مجلة البعث الأسبوعية

تعاقد أنديتنا مع مدربين لبنانيين لكرة السلة يفتح باب التساؤلات حول الجدوى المستقبلية والفوائد الفنية!

البعث الأسبوعية -عماد درويش

اصبحت كرة السلة السورية الموسم الحالي موسومة باللمسة اللبنانية، حيث وجدت بعض الأندية ضالتها بالتعاقد مع مدربين لبنانيين في خطوة غير محسوبة من قبل أنديتنا خاصة وأن بعض الأسماء ليس لها ماضٍ في كرة السلة اللبنانية مع وجود بعض الاستثناءات.

فأندية (أهلي حلب والكرامة والوحدة) قامت بالتعاقد مع مدربين لبنانيين، فتعاقد نادي الأهلي مع غسان سركيس، والوحدة مع مروان خليل، في حين يقود فريق الكرامة داني عاموس.

هذه الخطوة تشير إلى أن بعض أنديتنا لم تعد تجد أن مدربينا الوطنيين لديهم ما يقدمونه للاعبين ولسلتنا بشكل عام، وهو ما تتحمله الاتحادات التي تعاقبت على اللعبة والتي لم تعمد إلى إقامة دورات لمدربينا على مستوى عال خارج حدود الوطن، فإجراء دورة محلية لمدة ستة أيام غير كافية لتأهيل مدربينا في ظل التطور الهائل لكرة السلة على مستوى منطقتنا وعلى مستوى العالم.

أموال مهدورة

الحديث عن قيمة التعاقد مع المدربين اللبنانيين نسبة إلى المحليين أثار العديد من إشارات التعجب، حيث اعتبرت بعض الكوادر أن هنالك غبن في القيمة المالية لعقود مدربينا فالمدرب اللبناني يتقاضى بالعملة الصعبة، وبقيمة عالية جداً، وهو يرهق الأندية من الناحية المادية، في حين نجد أن أي مدرب محلي لا يتقاضى سوى جزء يسير من قيمة عقد المدرب اللبناني.

ولابد من الإشارة أن استقدام المدربين يتم لفترة محدودة لا تتجاوز عدة أشهر (ستة أشهر على أكثر تقدير) كون الدوري لا يتجاوز هذه المدة كلها، لكن غاب على ذهن الأندية أن اللاعبين بحاجة للتدريب طيلة الموسم، ليتبادر سؤال جوهري غاب عن أذهان إدارات الأندية: ماذا سيقدم المدرب في هذه الفترة القصيرة علماً أن كرة السلة والرياضة بشكل عام تحتاج إلى استقرار فني وتخطيط طويل المدى.

أسماء لامعة

في ضوء هذا الواقع يتبادر سؤال جوهري حول سبب عدم تعاقد أنديتنا مع مدربينا الوطنيين العاملين في الدوريات العربية؟ خصوصاً أن بعض المدربين هم الذين أسسوا كرة السلة في الخليج وعددهم كبير جداً، ويسود الاعتقاد أن هؤلاء المدربون جاهزون لقيادة أنديتنا، كون الفترة ليست طويلة (ليست موسم كامل) وهم الأقرب لعقلية لاعبينا.

المدرب والحكم الدولي السابق هشام الشمعة أبدى لـ”البعث الأسبوعية” استغرابه مما يحصل في سلتنا من التعاقد مع المدربين اللبنانيين، وتساءل ماذا جرى لاتحاد السلة وانديتنا ورياضتنا حتى نستقطب مدربين لأنديتنا، ونحن كنا ومازلنا نصدر المدربين والحكام وما أكثرهم للخارج، مضيفاً: إذا حصرنا المدربين وكيف صنعوا أمجاد وبطولات خارج حدود الوطن لوقفنا عاجزين عن حصرها، ففي الخليج على ما أذكر كان هناك المرحوم راتب الشيخ نجيب، وعدنان ياسين ونضال البكري وفراس القوجة ومحمد القدسي وجاسم خلف وعماد كنجو وعماد عثمان ولؤي الملقي ومحمد الحلبي ورامي الخطيب وهمام وعمر كركوكلي وأحمد حلفاوي وعامر خباز وعمر الشريف وخالد الحلبي ومجد سراج وعروة ملحم وغادة الراعي وهلا شحادة وعبدالله هاشم ومحمود العابد وسامر كيالي وهادي درويش، والكثيرين لكافة الفئات ذكور واناث.

استيراد غريب

وأشار الشمعة إلى ان سلتنا كان تصدر المدربين للبنان لكن لأسباب غريبة أصبحت تستورد منها أسماء منها المعروف ومنها من نجهل أسمائهم وماضيهم، مبيناً أن السنوات الطويلة الماضية شهدت وجود نخبة من مدربي سورية في لبنان امثال رزق الله زلعوم وجورج كلزي وآخرون صنعوا أمجاداً للأندية والمنتخبات اللبنانية، ولسنوات عدة كان الاتحاد اللبناني يستعين بخبرات حكامنا للدوري اللبناني.

وأضاف الشمعة: هناك ثغرة كبيرة في أنديتنا التي أصبحت تستغني عن خاماتها الأصلية لاستبدالها بخامات مزيفة خوفاً على مصالحها المالية أو الإدارية، وتستبعد المدرب الجيد وتستبدله بالدرجات الأدنى، وخير مثال الاندية ذات الماضي العريق والبطولات والتي لديها لاعبين على مستوى آسيا، فلا يوجد لديها ما يقودها على مستوى الدوري، وأندية أخرى لها ماضٍ لأعوام طويلة في الدوري المحلي ، ولها أمجاد عربية لا يوجد ما يقود دفتها داخلياً، وبذلك تبقى أنديتنا وإداراتها تتصارع وتضع شماعتها على المدرب، وتنسى أنهم لم يصنعوا لاعباً موهوباً لأنديتهم، ولا يهمهم ذلك منذ سنوات، فالأهم عندها توفير المال العام للخاص، ووضع مدربين بحاجة لمن يدربهم، على حساب بناء كرة السلة المتدهورة بالأساس، والأفضل من إحضار مدرب ليس له ماضٍ عودة مدربينا المحترفين خارجياً.

سابقة خطيرة

كما أبدى مدربنا الوطني فراس قوجة استغرابه وامتعاضه من الأندية المحلية التي تعاقدت مع مدربين لبنانيين، سيّما وأن هناك مدربين سوريين في الإمارات أو في قطر وسلطنة عمان على مستوى عال، وعندما كانوا يدربون كان المدربين اللبنانيين ليس لهم اسم في كرة السلة باستثناء غسان سركيس، مضيفاً: باعتقادي أن بعض اللاعبين الذين تدربوا في لبنان خلال توقف الدوري ضمن معسكرات لتطوير الأداء والمهارات هم الذين قاموا بالضغط على إدارات الأندية التي يلعبون فيها للتعاقد مع المدربين اللبنانيين، وللأسف هناك بعض صفحات التواصل الاجتماعي تقوم بالترويج للمدربين اللبنانيين وأثرت على إدارات الأندية، وهذه سابقة خطيرة جداً على كرة السلة السورية.

وكشف قوجة أن معظم المدربين في المهجر من الصعب أن يتركوا أنديتهم للتعاقد مع أنديتنا المحلية بعقد لا يتجاوز ستة أشهر دون وجود ضمانات تحفظ حقوق المدرب في المستقبل.