“السياحة” تستهدف استقطاب الأسواق “الصينية والروسية والعراقية”
دمشق – وفاء سلمان
تستهدف وزارة السياحة من ورشة العمل التي أقامتها اليوم تحت عنوان “آفاق وفرص استقطاب الأسواق السياحية العربية والخارجية” الترويج لقطاع الاستثمار في سورية، واستقطاب الشركات الحكومية الصينية وتحفيزها للاستثمار في سورية، وسبل تحفيز السياحة العلاجية والطبية، وآفاق تطوير العلاقات الاقتصادية والسياحية مع العراق، وتنشيط عمل المكاتب السياحية لاستقدام السائحين واستهداف الأسواق السياحية، فضلاً عن استقطاب الأسواق السياحية العربية والصديقة (الصيني- الروسي- العراقي)
محمد رامي مرتيني بين في حديثه لـ”البعث” أن الوزارة تعمل على اتجاهات قصيرة وطويلة الأمد بالخطة (2023-2028) التي من ضمنها تفعيل الأسواق العربية والصديقة، وإيجاد السبل للتغلب على كل الإجراءات القسرية التي تفرضها الدول المعادية للشعب السوري لتسهيل القدوم إلى سورية، وتسهيل التنقل وتأمين كافة الخدمات الممكنة وتحسينها، وضمان جودة ما يقدم للسائح سواء في المنشآت السياحية أو في المعابر الحدودية، أو خلال الرحلة كقطاعات النقل والخدمات اللوجستية الأخرى مروراً بالتأمين الصحي، وإجراءات طويلة أخرى تخص العمل في وزارة السياحة أو الشركاء في العمل الحكومي وفي القطاع الخاص واستهداف واستقطاب الأسواق العربية والصديقة، مبيناً أهمية هذه الورشة لاستعراض الإجراءات المقدمة من الجهات العامة (وزارة الخارجية، وزارة الداخلية بإدارة الهجرة والجوازات) والمتمثلة بمنصة القدوم وتسهيل الإجراءات بأسرع طريقة ممكنة، مشيراً إلى أن أتمتة العمل ستسهل على كل الزوار من كل دول العالم والمغتربين.
ولفت مارتيني إلى دور مجالس الأعمال العراقي والصيني والروسي والدول الشقيقة والصديقة وأثر ما يتم العمل عليه بترويج ايجابي على نسب القدوم وأيضا ما يتم مشاهدته من مشاكل وعقبات عند بداية عودة المجموعات السياحية الكبيرة، حيث تمت مناقشة كل ذلك بكل صراحة وشفافية، مبيناً وجود عقبات وصعوبات ولكن هناك أمل كبير بعودة تعافي القطاع أمام مؤشرات تم طرحها، علماً أنه يوجد خلال أربعة أشهر 536 ألف قادم والطموح أن يصل إلى 2.5 مليون قادم من بينهم 700 ألف سائح، بالتزامن مع وجود عشرة آلاف طالب وطالبة بمجال التعليم السياحي والفندقي الذين يستحقون تأمين فرص عمل، ويتم السعي لتأمينها وقريبا سيكون هناك مؤتمر حول الاقتصاد الوطني وستكون السياحة جزء من فعاليات هذا المؤتمر بالتزامن مع ورشة عمل تخصصية لقطاع الاستثمار السياحي وللسياحة الداخلية والشعبية التي باتت تنشط بشكل كبير.
وبدوره نضال ماشفج معاون وزير السياحة بين أنه يوجد بداية مبشرة لموسم سياحي بعد الانفراجات السياسية والدبلوماسية التي حصلت مؤخراً والتي ألقت بظلالها الإيجابية على الواقع السياحي في سورية، مشيراً إلى أنه يوجد رؤية جديدة للسياحة التي تعد منظور اقتصادي مهم، فالسياحة لم تعد كما كانت سابقا كزيارة أو فسحة أو تمضية بعض الوقت في الأماكن السياحية، إذ دخل عامل جديدة على هذا المفهوم وخصوصا بعد وجود الفضاء الرقمي والتسويق، مما أوجد مشروع اقتصادي متكامل يتم العمل عليه في الوزارة ابتداء من بناء الإنسان كخبرات بشرية وطاقة إنسانية وصولا للمشاريع والمجتمعات المحيطة وإمكانية استدامتها وإدخالها كشريك وعنصر حيوي في هذه العملية السياحية المتكاملة.
وأضاف ماشفج أن الطلبات التي تأتي من مكاتب السياحة والسفر لموسم الصيف من دول أوروبية هي مبشرة جداً ولكن لا بد من الاعتراف أنه يوجد فاقد نتيجة الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضت بشكل غير قانوني مما أدت إلى انحسار بعض السياحة الأوروبية عن القدوم إلى البلد، ولكن من الملاحظ أن الشعوب عائدة لتكون سورية أهم المقاصد السياحية بالنسبة لها، فالموسم واعد والورشة اليوم بهدف تعويض الفاقد السياحي الذي تراجع نوعاً ما من خلال هذه المقاصد الجدية وأهمها السوق الروسية والصينية والهندية، ودول الجوار مثل العراق الشقيق ودول الخليج.
فايز منصور مدير عام شركة السورية للنقل السياحي أكد أهمية هذه الورشة من خلال التفاعل الذي يحصل بين المؤسسات السياحية بشكل عام والقطاعات السياحية من مكاتب ومراكز تدريب وتأهيل ومنشآت سياحية واستقطاب الزوار من الخارج والسياحة الداخلية والجهود لإعادة النشاط السياحي.
وبين محمد ناصر السواح رئيس مجلس الأعمال السوري العراقي أنه يوجد تساؤلات كثيرة من الأخوة العراقيين بهدف السياحة الترفيهية التي يود الكثير منهم زيارة المصايف السورية كـ(بلودان، الزبداني، كسب، صلنفة، الساحل السورية) مشيراً لأهمية العناية والاهتمام بهذه المناطق التي لديها معاناتها ومشاكلها وخصوصا في فصل الصيف مع تزايد أعداد الزائرين، بالإضافة لضرورة التركيز على تسويق السياحة السورية والعراقية في الخارج على أنها سياحة متكاملة وخصوصا السياحة التاريخية والثقافية بالتزامن مع إعادة النظر بأسعار الفيز التي تمنح للأشقاء العرب على كافة جنسياتهم والتي تعتبر مرتفعة ولا تشكل حافزاً لزيارة القطر.