دراساتصحيفة البعث

الجولان في “مشروع الطوق المقاوم”

علي اليوسف

لم يكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتوقع أن تنتقل الشرارة التي أطلقها في الجولان السوري المحتل إلى داخل الكيان ذاته، وترتفع الأصوات المطالبة بوقف إقامة التوربينات الهوائية شمالي هضبة الجولان السوري المحتلة، وسحب قوات الشرطة من هناك.

هي مفاجآت خارج التوقعات الإسرائيلية، إذ لم يكد يخرج هذا الكيان من مفاجأة كمين جنين، حتى جاءت الصّفعة الثانية عبر العملية النوعية قرب مستوطنة “عيلي” في الضفة الغربية، لتأتي الصفعة الثالثة بالتظاهرات الكبيرة التي قام بها أهالي الجولان المحتل ضد الكيان المحتل، والتي أثبتت أن الاحتلال لن يمحو الذاكرة التاريخية للشعب السوري، وأخيراً كان التتويج بانفجار ضخم داخل مصنع  عسكري تابع لجيش الاحتلال، والذي بدا لافتاً في توقيته وسط تكهنات في داخل الكيان بأن يكون رداً على عمليّة اغتيال الشهداء المقاوِمين الثلاثة بواسطة مسيّرة في سابقة هي الأولى منذ 17 عاماً.

على الأرجح، تلقفت تل أبيب “الرسالة” جيداً، لكن هذه الحكومة اليمينية المتطرفة أضعف من أن تقوم بأي شيء، فقد أبرزت الأحداث التي وقعت في ثلاثة مجالات مختلفة، وكلها جرت في غضون ساعات قليلة، الافتقار إلى السياسة العقلانية، بل الاختلافات داخل الائتلاف نفسه.

في الظاهر، يبدو أن هذه الساحات ليست مرتبطة بشكل مباشر، لكن من المؤكد أن هناك عاملاً مشتركاً يربط بين المواجهات، لدرجة أنها لن تؤدي إلى إخفاقات في الداخل، بل ينظر إليها في الخارج على أنها حجر الزاوية لوحدة المقاومة.

وهنا، من الضرورة بمكان الإشارة إلى “مشروع الطوق المقاوم” الذي يحاصر الكيان المؤقت ويقلقه، والذي كان يطمح إلى تحقيقه الشهيد الفريق قاسم سليماني، والذي بات يتجسّد اليوم في كافة الساحات وبكل أساليب المقاومة.

فبالتزامن مع ما يحصل من تصاعد لعمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، تحرك أهالي الجولان المحتلّ بتحركات غاضبة، هذه التحركات تضع سلطات الاحتلال أمام ساحة توتر جديدة، مضافة إلى باقي ساحات وجبهات المقاومة المفتوحة، وستؤثر بالتأكيد على أصحاب القرار في الكيان، وتُربك حساباتهم وتدفعهم إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء، التي لن تصبّ إلا في مصلحة محور المقاومة.

وهذا ما قصده رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، حينما قال إن ما يحدث في الجولان هو أمر مهمّ جداً، يجب أن يحظى باهتمام كل العرب والمقاومين في المنطقة، مضيفاً أن ما يجري في الضفة والجولان سيكبر ويتعاظم حتى يشعر العدو بالهزيمة.