مجلة البعث الأسبوعية

المؤشرات التخزينية تلقي بظلالها على موسم الري وقلة الأمطار تقلق المزارعون

البعث الأسبوعية – مروان حويجة 

 

تلقي المؤشرات التخزينية المسجّلة لسدود محافظة اللاذقية بظلالها على احتياجات العملية الزراعية خلال هذا الصيف الذي يسجّل منذ بدايته ارتفاعاً في حرارة الجوّ.

هذا الارتفاع دفع المزارعين للمطالبة بالإسراع ما أمكن بعملية الريّ ولاسيما مزارعي الحمضيات وغيرهم من مزارعي المحاصيل الصيفية.

ويتساءل المزارعون عن الأدوار والفترات والكميات وطول مدة الضخ وغيرها من أسئلة مشروعة في ظلّ الصعوبة الواضحة في الحصول على البدائل لارتفاع تكاليف المحروقات وتعذّر تأمينها هذا في حال توافرت المناهل المائية من آبار ،مشيرين إلى  أهمية إعطاء ريّة مبكرة في ضوء الحاجة الضرورية ، مطالبين بريّة داعمة عندما تقتضي الضرورة .

كل هذا الطرح بكل تفصيلاته يعكس هواجس حقيقية  المزارعين في ظل موسم أقل أمطاراً من سابقه  .

منظومة اروائية 

وحول خطة عمل مديرية الموارد المائية واستعدادها للموسم الحالي أوضح مدير الموارد المائية في اللاذقية المهندس فراس حيدر أنّ المديرية تعمل ضمن منظومة إروائية متكاملة على مستوى المحافظة بتقديم خدمة الريّ لدعم العملية الزراعية والإنتاجية ،بالتوازي مع العمل من خلال الوزارة لتطوير المشاريع الإروائية وبما يحقّق وارداً وتخزيناً مائياً أكبر لخدمة المحاصيل الزراعية وتحقيق الأمن المائي ، لافتاً  إلى أنّه نتيجة انخفاض الهطولات المطرية هذا العام فإن مخازين السدود هذا العام أقلّ من العام الماضي إذ يصل إجمالي التخزين في سدود المحافظة ما نسبته ٦٧ % من إجمالي التخزين في ١٤ سداً ، وهذا المخزون تمّ تدارسه مع اللجنة الزراعية الفرعية لتوزيعه بشكل مدروس وبما يحقق العدالة في التوزيع بما يضمن خدمة المحاصيل الزراعية.

عدم تخديم

ولم يخف مدير الزراعة  عدم تخديم مناطق بالشكل الأفضل بكميات المياه اللازمة لزراعة محاصيل مثل الخضراوات والتبغ ،مشدداً  على اعتماد اللجنة الزراعية كل الإجراءات التي تضمن تقديم خدمة الري بكل الإمكانات ولاسيما للأشجار المثمرة وإيجاد الحلول البديلة التي تقرها اللجنة الزراعية الفرعية كإيجاد حفيرات على مجاري  السواقي والأنهار بالآليات الحكومية ضمن توجّه يضمن تخديم هذه الحفيرات لأكبر عدد ممكن من المزارعين ودعمهم بالمازوت الزراعي عند الحاجة .

لجنة ري

وحول دورات الري لهذا الصيف أوضح حيدر أنّ التخزين المائي الحالي تمّ وضعه في عهدة اللجنة الزراعية وتمّ تشكيل لجنة ريّ رئيسية لاعتماد الوقت اللازم لإعطاء الريّ للأشجار المثمرة والمزروعات بمشاركة اتحاد فلاحي المحافظة وغرفة الزراعة ومؤسسة مياه الشرب كون بعض السدود تتم الاستعانة بها لمياه الشرب والري ، ومن المنتظر أن يتم البدء بدورات تغذية وري تجريبية بنفس الوقت  من شبكات سد ١٦ تشرين وعلى أن يتمّ تحديد دورات باقي السدود لاحقاً من لجنة الري الرئيسية ، مبيناً أنّه منذ عدة أيام تمّت المباشرة بالضخ من مياه نبع السن على الأقنية ٥٠ في شبكة ٣٠٠٠ هكتار مضغوط لتأمين مياه الريّ المبكّرة بسبب توفّر وارد مائي حالي في نبع السن.

صيانة واصلاح

وأشار حيدر إلى إجراء الصيانة والإصلاح لعدد من مواقع الشبكة التي تضررت بالزلزال بمتابعة مباشرة من الوزارة والمحافظة إضافة إلى إجراء الصيانة في موقعين تأثرا بتنفيذ أعمال  مشروعين منذ العام الماضي ، واستعداد المديرية لتلقّي كل الملاحظات من الأخوة المزارعين في أي موقع بما يضمن حسن سير عملية الريّ ، وتنفيذ خطة الريّ في ضوء حجم التخزين المتوفر في السدود المستثمرة, والمساحات المستفيدة من قنوات الري مع أولوية متابعة واقع الزراعات وخاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها مصادر مياه داعمة لشبكة الري من السدود ، بالتوازي مع ما تمّ الاتفاق عليه في اللجنة الزراعية على وضع خطة و آلية محددة لحفر برك تجميعية للمياه بالتنسيق بين مديريتي الزراعة والموارد المائية تساعد الفلاحين في عمليات الري .

احتياجات مائية

رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض أكّد أهمية الخطة الموضوعة لتلبية الاحتياجات المائية للعملية الزراعية وأهمية موضوع السماح بحفر الآبار على الحوامل المائية السطحية وفق ضوابط معيّنة لأغراض الريّ وإعداد المقترح حوله في ظلّ واقع تخزين بعض السدود ومنها سدود الثورة والسفرقية وبللوران وتأثر بعض المناطق الزراعية الأخرى ومنها سهل جبلة ، الأمر الذي سينعكس على دورات الريّ المنفّذة منها، وأوضح أن اللجنة الزراعية طلبت عدم زراعة الخضار ذات الاحتياج المائي العالي وتضافر جهود الجميع لضمان إيصال الاحتياجات وفق الإمكانات المتاحة .