مجلة البعث الأسبوعية

انتفاخ البطن قد يكون أحد أعراض التهاب المعدة.. خمس طرق بسيطة تساعدك في علاجه

“البعث الأسبوعية” لينا عدرا

كانت حياتنا ستكون أسهل لو أن جهازنا الهضمي يمكنه التحدث إلينا، ليخبرنا بأنه ملتهب مثلاً أو منهك ويعاني من عدم الاستقرار. لكنه عوضاً عن ذلك، يُرسل إلينا أعراضاً مثل: انتفاخ البطن، والتجشؤ، وإطلاق الغازات.

وغالباً ما نُسارع إلى تناول المهدئات والأدوية لعلاج انتفاخ البطن والغازات، من دون أن نتوقف للحظة ونطرح السؤال الأهم: ما الذي يحاول جسمنا أن يُخبرنا به؟ وفقط حين نتمكن من قراءة هذه الأعراض، فإننا نحظى بفرصة لتغذية جسمنا بالشكل السليم، ودعمه من دون أحكامٍ مُسبقة.

 

انتفاخ البطن.. ما الذي يحاول أن يخبرنا به؟

بوصفها مدربة صحة شاملة، تروي مستشارة التغذية ليندسي توباياس – في تقريرٍ لها نُشر عبر موقع Mindbodygreen الأمريكي – كيف أن إحدى عميلاتها كانت تشعر بالتوتر بسبب معاناتها مع انتفاخ البطن كل يوم بعد الغداء.

وعندما تابعت مشكلتها عن كثب، اكتشفت أن عميلتها تُنهي وجبتها في مدةٍ تتراوح بين 3 و4 دقائق فقط، أثناء الردّ على رسائل بريدها الإلكتروني. كما أنها كانت تتناول أطعمة لا يستجيب لها جسدها بطريقةٍ ملائمة، وكانت تعاني من التهاب المعدة.

ووفقاً لتوباياس، لم تكن عميلتها بحاجةٍ إلى قلب حياتها رأساً على عقب أو اتباع حمية غذائية “مثالية” لعلاج من انتفاخ البطن. كل ما احتاجت إليه أن تُنصت إلى جسدها، وتمنحه ما كان يطلبه: الراحة، والتوازن، والغذاء. وهذا ما يطلبه جسمنا، لا أكثر. ففي حال كنتَ تعاني أنت أيضاً من الانتفاخ، وأردتَ أن تعلم ما هو علاج انتفاخ البطن، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة على ما يُعرف بـ “ميكروبيوم الأمعاء” لديك.

يحتوي الجهاز الهضمي للإنسان على مجتمع واسع من البكتيريا والفطريات التي تعيش في كل زواياه، ولها تأثير كبير على عملية التمثيل الغذائي، ووزن الجسم، والجهاز المناعي، والشهية، والمزاج. وغالباً ما تعيش هذه الميكروبات في القولون.

تُعرف تلك الكائنات المتعايشة داخل أمعاء الإنسان بميكروبيوم الأمعاء؛ ورغم اكتشاف وجودها منذ عقود، إلا أنها جذبت الانتباه خلال السنوات الماضية نظراً لما كشفته الأبحاث عن علاقتها بالعديد من الأمراض.

باختصار، صحة جهازنا الهضمي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يستطيع ميكروبيوم الأمعاء امتصاصه من الطعام الذي يدخل إلى أمعائنا.

وتوضح الأبحاث أن التوتر والسموم البيئية، والمضادات الحيوية، والالتهاب، والأطعمة التي مرت بمراحل تصنيع عالية، قادرة على إعادة تشكيل البكتيريا الموجودة في الأمعاء، وتقليص التنوع الميكروبي فيها، مما يؤدي إلى الانتفاخ المزمن وزيادة الالتهابات وإضعاف المناعة.

لكن الخبر السعيد أنه يمكن لمكونات أمعائنا أن تتغير في غضون 24 ساعة، عندما نغيّر جودة الطعام ونعدّل مستويات التوتر لدينا. وهذه أبرز الاستراتيجيات القادرة على مساعدتك لتحقيق ذلك وعلاج انتفاخ البطن:

 

زيادة الألياف 

تناوُل الكثير من الألياف أحد أفضل الطرق لزيادة البكتيريا النافعة في أمعائنا. وعليك أن تعلم أن هناك أغذية محددة -مثل: الموز، والتفاح، والبطيخ، والثوم، والبصل- غنية بألياف البريبايوتك، التي تغذي البكتيريا النافعة في أمعائك.

من شأن الألياف أن تؤدي إلى تنظيم مستويات السكر في الدم، بل وتقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المعدية، وأمراض الجهاز التنفسي. ولكن قد نواجه مشكلة أخرى هنا؛ قد يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف (أو زيادة الألياف بوتيرةٍ سريعة) إلى تكوّن الغازات، وانتفاخ البطن، والإمساك.

