بكين: تطالب أعضاء مجموعة السبع بالتوقف عن الاستفزازات بشأن مسألة تايوان
بكين – واشنطن – وكالات
جدّدت الصين التأكيد على أن مبدأ “صين واحدة” يمثل الركيزة الأساسية للسلام في مضيق تايوان، مطالبةً الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأعضاء مجموعة السبع الآخرين بالتوقف عن التواطؤ مع القوى الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان”.
وفي السياق، أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الجمعة، خلال قمّة التعاون بين بكين ودول آسيا الوسطى أنّ العالم يحتاج إلى الاستقرار في آسيا الوسطى، حسب التلفزيون الرسمي الصيني.
وقال الرئيس الصيني خلال كلمته في القمة: إنّه يجب على “الصين ودول آسيا الوسطى أنّ تُواجه محاولات التحريض الخارجية التي تتسبب بثوراتٍ مُلوّنة”، مضيفاً: إنّ على دول آسيا الوسطى أن تتمسك بسياسة عدم التسامح تجاه الإرهاب والانفصالية.
ولفت شي إلى أنه يجب “على الدول الست مواجهة التدخل الخارجي في شؤون دول المنطقة الداخلية، والمحافظة على سياسة عدم التسامح تجاه الإرهاب والتطرف”، كما دعا الرئيس شي، الصين ودول وسط آسيا الخمس إلى تنفيذ مبادرة الأمن العالمي بشكلٍ مُشترك، وإلى بناء القدرات الدفاعية.
وأعلن شي أنّ بلاده تسعى لتعزيز التجارة واتفاقيات الاستثمار الثنائية مع بلدان وسط آسيا، مردفاً: إنّ “آسيا الوسطى لديها الركائز والقدرات لتصبح مركزاً مهماً للتواصل بمنطقة أوراسيا”.
وأشار إلى أنّ علاقات بكين بدول آسيا الوسطى “ستكون حيوية خلال الحقبة المقبلة”، داعياً بلدان آسيا الوسطى إلى الانضمام إلى “قطار تنميتها السريع لبناء مستقبل أفضل”.
يُشار إلى أنّ حجم تجارة الصين مع دول آسيا الوسطى (كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان) وصل إلى 70 مليار دولار عام 2022، وسجّل نمواً بنسبة 22% خلال الفصل الأول من 2023، بالمقارنة مع الفصل نفسه من العام الماضي.
في الأثناء، جدّدت الصين التأكيد على أن مبدأ “صين واحدة” يمثل الركيزة الأساسية للسلام في مضيق تايوان، مطالبةً الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأعضاء مجموعة السبع الآخرين بالتوقف عن التواطؤ مع القوى الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان”.
ونقلت “شينخوا” عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، قوله، يوم الخميس، في مؤتمر صحفي يومي رداً على تقارير إعلامية تفيد بأن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا: إن اليابان تشارك الموقف خلال قمة مجموعة السبع بأن قضية تايوان ينبغي حلها سلمياً من خلال الحوار.. وإن على الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأعضاء مجموعة السبع الآخرين التوقف عن الاستفزازات واللعب بالنار فيما يتعلق بمسألة تايوان، مضيفاً: إنه من الواضح تماماً أن هذه الدول مسؤولة أيضاً عن التوترات في مضيق تايوان.
وتابع وانغ: إن التهديد الحقيقي للسلام والاستقرار عبر المضيق يكمن في عدم رغبة سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في الاعتراف بتوافق عام 1992 الذي يجسد مبدأ “صين واحدة”، وفي الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان” وفي محاولات تغيير الوضع الراهن المتمثل في انتماء جانبي مضيق تايوان إلى صين واحدة.
وأشار وانغ إلى أنه من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان من الضروري التمسك بمبدأ صين واحدة بشكل لا لبس فيه، ومعارضة التحرّكات الخطرة والاستفزازية من جانب القوى الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان”.
وأشار المسؤول الصيني إلى أن بلاده لن تقبل أي محاولة من قبل أي شخص أو أي قوة للحدّ من الجهود المبذولة لوقف النزعة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى “استقلال تايوان”، ولن تسمح لأي شخص أو قوة بالتدخل في الشؤون الصينية الخاصة تحت ذريعة السعي لتحقيق السلام.
وفي شأنٍ آخر، أفادت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تُواجه عقبةً من صنعها تمنع إحياء علاقات واشنطن مع الجيش الصيني، وتتمثل هذه العقبة بفرض إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوباتٍ على وزير الدفاع الصيني الحالي عام 2018.
وقالت الوكالة: إنّ المسؤولين الصينيين رفضوا حتى الآن طلب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لقاء نظيره الصيني، لي شانغ فو، في حدثٍ سيحضرانه في حزيران القادم في سنغافورة.
ووفق الوكالة، فإنّ “الصين أبلغت الولايات المتحدة رسمياً بأنّ، لي، لن يكون على قدم المساواة مع أوستن إذا بقيت العقوبات سارية“.
وحسب أشخاص مُطلعين، فإنّ موقف بكين من الاجتماع بين الوزيرين لا يمكن أن يمضي قدماً إلا إذا جرى رفع العقوبات عنه.
ويُسلّط مأزق الإدارة الأميركية الضوء على العواقب غير المقصودة للعقوبات الأميركية الآن، بعدما تحوّلت إليها الإدارات المتعاقبة كأداةٍ أولى، للإشارة إلى الرفض أو محاولة إجبار الدول الأخرى على فعلِ ما تريد.
ويبرز المأزق نفوذ بكين عندما تحتاج الولايات المتحدة إلى إظهار درجة من الدبلوماسية التصالحية لتهدئة حلفائها، وفق “بلومبرغ”.
وفي سياق متصل، سيتوجه وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، إلى واشنطن الأسبوع المقبل، للبحث في العلاقات التجارية بين البلدين، كما أعلنت السفارة الصينية في أمريكا الخميس.
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيوي: إن وانغ سيلتقي خلال هذه الزيارة النادرة لمسؤول صيني إلى واشنطن في أجواء التوتر الحالي، وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، وممثلة التجارة الأميركية، كاثرين تاي في واشنطن.
وصرّح ليو للصحفيين بأنّ العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضرّرت بسبب “الإجراءات الحمائية أحادية الجانب للولايات المتحدة”، مؤكداً أن “الصين كعادتها تؤيد الانفتاح والتعاون وستواصل توفير الفرص للشركات الدولية بما في ذلك الشركات الأميركية، بفضل تنميتها”.
وكانت التجارة في صلب العلاقات بين الولايات المتحدة في الصين، لكنها أصبحت نقطة خلاف، إذ فرض الرئيس الأميركي، جو بايدن، قيوداً على مبيعات الرقائق الدقيقة عالية التقنية للصين، وحذا حذوه حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون