دوري أبطال أوروبا.. تاريخ من العراقة والتفوق اللاتيني رغم محاولات الإنكليز
البعث الأسبوعيّة- سامر الخيّر
يختتم اليوم ذهاب الدور نصف النهائي من المسابقة الأعرق للأندية في عالم كرة القدم، دوري أبطال أوروبا، ووفقاً لنظام البطولة، تقام المباراة النهائية من دور واحد وعلى ملعب محايد يتم تحديده قبل بداية منافسات البطولة، ولأن الحدث الأهم اليوم في عالم المستديرة هو دوري الأبطال، سنعود بالتاريخ إلى بداية هذه البطولة ونشأتها وأهم المحطات التي مرت بها إضافةً إلى التعديلات الجوهرية التي أجريت على نظامها.
وترجع فكرة إقامة البطولة إلى صحافيين فرنسيين كانوا يعملون في صحيفة ليكيب الرياضية ، وعلى رأسهم غابريال هانو الذي اقترح إنشاء كأس أوروبا للأندية في عام 1954، ثم كتب زميله جاك دو ريزويك مقالاً يقترح فيه مشروع كأس أوروبا للأندية، ولاقى هذا الاقتراح ردود فعل إيجابية في القارة العجوز، وتبع ذلك قيام جاك فيران من ليكيب أيضاً بكتابة مسودة لنظام البطولة عام 1955، لكن قبل ذلك التقى للمرة الأولى عام 1895 أبطال بطولتين أوروبيتين في ما أطلق عليه لقب بطولة العالم، عندما فاز بطل إنكلترا سندرلاند على البطل الاسكتلندي هارت أوف ميدلوثيان.
ومن المفارقات أن تشكيلة سندرلاند 1895 تألفت بالكامل من لاعبين اسكتلنديين، فيما تعود أصول مسابقات الأندية بين فرق من الدول الأوروبية إلى عام 1897، عندما تم تأسيس كأس التحدي كبطولة بين أندية الإمبراطورية النمساوية المجرية، والتي استمرت حتى عام 1911، مع احتفاظ الفائزين بها بالكأس، وفي عام 1927 تم تأسيس كأس أوروبا الوسطى، حتى شكلت أوّل بطولة لدوري أبطال أوروبا في باريس عام 1955م على أنه كأس أبطال أوروبا للأندية، وأُقيمت النسخة الأولى منه في نفس العام، وشارك فيها 16 فريق أبرزهم: أي سي ميلان وأندرلخت وهيبرنيان وبارتيزان وآيندهوفن وريال مدريد..
وأوّل مباراة رسمية أقيمت في أيلول من العام نفسه وانتهت بالتعادل 3 – 3 بين سبورتنغ لشبونة وبارتيزان، فيما وأقيمت المُباراة النهائية بين نادي استاد ريمس وريال مدريد، وفاز النادي الملكي فيها، ونجح بالدفاع عن لقبه في العام التالي 1957 عندما أقيم النهائي في ملعبه سانتياغو برنابيو ضد نادي فيورنتينا.
وفي عام 1958 لعب نادي أي سي ميلان مع ريال مدريد، إلا أن ريال مدريد احتفظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي من بعد الفوز بهدف في الدقائق الإضافية، قبل أن يواجه ريمس الفرنسي مرة أخرى في نهائي 1959 ويتفوق عليه بهدفين، ويحمل نهائي 1960م الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف، مع فوز ريال مدريد على آينتراخت فرانكفورت بنتيجة 7 – 3 ، وهو اللقب الخامس لريال مدريد على التوالي، وهو رقم قياسي لا يزال قائماً حتى اليوم، لينتهي عهد الريال موسم 1960 عندما أطاح به الغريم اللدود برشلونة في الدور الأول، أما اللقب الأول للأندية الإنكليزية فجاء موسم 1968، ليصبح نادي مانشستر يونايتد أول فريق إنكليزي يفوز بكأس أوروبا، من خلال فوزه على نادي بنفيكا بنتيجة 4 – 1.
وفي موسم 1969 أصبح نادي أياكس أمستردام أول فريق هولندي يصل إلى نهائي كأس أوروبا، إلا أنهُ خسر أمام نادي أي سي ميلان بنتيجة 4 – 1.
