجها بطريقة غير قانونية ومن خلال غياب المصداقية وعدم وصول الدعم بشكل فعلي وكامل للأراضي الزراعية التي بقيت عطشى للسياسات الزراعية غير المنفذة.
ولاشك أن تقديم الدعم الحقيقي للفلاح سيزيد من تفاؤلنا بالأيام القادمة بمايكلل الجهود بالنجاح بحيث يكون هناك إنتاج زراعي وفير ومنتجات تصديرية وسيكون العطاء أكثروسيتضاعف الإنتاج خاصة إذا تم تحويل الأقوال إلى أفعال في القريب العاجل وبشكل يسهم في تدعيم أمال الفلاح بالمرحلة القادمة.