أخبارصحيفة البعث

الحزب الجمهوري أمام معضلة تشتّت أصوات ناخبيه

تقرير إخباري   

تفتح الانتخابات الأمريكية المقبلة في عام 2024 أبواباً واسعة للتكهّنات حول نتائج المنافسة بين مرشحي الحزب الجمهوري، وذلك مع تعدّد مرشّحي الحزب ومدى قدرتهم على كسب الأصوات اللازمة لترشحهم في ظل سعي الرئيس السابق دونالد ترامب إلى إعادة ترشيحه لولاية ثانية بزعم أنه يطبّق القيم التي يتبنّاها الحزب المحافظ حيال العديد من القضايا الداخلية والخارجية.

ويتخوّف الحزب الجمهوري من عجزه عن حصد عدد كافٍ من أصوات الناخبين في ظل الظروف الداخلية والخارجية التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، إضافةً إلى إمكانية تشتّت الناخبين الجمهوريين حيال ترشيح ترامب من عدمه، ووجود خلافات بين ترامب وباقي المرشحين الجمهوريين وخاصة أولئك الذين عملوا في إدارته، كما هو الحال بالنسبة للمندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي اعتبرت أن ترامب كان يكذب على الأمريكيين، ليتكرّر هذا النوع من التصريحات مع كل من مايك بومبيو ومايك بينس، وكذلك الحاكم السابق لولاية فلوريدا رون ديسانتس.

وتتركّز اختيارات الحزب الجمهوري على إيجاد مرشح قادر على اكتساب فرص الفوز، وهو ما يتمتع به ترامب أو بينس الذي يمتع بشعبية داخل الحزب، ومن جهة أخرى يقوم بأخذ احتياطات المخاطر الناجمة عن ترشيح ترامب كالدعاوى القضائية التي قد تقلّل من فوز الحزب في حال الإصرار عليه، وذلك على الرغم من خطابات ومؤتمرات ترامب المختلفة التي حاولت استقطاب الأمريكيين من خلال تجديد أفكار الخطاب الجماهيري الذي تكسوه سمات التطرّف ومعاداة اللاجئين والانكفاء على المواضيع ذات الصبغة الإشكالية سواء في شؤون الأمن والاقتصاد أم العلاقات الدولية.

على صعيد السياسة الخارجية، يمكن رؤية تصريحات لافتة لترامب لجهة أنّه يستطيع إنهاء الأزمة الأوكرانية خلال مدة قصيرة، ويتوافق في ذلك مع مرشحين مثل ديسانتس، حيث يقول إنه “ليس من مصلحة الولايات المتحدة أو من المصالح الوطنية الحيوية أن نصبح أكثر تورّطاً في نزاع إقليمي بين أوكرانيا وروسيا”، لكن تظل تلك التصريحات الجدلية صعبة التكهّن حول مدى التزام أصحابها بها لأنها تتعلق باستراتيجية السياسة الأمريكية بالنسبة للذين يربطون تراجع الاقتصاد ومعدّلات النمو والتضخّم بدعم أوكرانيا كما كان يفعل الحزب الديموقراطي سابقاً مع احتلال العراق.

ورغم أن هناك توافقاً نوعاً ما بين المرشّحين الجمهوريين حول السياسة الخارجية بشكل عام والتعاطي مع الأزمات الدولية، غير أن هناك خلافاً شديداً بينهم حول المسائل الداخلية مثل الإنفاق والدين العام والإجهاض والضمان الصحي والمهاجرين والأقليات، الأمر الذي يجعل فرص الديمقراطيين أوسع في الاتفاق على مرشح قوي يمثّلهم، وخاصة أنهم متفقون إلى حدّ ما حول المسائل الداخلية.

علي القدار