ثقافةصحيفة البعث

معرض حجازي الأب والابن في صالة الخانجي

حلب – غالية خوجة

ما زالت حلب تواصل أجواءها الثقافية والفنية متغلّبة على كونها مدينة منكوبة بالحرب والزلزال، لتقدم ما تستطيع من حالة تنهض بالحياة. وضمن هذا المجال افتُتح في صالة الخانجي معرض تشكيلي مختلف كونه مشتركاً بين الفنان الأب خيرو حجازي، والفنان الابن فادي حجازي، ليجمع بين تجربة جيلين معاصرين ينظر كلّ منهما إلى اللون وحكاياته وتقنياته من زاوية تلتقي ولا تلتقي فنياً، وذلك تبعاً لأحلام ومعاناة وأفكار كلّ منهما وتوظيفها في نسق أعماله وتداعياتها، والتي نراها متحولة من رومانسية المكان وانطباعياته إلى زخم الطبيعة الطبيعية وألوانها في أعمال خيرو المعتمد على الألوان المفرحة المزهرة، وبالمقابل نلاحظ كيف يسعى ابنه فادي إلى تجريد الجسد، وتجسيد الحدث، والاعتناء بالشخوص وما تفصح عنه ملامحها من معاناة مع العمر وصمت يحكي الحكايات الكثيرة.

وعن هذا المعرض المستمر أسبوعاً، قال الفنان يوسف مولوي رئيس فرع حلب لاتحاد التشكيليين: خيرو إنسان شفاف تظهر طيبته وشفافيته من خلال أعماله التي يعبّر من خلالها عن محبته للمجتمع والبيئة وتراثنا الشعبي والربيع الذي يظهر في مختلف لوحاته، ولا تقلّ تجربة ابنه فادي أهمية في التجريد وموضوعه المرأة والرسالة التي تقدمها.

ورأى جابر الساجور مدير الثقافة أن المعرض، الذي يضمّ 51 عملاً، يتحرك ضمن مدارس مختلفة، أبرزها الواقعية الانطباعية والتعبيرية التجريدية، وتابع: لقد ساهم الفنان خيرو حجازي، وعبْر عقود طويلة، في تدريس الفن في مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية، وخرّج الكثير من الكوادر التشكيلية المهمّة في المشهد الفني، وتركت مثله بصمة في الذاكرة الفنية التشكيلية المحلية والعربية والعالمية. ولفت إلى المعرض الذي يأتي بعد الزلزال والعيد ليحمل رسالة أمل وتفاؤل، وخاصة، ما تشهده سورية من انتصارات سياسية ووطنية من خلال عودة العلاقات مع الأشقاء العرب والعالم وعودة سورية إلى الحياة الطبيعية، مضيفاً: الفن التشكيلي عموماً يعبّر عما يجول في الذاكرة الشعبية، وينقل همومها وأفراحها وتفاصيلها اليومية وطموح الجماهير من مستقبل آمن ومشرق بعيد عن نيران وقذائف الحروب وما تحمله من دمار للبشر والحجر.

وبدوره، قال الفنان إبراهيم داود أمين سر فرع حلب للاتحاد: هذا المعرض بين جيلين، الجيل القديم ذو الخبرة العالية ويمثله خيرو الذي خرّج عدداً كبيراً من الفنانين، والذي أعرفه منذ أيام الجامعة، والتقيت به في ملتقى الأمل مع لوحاته المتفتحة بالحدائق والمكان، والآن، أرى في معرضه هذا مجموعة من الزهور المحلية بأسلوب واقعي انطباعي وراقٍ، بينما الجيل الجديد ويمثله ابنه فادي وتجربته مختلفة كلياً عن أبيه كشاب يعطي التعبيرية التجريدية جرأة تبوح بها المساحة اللونية ومجموعة أفكارها بنوع من الانسجام وبحجوم كبيرة.

وشعرت أحلام استانبولي معاونة مدير الثقافة بأن ميزة الأعمال هي الأمل والتفاؤل، وأردفت: خاصة وأننا مقبلون على فصل التجدّد الربيعي بعد الكثير من المعاناة من آثار الحرب والزلزال، وأرى أنها تجربة واقعية تتألف من الزهر والورد والألوان المفرحة التي تبثّ نوعاً من السعادة والسرور.