أخبارصحيفة البعث

في تصعيد خطير.. طيران الاحتلال المسيّر يغتال 3 مقاومين قرب جنين

الأرض المحتلة – تقارير  

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وبعد المجزرة الوحشية في جنين في التاسع عشر من الشهر الجاري، وما يُضاف إليها من عمليات القتل والإعدام الميداني للمدنيين في مدن الضفة الغربية المحتلة، عادت طائرات الاحتلال المسيّرة، في انتهاك خطير، لاستهداف سيارة فلسطينية قرب حاجز الجلمة شمال شرق جنين، للمرة الأولى منذ عام 2005، ما أدّى إلى استشهاد 3 مقاومين فلسطينيين الليلة الماضية نتيجة الاستهداف، كما اقتحم جيش الاحتلال مناطق متفرقة في الضفة، وعمدوا أيضاً إلى تفجير منزل أسير فلسطيني، وقامت قواته بتنفيذ حملات اعتقال ودهم، أسفرت عن إصابة واعتقال عدد من الفلسطينيين.

وفي السياق، اقتحمت قوات كبيرة للاحتلال فجراً منطقة شارع تل في نابلس، وحاصرت منزل الأسير كمال جوري وقامت بتفجيره، وأشار الإعلام الفلسطيني، إلى أن المنزل يقع في الطابق الثاني من بناية سكنية، وتبلغ مساحته 130 متراً مربعاً، ويؤوي خمسة أفراد.

وأكّد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر أحمد جبريل، أن طواقم الإسعاف تعاملت مع 165 حالة اختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الغاز السام تجاه الفلسطينيين، إضافةً إلى استهداف سيارة إسعاف بقنبلة غاز بشكل مباشر، ما ألحق أضراراً بها.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشاب جوري في الـ13 من شهر شباط الماضي بعد تنفيذه عملية بطولية غرب نابلس، أدّت إلى مقتل عنصر من قوات الاحتلال وإصابة آخرين.

في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.

كذلك اقتحمت بعددٍ من الجرافات بلدة أم طوبا قرب صور باهر جنوب شرق المدينة، وجرّفت قطعة أرض واقتلعت عدداً من أشجار الزيتون، وهدمت منشأة زراعية.

وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين خلال اقتحامها بلدة برقين جنوب غرب المدينة، بينما نصبت حاجزاً عند مدخل بلدة يعبد وأوقفت مركبات الفلسطينيين وفتشتها، ما عرقل تنقلاتهم.

جاء ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال مخيم الدهيشة في بيت لحم وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة فلسطيني بجروح، كما اعتقلت شاباً.

وداهمت قوات الاحتلال منطقة واد الهرية ومخيم العروب في الخليل وبلدة عرابة في جنين ومخيم عقبة جبر في أريحا، واعتقلت خمسة فلسطينيين، بينما أغلقت المدخل الغربي لقرية حوسان غرب بيت لحم، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إلى القرية أو الخروج منها.

إلى ذلك، عمّ الإضراب الشامل اليوم مدينة جنين بالضفة حداداً على أرواح الشهداء الثلاثة الذين ارتقوا نتيجة استهداف طيران الاحتلال سيارتهم قرب حاجز الجلمة شمال شرق جنين.

وكانت قوات الاحتلال أغلقت منذ الليلة الماضية شارع جنين الناصرة بعد إعلانه منطقة عسكرية، بينما كثّفت وجودها العسكري جنوب المدينة، وخاصةً في محيط بلدتي يعبد وعرابة والقرى المجاورة.

في سياق متصل، أقامت سلطات الاحتلال بؤرة استيطانية جديدة بين بلدتي اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس وسنجل شمال مدينة رام الله في الضفة.

وذكرت وكالة “وفا” أن قوات الاحتلال جرّفت أرضاً في المنطقة الواقعة على الطريق بين البلدتين، ووضعت فيها ستة بيوت متنقلة تمهيداً لإقامة البؤرة الاستيطانية.

يُشار إلى أن المنطقة المحيطة ببلدات سنجل وترمسعيا شمال رام الله واللبن الشرقية جنوب نابلس محاصرة بأكثر من سبع بؤر استيطانية متلاصقة فوق تلال البلدات الثلاث، إضافةً إلى ثلاث مستوطنات كبيرة لتشكّل بذلك تكتلاً استيطانياً ضخماً وسط الضفة يفصل بين شمالها وجنوبها.

من جانبهم، استولى مستوطنون على مساحات من أراضي قرية أم الصفا شمال غرب مدينة رام الله بالضفة، وأوضح رئيس مجلس القرية مروان صباح أن مستوطنين بحماية قوات الاحتلال اقتحموا القرية، واستولوا على مساحات من الأراضي في وسطها، وأقاموا خياماً فوقها تمهيداً لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أقامت حاجزاً عند مدخل القرية، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين.

سياسياً، أكّدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه تستحضر النكبة من جديد لتنفيذ مخططات ضمّ الضفة، مشيرةً إلى أن تصعيد هذه الجرائم يعيد إلى الأذهان جرائم العصابات الصهيونية والمجازر التي ارتكبتها ضدّ الفلسطينيين قبل عام 1948.

وأدانت الخارجية في بيان، انتهاكات وجرائم الاحتلال ضدّ الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم وأرضهم ومقدساتهم في القدس وباقي مناطق الضفة، التي كان أحدثها جريمة الاعتداء الوحشي على بلدة ترمسعيا في رام الله، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين بين بلدتي اللبن الشرقية في نابلس وسنجل في رام الله.

وأوضحت الخارجية أن ردود الفعل الدولية تجاه هذه الجرائم لا ترتقي لمستوى بشاعتها، ولا تنسجم مع حجم مسؤوليات المجتمع الدولي في إنفاذ القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة، وهي بضعفها وهشاشتها تعكس ازدواجية معايير دولية متواطئة مع الاحتلال ومخططاته المعادية للشرعية الدولية، الأمر الذي يؤدّي استمراره إلى انفجار الأوضاع بمستويات تصعب السيطرة عليها.

دولياً، أكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن المقاومة هي حق مشروع للشعب الفلسطيني، وردٌ طبيعي على الإرهاب الذي يمارسه نظام الفصل العنصري الصهيوني.

وأضاف كنعاني في تغريدة له على “تويتر”: إن “مواصلة الكيان الصهيوني لجرائمه واحتلاله ستؤدّي إلى انهياره، لأن القيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية سيؤدّي إلى زيادة المقاومة وتصاعدها”، منوهاً بصمود الشعب الفلسطيني المقاوم الذي لا يزال يردّ على جرائم هذا الكيان وإرهابه في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة.