المستوطنون يكثفون اعتداءاتهم في الضفة
الأرض المحتلة – تقارير:
تشهد القرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة تصعيداً خطيراً من المستوطنين الإسرائيليين الذين كثفوا اعتداءاتهم على تلك القرى مستغلين الحماية المقدّمة لهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن مستوطنين إسرائيليين اقتحموا قرية أم صفا بالضفة الغربية المحتلة فجراً واعتدوا على الفلسطينيين وأحرقوا 10 منازل و7 مركبات.
ووفقاً للمصادر ذاتها، تمكّنت فرق الإطفاء من إخماد حرائق في ثلاث منازل في قرية أم صفا، بينما تمكّنت فرق الإنقاذ من إنقاذ طفل، وإخلاء عائلة تتكوّن من ثمانية أفراد أصيبوا بالاختناق، وحسب المصادر، تم تأمينهم في إحدى مركبات الإطفاء وذلك لصعوبة وصول أي مركبات إسعاف للقرية.
وتتكرّر اعتداءات المستوطنين بحق الأهالي في قرية أم صفا، حيث هاجم عشرات المستوطنين، السبت، القرية الواقعة غرب رام الله، وأطلقوا الرصاص الحي صوب طاقم تلفزيون فلسطين أثناء تغطيته للأحداث.
وفي السياق ذاته، ندّدت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة، بجريمة اعتداء المستوطنين على مركبة إسعاف تقلّ مريضاً قرب قرية أم صفا.
وطالبت، المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الطواقم الطبية وأبناء الشعب الفلسطيني من إرهاب المستوطنين المتواصل، الذي يتم تحت غطاء من قوات الاحتلال.
جاء ذلك في وقت أصيب فيه فلسطيني واشتعلت النيران في مساحات من الأراضي الزراعية، نتيجة اعتداءات مستوطنين على بلدتي الزاوية غرب مدينة سلفيت وترمسعيا شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مستوطنين اقتحموا بلدة الزاوية ونكّلوا بشاب فلسطيني، ما أدّى إلى إصابته برضوض، كما اقتحموا بلدة ترمسعيا وأشعلوا النار في ستة دونمات مزروعة بالقمح.
ومنذ الأربعاء الماضي صعّد المستوطنون بحماية قوات الاحتلال إرهابهم بحق الفلسطينيين، وامتدّت اعتداءاتهم الوحشية والحرائق التي أشعلوها من برقة وحوارة وبورين وعصيرة القبلية في شمال الضفة إلى سنجل وترمسعيا والمغير في الوسط مروراً بالمعرجات وقرى الأغوار وصولاً إلى بيت أمّر ومسافر يطا في الجنوب، الأمر الذي أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق أكثر من 30 منزلاً في ترمسعيا وحدها إلى جانب إحراق عشرات المركبات والمحال التجارية.
وفي سياق متصل، خطّ مستوطنون، شعاراتٍ عنصرية تدعو لقتل العرب على جدران البيوت البلاستيكية الزراعية في محيط حاجز شوفة العسكري جنوب شرق طولكرم.
كذلك، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته، وقرب أبوابه.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال أحياء عدة في مدينة نابلس ومخيم قلنديا في القدس وبلدتي يعبد وعرابة في جنين، واعتقلت سبعة فلسطينيين بينهم أربعة أطفال.
وشدّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على حواجزها المنتشرة في محيط نابلس، وأغلقت بعضها بشكل كامل، الأمر الذي أدّى إلى عرقلة حركة مرور الفلسطينيين.
إلى ذلك، كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين أن الأسيرتين فاطمة شاهين وعطاف جرادات تواجهان ظروفاً غاية في الصعوبة في معتقل الرملة، نتيجة ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية بحقهما.
وأوضحت الهيئة، أن الأسيرة جرادات توجد في معتقل الرملة كمرافقة للأسيرة المصابة شاهين التي تعرّضت لإطلاق نار من قوات الاحتلال عند اعتقالها، ما أدّى إلى إصابتها بالشلل، وما زالت تعاني من آلام حادة وانتفاخ مكان الإصابة ما سبّب لها أوجاعاً حادة تجعلها مستيقظة طوال الليل، بينما تمتنع سلطات الاحتلال عن تقديم العلاج اللازم لها، إضافة إلى أنها تحرم الأسيرتين من زيارة ذويهما أو التواصل معهم عبر الهاتف.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأسيرة شاهين في نيسان الماضي بعد أن أطلقت الرصاص عليها، وأصابتها في منطقة البطن والظهر، ما أدّى إلى إصابتها بالشلل.
دولياّ، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن السجل الأسود للكيان الصهيوني القاتل للأطفال مخزٍ وعارٌ على مؤيديه الغربيين.
وأشار كنعاني في تغريدة إلى جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً: من المستغرب ألا يستحق الكيان الذي يسجن 160 طفلاً، ويفرض الإقامة الجبرية على 600 طفل آخرين، ويسجن 600 أسير فلسطيني مريض بينهم 30 معاقاً جسدياً وحركياً، أن يكون على قائمة الأمم المتحدة للعار.
وتابع كنعاني: إن هذا الكيان قتل 26 طفلاً فلسطينياً بريئاً في الأشهر الستة الأولى من هذا العام وحده، مضيفاً: إن السجل الأسود للصهاينة في ارتكاب هذه الأعمال يجب أن يسبّب العار والإحراج للغرب الداعم لنظام الفصل العنصري هذا.
من جهة أخرى، أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن “قلقه” العميق إزاء هجمات المستوطنين المتطرّفين الأخيرة ضد المدنيين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم في الضفة الغربية.
وأكّد سوليفان، أهمية محاسبة المسؤولين عن أعمال العنف هذه، داعياً إلى اتخاذ خطوات إضافية لاستعادة الهدوء وخفض التوترات، كما دعا، إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب، بما في ذلك التوسّع الاستيطاني.