بعد التصدي للعسكرة والدولرة .. ماذا عن الليبرالية الجديدة ؟…
د. مهدي دخل الله
ركائز الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم ، بمن فيه حلفاؤها الأوروبيون ، ثلاثة : العسكرة والدولرة والليبرالية الجديدة . روسيا اليوم ، وقبلها سورية ، تواجهان العسكرة في الميدان . أما الدولرة – وهي الأصعب – فلقد بدأت بوادر مواجهتها في اتفاقيات الدفع الصينية – الروسية وفي الأفكار التي طرحتها مجموعة بريكس عام /2018/ أثناء قمتها في جنوب أفريقيا لإنشاء بنك دولي مشترك لتسوية المدفوعات بين دول المجموعة ( وهو مازال مشروعاً ولم ينفذ حتى الآن ). ثم هناك الخطة النوعية التي اتخذتها روسيا بالانعتاق من دولرة البترول ، وقرارها ببيع الطاقة بالروبل …
كان الرئيس الأسد أول من وجه نقداً مركزاً لليبرالية الجديدة التي تستخدم تكنولوجيا التواصل الاجتماعي لإفساد الأجيال والمجتمعات . في حديثه الشهير في وزارة الأوقاف(07/11/2020) قدّم تحليلاً علمياً شارحاً أدوات الليبرالية الجديدة الأربع موضحاً أهدافها وطرق مواجهتها . تحدّث الأسد عن أربع أدوات تستخدمها ل.ج ، أولها تسويق الانحلال الأخلاقي ، وبعدها فصل الإنسان عن القيم والانتماء ، وثالثها ضرب المرجعية الجمعية وفرض مرجعية الفرد ( الفردانية )، وآخرها الدعوة إلى نبذ العقائد ..
ورأى الرئيس الأسد أن أهداف ل.ج السيطرة على الإنسان والمجتمعات عبر ضرب إنسانية الإنسان وتوطيد سيادة المال وسيطرة الغرائز على المشاعر والسلوك .
أما سبل مواجهة الليبرالية كما أوجزها الأسد فهي تعزيز الهوية الوطنية والعروبية ، وتحصين الأجيال وترسيخ بنية مجتمعية مناهضة لمفاهيم الليبراليين الجدد .
بعد فترة جرى تعديل مهم في الدستور الروسي أكد على القيم وتماسك الأسرة والمجتمع وحفظ التقاليد الروسية ورعاية الأجيال ونموها الفكري والأخلاقي والروحي ، معتبراً ذلك واجباً دستورياً ينبغي التمسك به المادة (67 الفقرات من 1- 4). ثم جاء هجوم بوتين اللاذع على ل. ج أثناء حديثه أمام مجلس الاتحاد الروسي داعياً إلى أهمية الحفاظ على الأجيال من مفاهيم الانحلال الخلقي والجنسي الذي تتضمنه أجندة الغرب الثقافية .
mahdidakhlala@gmail.com