مجلة البعث الأسبوعية

أكاديمية حكام كرة السلة.. مشروع يضمن مستقبل اللعبة وينتظر الاعتراف الرسمي والاهتمام

البعث الأسبوعية – عماد درويش

في الوقت الذي تسير عملية تأسيس الأكاديميات لحكام كرة السلة قدماً نحو الأمام في الكثير من دول المنطقة ، وتلقى رعاية واهتمام من تلك الاتحادات لتطوير الحكام، نجد أن تلك الأكاديمية غائبة عن ذهن اتحاد السلة لأسباب تتعلق بألية عمل الاتحاد ووضع الحكام من كافة النواحي.

وتعتبر أكاديمية الحكام خطوة رائدة وجريئة لتعزيز السلك التحكيمي وتطويره خصوصا أن الحكم عنصر أساسي وفاعل لإنجاح أي لعبة، ويؤكد مراقبون أن هذه الأكاديمية قادرة على تحقيق أهدافها في حال اعتمادها على الخبراء والأكاديميين والمتخصصين، كما أن تبني الأكاديمية ضمن اتحاد السلة سيكون خطوة جيدة من شأنها أن تطور وضع حكامنا وستصبح ساحة كرة السلة زاخرة بالمواهب التحكيمية القادرة على حمل الأمانة في المستقبل سيما وأن عدد حكامنا الدوليين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

ضرورة ملحة

تجاهل عملية تطوير الحكام عبر السنوات الماضية ساهم في تراجع مستواهم وقدرتهم على قيادة المباريات باختلاف فئاتها، وبدلاً من الحديث عن تعديل الأجور كان يجب النظر إلى الجانب التحكيمي على أنه جزء لا يتجزأ من معادلة التطوير للأجيال القادمة في اللعبة.

فالأكاديميات باتت ضرورة ملحة لتطوير التحكيم، وأصبحت مهنة يعيش من خلالها الحكم، لذلك التحكيم أصبح علم وموهبة ولابد من إحداث أكاديميات ترغب لها هذه الشريحة، ففي أوروبا على سبيل المثال نجد أنه ما هو الغرض من إخراج كل لاعب مع صغير أو صغيرة برفقة لاعب كبير قبل بدء المباراة، وما هو الغرض من مسك يد الحكم من صغير وهو يحمل الكرة للمباراة، بالتأكيد لها إيجابياتها، كي يتم الترغيب للصغير في التوجه لمهنة التحكيم، وجميعنا يتمنى أن تكون هذه الخطوة موجودة في ملاعبنا كي نتعلم من الأكاديميات الموجودة في أوروبا، وألا نجعل صغيرنا يدخل الملعب والصالات كي يلحق الكرات الطائشة لردها إلى اللعب.

 اللبنة الأساسية

سيذكر التاريخ أن أكاديميات التحكيم تعد اللبنة الأساسية للتحكيم الحديث الذي يصيبه التطوير دائماً فالتدريبات العملية تمثل أكثر من ٧٠℅ من تطوير التحكيم حيث تعتبر المحاكاة للمواقف التي يتعرض لها الحكم في المباريات ، ولابد أن يتم ذلك أسبوعياً مع الحكم لا أن يكون قاصراً على التجمعات والمعسكرات التي تقام في العاصمة، ولكن من الضروري أن تقام دوريا في كافة المحافظات، ولو أردنا تطوير حقيقي يجب أن يقرر أعضاء الاتحاد تفعيل لجنة تطوير الحكام “أسوة بلجنة حكام كرة القدم”،  فالتدريبات الفنية بالملعب لابد أن يتعود عليها كل الحكام ، وهذا من شأنه أن يطور التحكيم وممارسيه.

ولا بد من التأكيد أن تأسيس أكاديمية الحكام ضرورية وأنها ستهتم بعملية خلق وتطوير حكام وطنيين قادرين على تحمل مسؤولية النهوض بالأجيال القادمة من اللاعبين واللاعبات وترشيحهم ليكونوا نواة جيدة للتحكيم السوري قادرين على قيادة مختلف المباريات ولكافة الفئات نحو بر الأمان محلياً، وقيادة المباريات في المحافل الخارجية، وألا تبقى عملية إعداد أو تطوير الحكام استناداً لمحاولات فردية أو مشاريع دورات صغيرة متناثرة، وعلى العموم فإن وجود خبراء في التحكيم الدولي وثلة من الحكام المتقاعدين المشهود لهم بالكفاءة يسمح لاتحاد كرة السلة بضم الجانب التحكيمي إلى برامج الأكاديمية في أي وقت يشاء.

