مجلة البعث الأسبوعية

استياء مزارعي حماة من انخفاض سعر الثوم  و”هيئة تطوير” تعتبره غير منطقي

 البعث الأسبوعية – حماة

أبدى عدد كبير من المزارعين استيائهم الشديد من انخفاض سعر الثوم لما دون 1000 ليرة ، مؤكدين أن تكلفة الدونم الواحد تزيد عن مليون ونصف المليون، بسبب حاجته لمازوت السقاية والأسمدة والأدوية غالية الثمن إضافة إلى اليد العاملة للقلع والتعشيب وماشابه، ورغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم العام الفائت، إلا أنهم عاودوا الزراعة مجدداً آملين الربح لكن الرياح لم تأت بما اشتهته سفنهم “حسب قولهم ” لذلك قام عدد منهم ببيع محصوله ب 250 أو 300 ليرة لليكلو الواحد، بينما لجأ آخرون لفلاحة الأرض مع المحصول.

وطالب آخرون بضرورة تدخل السورية للتجارة على اعتبارها تمتلك صالات بيع مباشر حينها تكبح تفرد تجار الجملة بسوق الهال من التحكم بالسعر

ومن جهته بين مدير فرع السورية للتجارة المهندس حيدر اليوسف أوضح أن  المؤسسة ستقوم بالتدخل واستجرار الثوم بعد النضوج .

يحتاج لدراسة

المهندس أوفى وسوف مدير هيئة تطوير الغاب،أكد تعرض المحصول لعدة إجهادات خلال هذا  الموسم، أهمها عاصفة الرياح  التي ضربت المنطقة مؤخراً، والتي أدت لأضرار في المجموع الخضري، لكن المزارعون تمكنوا من التعامل مع أثرها  من خلال إضافة الأسمدة الورقية والمبيدات الفطرية وغيرها ولكن هذا أدى إلى زيادة في تكاليف الإنتاج ، لاسيما أن  محصول الثوم من المحاصيل المكلفة نسبيا لأنه يحتاج لعدد كبير من الأيدي العاملة “مرتفعة الأجر” خلال فترة زراعته بدءاً من الزراعة وحتى جنى المحصول.

واعتبر وسوف أن سعر الثوم حالياً والذي يتراوح في سوق الهال من 700 إلى 1100 ليرة، غير منطقي و  يحتاج لدراسة دقيقة ليتناسب مع تكاليف الإنتاج، مبيناً أن المساحة المخطط لها لمحصول الثوم  في مجال  الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب 400 هكتاراً، نفذ منها 206 هكتاراً، وقد بلغت تقديرات الإنتاج الأولية للمحصول  2884 طن.

رأي آخر

من جهة أخرى، اعتبر المهندس الزراعي محمد جغيلي أن سعر  الثوم طبيعي نوعاً ما  خاصة أنه يباع بساقه  في حين قال لا يمكن تقييم سعر ثوم المونة إلا  بعد نضجه وإمكانية تخزينه وهذا الأمر يحتاج لنحو شهرين ، حينها يتم الحكم على سعره هل هو رابح أم خاسر ؟. فإذا كان خاسراً  فعلى الحكومة ممثلة بمؤسسات التجارة الداخلية استجراره من الفلاح بسعر مقبول وتخزينه لبيعه لاحقا بعد مدة زمنيه في صالات التجزئة للمستهلك وذلك  بعد احتساب التكلفة مع هامش ربح حسب كلام جغيلي.

رئيس الجمعية الفلاحية في خطاب عبد الكريم بكور بريف حماة ، أكد أن تكلفة الدونم الواحد  تزيد عن 2 مليون في بعض الأحيان خاصة مع انتشار العديد من أمراض الثوم نتيجة العوامل الجوية  وحساسية الثوم  للرطوبة وتعرضه للصدأ وعدم مقاومته هذه العوامل حتى ينضج ويتم تخزينه، لذلك يتم التدخل أحيانا بالأدوية غالية الثمن ، إضافة إلى أجور النقل المرهقة التي يتحملها المزارع ومستلزمات تعبئة المحصول ، وأجور الوسطاء معتبرا أن التاجر هو الرابح الوحيد والفلاح هو الخاسر، مطالباً باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع خسارة المزارع وتوفره للمستهلك بسعر جيد بآن واحد عن طريق العمل على إنشاء معامل لاستجرار الثوم أو وضع آلية وخطة لتجفيفه عن طريق شركة تجفيف الخضار والبصل في سلمية.

 

ارتفاع متوقع

من جهته محمود عرواني رئيس لجنة تجار الهال ، بين أن الأسعار ستبدأ بالارتفاع  تدريجيا مع الأيام القليلة القادمة نتيجة بدء نضج الثوم، علماً أن الارتفاع تبين من اليوم حيث وصل سعره لنحو 2000ليرة، مؤكدا أن وفرة الإنتاج وتهافت المزارعين على اقتلاع المحصول للبدء بزراعة محاصيل أخرى هي أهم أسباب انخفاض سعر الثوم.

وعن التسويق أوضح أن اللجنة تقوم باستجرار الكميات المطلوبة من المزارع بنسبة ربح تقدر ب 5 %، ليتم بعدها بيعها لتجار الجملة ضمن المحافظة ، مشيراً إلى تصدير نحو 300 طن يومياً للمحافظات الشمالية الشرقية كالرقة ودير الزور والقامشلي وأيضا للمنطقة الساحلية التي بدورها تزودنا ببعض الخضار كالبندورة والخيار كبديل عن الثوم