صحيفة البعثمحليات

فحص ما قبل الزواج تجنب الكثير من الأمراض الوراثية والإعاقات.. و١٠٠ ألف ليرة تكاليف الاختبارات

دمشق – رحاب رجب

تمثّل فحوصات ما قبل الزواج خط الدفاع الأول لضمان صحة العائلة، وخاصة لجهة الأمراض الوراثية، إذ تساعد تحاليل الزواج الزوجين في المقام الأول على تحديد مجموعة واسعة من الحالات، مثل الاضطرابات الوراثية والأمراض المنقولة بالدم والأمراض المعدية.

يُعرّف الدكتور مالك أسعد (مخبري) فحوصات ما قبل الزواج بأنها الفحوصات المخبرية التي يخضع لها المقبلون على الزواج للتأكد من عدم ارتباط الزواج بأية مخاطر صحية قد تؤثر على أحد الزوجين أو كليهما أو أبنائهما في المستقبل، وتشمل فحوصات ما قبل الزواج الأمراض المعدية، والأمراض المنقولة عن طريق الدم، وأخيراً الاضطرابات الجينية وخاصة في حالات زواج الأقارب، التي تزداد فيها فرصة انتقال العيوب الجينية للأبناء، كما في متلازمة داون.

ويضيف أسعد أن الهدف من الفحوصات قبل الزواج هو التحقق من عدم توافر العوامل التي تزيد فرصة إصابة الأبناء في المستقبل بالاضطرابات الوراثية، مثل تحليل التلاسيميا قبل الزواج (اضطراب الدم الذي يؤثر على الهيموغلوبين) والتحقّق من عدم حمل أيّ من الزوجين للجينات المتنحية للأمراض الجينية التي قد تؤثر على الأبناء من خلال فحص ما قبل الزواج للأمراض الوراثية والكشف عن الأمراض المعدية، كالتهاب الكبد الوبائي أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وعن أية اضطرابات قد تتسبّب بالعقم أو تأخر الإنجاب عند كلا الجنسين (نادراً) والتأكد من نوع الدم (فصائل الدم السالبة) عند الزوجة، التي قد تحتاج إلى علاج ومتابعة معينة أثناء الحمل وبعد الولادة.

من جهته الدكتور مجد كيالي مدير مركز فحص ما قبل الزواج أكد أن عدد الحالات التي تمّ رفضها تقريباً حالة أو حالتين في الشهر، أما التكاليف فهي حسب قرار وزارة الصحة ١٠٠ ألف ليرة سورية، وأضاف أن هناك تعاوناً وتنسيقاً كاملاً مع وزارة العدل لناحية عدم قبول أي معاملة زواج بدون وجود تقرير من مخبر فحص ما قبل الزواج، كما شدّدت وزارة العدل على المحاكم الشرعية بعدم إجراء أي معاملة زواج بدون وجود تقرير فحص ما قبل الزواج، من خلال تعميم وزير العدل رقم 15 تاريخ 2/ 6/ 2022 الذي تمّ الطلب فيه من كلّ قضاة المحاكم الشرعية في العدليات عدم إجراء المعاملات الخاصة بالزواج ما لم يكن مرفقاً بها التقرير الطبي والتحاليل اللازمة الصادرة عن مخبر وعيادة ما قبل الزواج التابعة لنقابة الأطباء، وهذا الإجراء يأتي من باب “الحرص على الصحة العامة من ناحية إنجاب الأطفال الأصحاء، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على بنية المجتمع وحيويته وتقدّمه”.

وفي عيادة فحص ما قبل الزواج، التقت “البعث” مع سماهر وخطيبها أيمن، حيث كانا يجريان فحوصات ما قبل الزواج، وأكدا أنه أمر في غاية الأهمية خوفاً من إنجاب طفل مريض أو عدم الإنجاب نهائياً، لذلك على الجميع إجراءه لضمان زواج صحي آمن يسهم في الحدّ من الإصابة بالأمراض الوراثية والإعاقات، كما يمكنه الكشف المبكر عن أي أمراض معدية، وبالتالي تتاح الفرصة لعلاجها ومنع انتقالها للطرف الآخر عن طريق الزواج. وأضافا أن الفحوص الطبية تتيح معرفة الزمر الدموية وتلافي العواقب الناتجة عن اختلافها عبر اتخاذ إجراءات بسيطة ومتوفرة، وأن إجراء هذا الفحص خطوة أولى وأساسية في إيجاد حياة زوجية سليمة وتكوين أسرة سعيدة ومستقرة صحياً.

وكانت نقابة الأطباء قد أطلقت بالتعاون مع وزارة الصحة مشروع عيادات ما قبل الزواج منذ عام 2008 وعمّمته على معظم المحافظات وباتت فحوصها إلزامية، ومن الشروط المطلوبة لإتمام إجراءات الزواج، مع العلم أنها لا تستطيع اتخاذ قرار بمنع الزواج في حال وجود أي خلل وراثي لدى العروسين ويقتصر دورها على إعطاء نصيحة بعدم إتمامه.