ثقافةصحيفة البعث

“قلي القمر غني بصوت الشام”.. نانسي زعبلاوي في دار الأوبرا

ملده شويكاني

“قلي القمر غني بصوت الشام”.. نانسي زعبلاوي التي لُقبت بصوت الشام، حيّت جمهورها في دار الأوبرا بفيلم ترحيبي، ففتحت الباب الخشبي القديم، لتطلّ بصوتها إلى خان أسعد باشا ونهر بردى في حفل أطلقت عليه “ليلة نانسي زعبلاوي”، فكانت قمراً في سماء دمشق، وكانت ليلة مميزة بكل تفاصيلها بصوتها وإطلالاتها وبالإبهار البصري للغرافيك والإضاءة ولوحات الرقص التعبيري وديكورات المسرح وتقطيع الشاشة نصف الدائرية، بمرافقة فرقة قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر والكورال. وقد نوّعت بالبرنامج الذي تجاوز الساعتين بين أغنياتها العاطفية التي تبوح بحالة درامية لقصص عاطفية متباينة النهايات، وبين غنائها لعدد من المطربين وفق تنوع النمط اللحني، بحضور خاص للدرامز والأكورديون والبيانو  (إياد جناوي) والنحاسيات في مواضع مع تشكيلة الفرقة، وتبقى الإيقاعيات الحامل الأساسي. فبدأت بأغنية “مارح ازعل على شي” لماجدة الرومي مع الدرامز والإيقاعيات والبيانو والتيمباني والغيتار والأكورديون مع تشكيلة الفرقة، أما أغنيتها “مستحيل” فتميّزت باللحن الهادئ المتناغم مع مفرداتها العاطفية، وتغيّر المسار اللحني مع صولو العود والغناء مع الأكورديون ومن ثم توليفة الفرقة “دقيت باب الجار” لكاظم الساهر، وتميزت بالإيقاعيات التي أخذت الخط الأول بالألحان.

كما أخذت الإيقاعيات الخط الأول بأغنية “ياطيرة طيري ياحمامة” لشادية وألحان سهيل عرفة بمرافقة الكورال وأهدتها زعبلاوي إلى روحه تخللها صولو البزق بالفواصل.

المنعطف بالأمسية كان بالألحان الخليجية وغنائها لأحلام أغنية “أنا ما دري”، وتميزت بصولو الكمان مع الإيقاعيات. ثم انتقلت للدلعونا وأغنية نوال الزغبي “على دلعونا غني لي شوي” على وقع الغيتار والدرامز والإيقاعيات مع الفرقة.

وعودة إلى الرومانسية غنت لفيروز والرحابنة “خدني ياحبيبي” بدرجة صوت أخفض من صوتها وبتكرار الجملة الصوتية ياحبيبي بدرجات مختلفة، وبدور الأكورديون في مواضع. وتابعت لملحم زين “عهد الله يالمحبوب” وتميزت بصولو الناي.

كما غنّت العديد من أغنياتها العاطفية المتميزة بألحانها وبتقطيع بعض الجمل الموسيقية بدور النحاسيات وخاصة الترومبيت، ومن ألبومها محطة 40، “قالت لي المراية بعدك حلواية” مع البيانو وتشكيلة الفرقة.

وخلال الحفل قدمت نانسي زعبلاوي الشابتين غنى بو حمدان وجيدا مغربي، واختُتم الحفل بالغناء لسورية على تأثيرات الصور المتتالية لمعالم الشام، سورية قلعة الأمجاد “اسمك بالعالي انكتب ياسورية”.

الشغف والإصرار

الحضور الإعلامي الكبير للمحطات المحلية والعربية دلّ على نجاحات نانسي زعبلاوي والشهرة التي حققتها في العالم العربي، فتحدثت عن تخيّلها لكل ما رأته من تفاعل وحبّ من جمهورها، هذا الحب الذي تعيشه نتيجة تعبها وتحديها وإصرارها على النجاح، وشغفها بالغناء والموسيقا.

وتابعت عن الحفل الذي اشتغلت على كلّ تفاصيله بكل حبّ واستغرقت التحضيرات الجادة أكثر من شهرين، وغنت فيه للمغنين الذين تحبهم.

اسم الحفل “ليلة نانسي زعبلاوي” كان موضع تساؤل، ولاسيما أنه “يشابه حفلات قام بها النجوم العرب”، فأجابت زعبلاوي بأنه بعد خمسة وعشرين عاماً من مسارها الفني أرادت أن تحتفل بنفسها وتقدم حفلاً يمسها يعبّر عن ذاتها بكل تفصيلاتها، ولا تحاول أن تشبه أحداً.

أما عن البداية بأغنية “مارح ازعل على شي” فتقصدت ذلك لأنها تجاوزت كلّ العقبات التي واجهتها.

وأجابت عن تحيتها إلى الإمارات بغناء أغنية للمطربة أحلام، بأنها تحب المطربة أحلام على الصعيد الشخصي، وهذا أقلّ ما يمكن كعربون وفاء ومحبة للإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، التي وقفت إلى جانب سورية وآزرتها بمحنتها بنكبة الزلزال.

صوت الشام

لقبها بصوت الشام، كان موضع تساؤل “عن أهميته؟”، فأعربت عن سعادتها به، وهي ابنة الشام، إلا أن في الشام أصواتاً وليس صوتاً واحداً، متمنية أن تكون أحد أصوات الشام، وتحمل هذه المسؤولية وتمثل سورية خير تمثيل.

كذلك تقديمها الأصوات الشابة في حفلاتها، فعقبت بأنها في بداياتها كانت تحلم بأن تغني على المسرح برفقة المغنين الكبار، لكن ذلك لم يحدث، فأرادت أن تدعم الأصوات الشابة. وتوقفت عند الأغنية السورية التي يجب دعمها والحفاظ عليها، لأنها أثبتت وجودها وتفردت بمفرداتها وألحانها بأسماء شعرائها وملحنيها ومغنيها.

حالة توازن

أما عن جمهورها المكوّن من كل الشرائح والأعمار بحضور كبار السنّ، وعن تفاعل الجمهور، فأوضحت بأنها سعيدة بحضور الصغار والشباب والكبار وتعتز بكبار السنّ ما يدل على نجاحها وانتشار صوتها، وتابعت عن تفاعل الجمهور بأنها من خلال البرنامج تعمل لإيجاد حالة توازن بين الأنماط الغنائية، فمن الطبيعي أن يتفاعل الجمهور مع الأغنيات ذات الطابع الراقص، في حين يصغون إلى أغنياتها الدرامية العاطفية لأنها ليست من الأغنيات البسيطة السهلة، وتعبّر عن هويتها.

وأشارت في الختام إلى الأصداء الإيجابية لألبومها (المحطة 40) الذي ينتشر من خلال الأغنيات المنتشرة تباعاً على السوشال ميديا، مؤكدة أنها تستخدم السوشال ميديا بحذر.