لم يبصر النور

من جهته رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة السلة ماهر أبو هيلانة أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن أكاديمية الحكام موجودة في كافة دول العالم، ومنها لبنان الذي فعّل الأكاديمية منذ الشهر العاشر من العام الماضي، كاشفاً أن فكرة المشروع موجودة في اتحادنا منذ أربع سنوات لكن للأسف حتى الآن يبصر النور لعدم توفر الأساسيات المطلوبة له المتمثلة بالدراسة لمدة سنة كاملة، وهي مأجورة يتم الدفع فيها من قبل الحكام أنفسهم، وبعد عام يخضع الحكم لفحوصات نظرية وعملية ضمن شروط “الفيبا” ومن ثم يقوم الاتحاد الوطني بإشراك الحكام بقيادة مباريات الدوريات المحلية، ويكون التحكيم مختلف بالأجر المادي، وبالأمور الاجتماعية الأخرى مثل التأمين الصحي، والمواصلات والكثير من الأمور الأخرى الخاصة بالحكم، أي بمعنى آخر الحكم يذهب لقيادة أي مباراة لا يتقاضى سوى أجرة المباراة.

وأضاف أبو هيلانة: على الأندية في حال وجود الأكاديمية” أن تدفع أجور النقل والطعام، وهذه الألية هي المتبعة في كافة دول العالم، وهذا الموضوع من الصعب تحقيقه في رياضتنا لأسباب عدة أهمها عدم توفر السيولة المالية لأغلب أنديتنا، وهذه الأكاديميات تأخذ شباب من أعمار صغيرة (20- 28سنة) ويجب أن يتقن اللغة الإنكليزية بشكل جيد مع لغته الأم، وأن يكون لائقاً صحياً ، وبصراحة لعدم توفر كافة هذه الشروط نحن غير جاهزين لافتتاح أكاديمية الحكام ولسنا غير جاهزين لعدم قدرة اتحاد السلة على إطلاقها، بل بسبب أن مهنة التحكيم لا تغري اللاعب الذي لا يريد اللعب بأن يتوجه للتحكيم كون الوارد المادي لها ضعيف، إضافة لوجود بعض الأمور المسيئة للحكم.

تبادل خبرات

من جهته أمين السر العام في الاتحاد اللبناني لكرة السلة المحامي شربل رزق كشف أن الاتحاد اللبناني بدأ الخطوة الأولى منذ تسعينيات القرن الماضي بهدف تفعيل الطاقم التحكيمي وتخريج حكام جدد لمواكبة وتغطية نشاطات الاتحاد، والمشروع حظي بعناية خاصة من الاتحاد لضمان استمرارية اللعبة خصوصاً في ظل كثافة النشاطات والمباريات في مختلف الدرجات والفئات العمرية، مضيفاً: بعد أن تم إنشاء أكاديمية للحكام بإدارة خمسة من أفضل الحكام اللبنانيين ( بإشراف المحاضر الدولي رباح نجيم) باتوا يقومون بمتابعة أوضاع الحكام ويحاضرون بهم “نظرياً وعملياً” وإقامة اختبارات دورية لكافة الحكام المنتسبين للأكاديمية التي تواصل عملها بزخم ونشاط وفق المعايير والشروط الدولية وتقيم دورات لمدة ستة أشهر يتخرج من بعدها الحكام كحكم متدرج يتم عليه العمل ويتم منحهم مباريات بالبطولات المدرسية، والأكاديمية تستوعب الحكام من غرب آسيا، كما يتم التواصل مع رئيس اتحاد كرة السلة السوري ليتم تبادل الخبراء في هذا المجال على أمل أن يرتقي وضع الحكام في كل من سورية ولبنان عربياً وقارياً ودولياً.