كيف نواجه الليبرالية الجديدة ؟؟..
د. مهدي دخل الله
حان الوقت كي تعد وزارة التربية والنقابات والأحزاب والجمعيات مشاريع تأهيلية وتثقيفية لمواجهة الليبرالية الجديدة التي أخذت تنتشر بسرعة من الغرب إلى العالم برمته .
كان الرئيس الأسد أول من أثار مسألة الليبرالية الجديدة ومخاطرها في لقائه الشهير في وزارة الأوقاف يوم 6/ 12/ 2020 . وقد وصفها بالعدو الحقيقي على المستوى الثقافي والاجتماعي ، وأكد على ضرورة مواجهتها واصفاً انتشارها السريع في الغرب بالانتشار السرطاني .
وفي العام نفسه ، أدخل الروس تعديلاً مهماً على دستورهم في إطار مواجهة الليبرالية الجديدة . نصت تعديلات المادة /67/ من الدستور على توجهات محددة لحماية مجتمع الاتحاد الروسي من غزو الإمبريالية الجديدة . من أهم الطروحات في هذه التعديلات أن الاتحاد الروسي يتعهد بالحفاظ على المثل العليا والإيمان بالله ، وهي المثل التي آمن بها الأسلاف ( المادة 67-2 ) . واعتبرت التعديلات أن على الدولة خلق الظروف المناسبة للنمو الروحي والفكري والأخلاقــي الشامــل للأطفــال ، وكذلك تعزيـــز حــب الوطن واحترام الكبار ، كما تكفل الدولة أولوية التربية الأسرية (67-4) . وتؤكد التعديلات تعهد الدولة بحماية الأسرة والأمومة والأبوة والطفولة وحماية مؤسسة الزواج كاتحاد بين رجل وامرأة ( ملاحظة : ضد زواج المثليين ) وكذلك تهيئة الظروف لتنشئة الأطفال تنشئة كريمة .
وفي الصين ، وضعت وزارة التعليم مؤخراً خطة لتنمية الرجولة لدى طلاب المدارس بغية حماية شخصياتهم من الشذوذ . ومن المثير أن الوزارة اعتبرت الرجولة مسألة أمن قومي لأن ( تأنيث ) الرجال الصينيين يهدد المجتمع بأسره . ويتضمن برنامج تنمية الرجولة الابتعاد عن الألعاب الالكترونية وتشجيع ممارسة الرياضات العضلية ( الخشنة ) وغير ذلك ..
وفي الحقيقة ، كان الدستور السوري /2012/ سباقاً في التركيز على حماية الأسرة وتقوية أواصرها ، فقد أكد أن الدولة تحمي الزواج وتشجع عليه وتحمي الأمومة والطفولة وترعى الشباب ( المادة العشرون ) ..
نعود إلى تحليل الرئيس الأسد لعناصر الليبرالية الجديدة وطرق مواجهتها . فقد حدد أربعة عناصر أساسية هي تسويق الانحلال الأخلاقي ، ونبذ المبادئ والقيم والانتماءات ، والتأكيد على مرجعية الفرد ( الفردانية ) ، ونبذ العقائد .
أما مواجهتها فتكون ، وفق الرئيس الأسد ، في التأكيد على القيم والروابط الأسروية والانتماء والوطنية والعروبة ، والتركيز بشكل خاص على مقاصد الدين والعقائد وأهدافها الاجتماعية ..
mahdidakhlala@gmail.com