“دراسات في علم الإيقاع” للدكتور أسامة أديب المتني
عبد الحكيم مرزوق
صدر مؤخراً كتاب بعنوان “دراسات في علم الإيقاع” للدكتور أسامة أديب المتني، ويقع الكتاب في نحو مائة صفحة من القطع المتوسط، وجاء في عشرة فصول.
خصّص الفصل الأول للحديث عن الإيقاع وتعريفه في الوطن العربي، وتوقف المؤلف عند تعريف الإيقاع عند العلماء والفلاسفة العرب ومنهم الكندي والفارابي وابن سينا وابن زيلة، وعند الحسن الكاتب وصفي الدين البغدادي، وتحدث عن الإيقاع في زمن الخلفاء الراشدين، وأهم الإيقاعات الإضافية على الإيقاعات الثمانية الأساسية، كما تطرق الكتاب للإيقاع في القرن الخامس عشر الميلادي (صفي الدين الحلي)، واللازمة والإيقاعات المتداولة عند العرب، واللازمة والإيقاعات المستعملة عند المعاصرين، حيث تعدّدت هذه الإيقاعات حتى بلغ عددها ثمانية عشر إيقاعاً، ولكن لم تكن لهذه الإيقاعات أهمية مؤثرة في عالم الفن والموسيقا نظراً لقلة استخدامها في الجمل اللحنية.
وتطرّق الكتاب لتدوين الضروب الإيقاعية قديماً، وأهمية الإيقاع الموسيقي، حيث وجد المؤلف له دوراً رئيسياً في نظم الشعر، وأصبح الركن والأساس في عملية النظم، فعرفت حالات عديدة من مزدوجات وموشحات، وأهم ما يجب الانتباه إليه في العنصر الإيقاعي، فكان للإيقاع الموسيقي تأثير عميق في تطور الشعر، ولاسيما في العصر العباسي حيث يكون الغناء الشعري ملازماً للإيقاع، وتوصل المؤلف إلى أن الإيقاع هو العنصر الأساسي في عملية الفن والإنشاد الشعري، وعندما يغيب هذا العنصر تختفي معالم الجمال في الغناء والطرب على السواء.
وجاء الفصل الثاني للحديث عن الإيقاع في المغرب العربي ونشأته وتكوينه وقواعده، ولاحظ د. المتني أنه يُبنى على الأسس نفسها التي بُنيت عليها البنية الإيقاعية في الشرق العربي، والسبب الرئيسي برأيه هو وحدة الضاد التي لمّت شمل العرب من المشرق إلى المغرب، وهذه اللغة التي ينطق بها سكان المشرق والمغرب كان لها الدور الأساسي في تكوين بنية مشتركة ذات صيغة فنية واحدة.
وخصّص الفصل الثالث من الكتاب للحديث عن الآلات الإيقاعية وأنواعها، ومنها ما يعتمد على الجلد، وهي الآلات الأوسع انتشاراً بين الآلات الإيقاعية وهي ذات تنوع في القالب الذي تتركب منه، ومنها ما يعتمد على المعدن أو الخشب، بالإضافة للآلات الإيقاعية الإلكترونية التي تعتمد على الذبذبات الكهربائية وتنتج أصواتاً تسير في دارات أخرى لتعطي الإيقاع المراد والمطلوب من النغمات.
وتطرّق الفصل الرابع لتدوين الإيقاع في العصر الحديث، مستعرضاً العلامات الزمنية وكيفية كتابتها على السلم الموسيقي، وخصّص الفصل الخامس للأساس الإيقاعي في الموسيقا العربية الذي يعتمد على الوحدة الإيقاعية التي تنقسم إلى عدة أنواع وأقسام حسب القيمة الزمنية، وحمل الفصل السادس عنوان “الضروب الإيقاعية الشرقية” وعددها ثلاثة وسبعون إيقاعاً، وتطرق الفصل السابع للتعديلات في الإيقاع، حيث أظهرت التطورات في عالم الموسيقا بعض التعديلات في المقاييس الإيقاعية وعلاماتها ومنها السنكوب، والمقاييس الناقصة، عولامة الإدامة. وحمل الفصل الثامن عنوان “الضروب الإيقاعية في بلاد المغرب العربي”، والفصل التاسع عنوان “الضروب العراقية” مع أمثلة منوطة في الكتاب.
وتضمّن الفصل العاشر ملحقاً من عدة فقرات ومنها: مصطلحات موسيقية، البراكتيك وقواعدها، تنويط الرش، تعريف القيم الزمنية للعلامات الموسيقية، رموز اليدين في النوتة الإيقاعية، تحليل العلامات الزمنية، المقاييس في الأوزان الإيقاعية، أنواع الإيقاع والضغط الإيقاعي، قراءة النوتة الإيقاعية.