صحيحٌ أن الخضروات النيئة تكون مصدراً هائلاً للفيتامينات والمعادن، لكنها قد تكون صعبة الهضم عند تناولها بكميات كبيرة. لذلك وفي حال لاحظتَ أنها تُصيبك بالانتفاخ، حاول تغيير طريقة تناولها. يمكنك اللجوء إلى سلقها أو طبخها على البخار، وعليك أن تراقب النتيجة لتعرف ما إذا صارت عملية الهضم أسهل أم لا.

 

 زيادة البروبيوتيك

يمكن لمكملات البروبيوتيك، والأغذية الغنية بالبروبيوتيك، أن تكون مفيدة لإعادة توازن البكتيريا في أمعائك، وبالتالي في علاج انتفاخ البطن.

وفي الواقع تعتمد فعالية البروبيوتيك على سبب الأعراض. فإذا كان انتفاخ البطن سببه اختلال في بكتيريا الأمعاء، فإن البروبيوتيك  يمكن أن تكون مفيدة في موازنة الأمور داخل الميكروبيوم.

 

امضغ طعامك أكثر وأبطئ وتيرة تناول الوجبة

إلى جانب تعديل نوع الطعام الذي تتناوله، عليك أن تغيّر الطريقة التي تأكل بها أيضاً، فهذه أسهل وصفة لتخفيف معاناتك وعلاج انتفاخ البطن. فعندما تمضغ طعامك، يفرز الفم إنزيمات -تُسمّى الأميلاز اللعابية– تساعد على الهضم عبر تكسير الطعام وامتصاص المواد الغذائية. لا تملك معدتك أسناناً، ولذلك عندما لا تمضغ الطعام بما يكفي، تضطر المعدة لاستخدام مزيدٍ من الأحماض والطاقة لتكسيره بطريقة ملائمة، مما يسبّب شعورك بالرغبة في التجشؤ والانتفاخ وأحياناً إطلاق الغازات.

تُعلمنا حكمة الطب التقليدي المعروف بـ”الأيورفيدا” أن المدة المثالية لمضغ الطعام تكون عبر مضغه 30 مرة قبل بلعه. نعم، إنها كثيرة وتتطلب وقتاً إضافياً، لكن عليك أن تتذكر أنها مثالية أيضاً ويمكنها علاج انتفاخ البطن! كذلك، يرتبط جهازك الهضمي ارتباطاً وثيقاً بالجهاز العصبي. وغالباً ما تتجلى معاناتنا من التوتر في اضطراب الجهاز الهضمي، الذي يرافقه المغص وانتفاخ البطن وإطلاق الغازات. وكل ما عليك فعله هنا هو البدء بممارسة التنفس البطني العميق قبل تناول طعامك، الذي من شأنه أن يساعد جسمك في الاسترخاء ومساعدتك في علاج انتفاخ البطن.

يستغرق الأمر بين 20 و30 دقيقة من أجل أن ترسل هرمونات معدتك إشارةً إلى دماغك بأنك شبعت. لذا من الطبيعي أن تشعر بالانتفاخ إذا تناولتَ طعامك في خمس دقائق فقط.

من المهم جداً أن تخفف عوامل التشتيت خلال تناولك الطعام، والإبطاء في عملية المضغ إذا أردتَ أن يكون جسمك في أفضل حال.

وتشمل فوائد الأكل البطيء – إلى جانب تحسين عملية الهضم – فقدان الوزن أو الحفاظ عليه، إضافةً إلى تحسين ترطيب بشرتنا.

الرسالة واضحة: “أبطئ من تناول وجبتك، سيساعدك ذلك في علاج انتفاخ البطن وفي الاستمتاع بصحة أفضل”.

 

 استخدم الأعشاب في علاج انتفاخ البطن

لطالما استُخدمت الأعشاب، مثل النعناع والزنجبيل والكركم واليانسون والشمر، لدعم عملية الهضم وتقليص آلام المعدة وانتفاخ البطن.

وأظهرت دراسة أُجريت على النعناع في العام 2018، أن مستهلكي شاي النعناع أو زيت النعناع بصفة يومية يشهدون انخفاضاً يتراوح بين 50% و70% في آلام المعدة وسوء الهضم.

من المعروف أيضاً أن الزنجبيل يقلّل الالتهاب ويحفز الجهاز الهضمي، وفي الوقت نفسه يخفف الغثيان وانتفاخ البطن. أما الكركم، الذي يُعدّ أقوى توابل الطبيعة لتعزيز ردة الفعل الصحية للالتهابات، فهو قادر، إلى جانب تقليص الانتفاخ، على تخفيف التوتر.

 

الخلاصة 

تذكر أن علاج انتفاخ البطن ليس مستحيلاً أبداً، لأن الانتفاخ ليس خللاً تعاني منه، بل إنه ردّة فعل من جسمك ليخبرك بأن هناك شيئاً غير متوازن في بكتيريا الأمعاء، أو الطعام الذي تتناوله، أو حالة جهازك العصبي.

لذلك وإذا كنت تعاني من الانتفاخ، لا تركز على تقليل الطعام، بل غيّر نوعية الأكل والطريقة التي تتناول وجباتك من خلالها. امنح وقتاً لكلّ وجبة، وابتعد عن التشتيت خلال تناولها.