وحققت الأندية الإسبانية أكبر عدد من الانتصارات بدوري أبطال أوروبا بمجموع بلغ 18 كأس، وتليها إنكلترا بمجموع 13 كأس، وثم إيطاليا بـ 12 كأس، وتمتلك إنكلترا أكبر عدد من الفرق الفائزة، حيث فازت خمسة أندية باللقب، أما نادي ريال مدريد هو النادي الأكثر نجاحاً في تاريخ البطولة، حيث فاز بها 14 مرة بما في ذلك المواسم الخمسة الأولى.
وبالنسبة لنظام البطولة فقد طرأت عليه العديد من التعديلات مع مرور السنوات، فقد بدأت البطولة بنظام خروج المغلوب، وكان يلعب فيها بطل الدوري لكل دولة فقط، وتوسعت البطولة سنة 1990، حيث تم دمج مرحلة المجموعات من ذهاب وإياب وزيادة عدد الفرق، وفي عام 1992 قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تغيير البطولة وتحولت إلى اسمها الجديد والحالي “دوري أبطال أوروبا” ليتم زيادة عدد الفرق حتى أصبحت البطولة مكونة من 32 نادياً.
والعام الماضي أقرّ الـ”يويفا” تعديلات مهمة على مسابقة دوري أبطال أوروبا اعتباراً من موسم 2025، حيث أكد الاتحاد الأوروبي للعبة أن عدد الفرق المشاركة في النظام الجديد سيرتفع إلى 36 فريقا بدلاً من 32، وكل فريق سيخوض 8 مباريات ضد 8 فرق مختلفة، 4 منها على أرضه و4 خارج أرضه بنظام الدوري، وتتأهل الفرق الثمانية التي ستحصد أعلى نقاط في مرحلة الدوري مباشرةً إلى دور الدور الثاني، فيما ستلعب الفرق التي احتلت المراكز من 9 إلى 24 مباراتي ذهاب وإياب بحيث تتأهل منها 8 فرق إلى دور الدور المذكور كذلك.
ويسعى يويفا من خلال التحديثات الجديدة إلى تطوير المسابقة وتوفير عوائد مالية أكبر ترضي الفرق الكبرى في القارة العجوز، خصوصاً بعد محاولاتها خلق بطولة جديدة “السوبر ليغ” بدعم خارجي ضخم، وستمنح المقاعد الأربعة الجديدة بحسب المعايير التالية: مقعد واحد للنادي الذي يحتل المركز الثالث في الدولة المصنفة خامسة قارياً، ومقعد واحد للنادي المتوج بدوري بلاده، من خلال رفع عدد الأندية المتأهلة عبر “مسار الأبطال” من 4 إلى 5، ومقعدان أخيران للاتحادات التي تحقق أنديتها أفضل نتائج جماعية في الموسم السابق (مجموع عدد النقاط الحاصلة عليها مقسومة على عدد الأندية المشاركة)، وهذان الاتحادان سيحصلان على مقعد للنادي الأفضل تصنيفاً في الدوري المحلي بعد المقاعد المخصصة لدوري الأبطال، وللتوضيح، نهاية هذا الموسم سيضيف كل من الاتحادين الانكليزي والهولندي ممثلاً عنهما في دوري الأبطال بالاعتماد على النتائج الجماعية لأنديتهما.
حقائق عن البطولة
– فاز 22 نادياً في البطولة منذ انطلاقها عام 1955 وتمكن 13 منهم بالفوز باللقب أكثر من مرة، ويعد ريال مدريد هو النادي الأكثر تتويجاً بالبطولة بـ 14 لقباً.
– يُعد ريال مدريد هو النادي الوحيد الذي حقق البطولة في خمسة أعوام مٌتتالية في أول خمسة نُسخ من البطولة، كما أنه أول نادي يحقق البطولة في ثلاثة أعوام مُتتالية في النسخة الحديثة التي بدأت موسم 1993، وهو أكثر نادي وصولاً للنهائي بـ 17 مرة يليه كُلًا من ميلان وبايرن ميونخ بـ 11 مرة ثم ليفربول بـ 10 مرات.
– على مستوى الدول، 22 نادياً من 10 دول مختلفة تمكنوا من الفوز بالبطولة، وتعتبر الأندية الإسبانية هي الأكثر نجاحاً فيها بفوزهم بـ 19 لقباً، تليهم أندية إنكلترا بـ 14 لقب ثم إيطاليا بـ 12 لقباً.
– على مستوى المدن، وصلت فرق من 36 مدينة مختلفة إلى النهائي وتمكنت فرق من 21 مدينة من الفوز باللقب.