صحيفة البعثمحليات

المعهد العالي للتخطيط الإقليمي.. سعي حثيث لاتخاذ قرار الدكتوراه المهنية

دمشق – حياة عيسى

العلم حقّ مشروع ويجب ألا يتوقف، ومن منح شهادة الماجستير لا بدّ له من الاستمرار لمنح شهادة الدكتوراه، هذه أهم مطالب المعهد العالي للتخطيط الإقليمي، الذي يسعى نحو ربط الجامعة بالمجتمع وتعميم التخصص المهني الدقيق كأحد دعائم التأهيل المهني المرتبط مع المرحلة الراهنة والقادمة، وهو نظام تعليم معمول به في دول العالم.

عميد المعهد العالي للتخطيط الاقليمي الأستاذة الدكتورة ريدة ديب بيّنت في حديثها لـ”البعث” أن برنامج التأهيل والتخصّص للمرحلة بعد الجامعية الأولى هو أحد برامج الدراسات العليا في المعهد، ويستهدف بشكل رئيسي العاملين في المؤسسات المعنية بالعملية التخطيطية في القطاعين العام والخاص، وأيضاً كلّ من له اهتمام بالتطبيقات العملية في هذا المجال كداعمي وصنّاع القرار، وتركز الخطة الدرسية – حسب ديب – على تعزيز منهجية تقييم الآليات والسياسات المتّبعة وتطويرها وفقاً للعلوم والمناهج الحديثة وتطوير البرامج والخطط والأدلة المرتبطة بالواقع السوري بالاستفادة من أفضل النظريات والممارسات العالمية، علماً أن هناك اختلافاً بين برامج الماجستير الأكاديمي والتأهيل والتخصص، حيث تقوم الأولى على تطوير العلوم والقدرات البحثية للطالب من خلال خطة دراسية مكثفة لأهم الأدبيات والنظريات والدراسات وتطوير طرائق التفكير والمنهج المعزّز للبحث العلمي كالتمحيص والاستقراء والتحليل والاستنتاج، وفي هذا الماجستير تكون الحالة التطبيقية هي حالة اختبار في التأهيل والتخصّص، فالحالة الدرسية هي منطلق العملية البحثية.

وأشارت ديب إلى أن رؤية ورسالة المعهد تتضمن تطوير هذه البرامج للوصول بطلابها إلى الدكتوراه، وقد تمّ تقديم طلب لافتتاح الدكتوراه للتأهيل والتخصّص، فأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات الحاصلين على الدكتوراه الأكاديمية قادرون على تقديم العلوم المتكاملة والنظريات والأدبيات والمناهج العلمية للطلاب وفق الخطط الدراسية، ولديهم الرؤية لتطوير المعارف والارتقاء بها علمياً، وهم على علاقة مستمرة بالبحث العلمي وبحالة تطور علمي مستمر. وكذلك العاملون في المؤسّسات هم على تماس مباشر مع الواقع الراهن وتغيراته واحتياجاته وإمكانيات الموارد والقدرات والتشريعات والقوانين، وهم أيضاً ضمن الكوادر الإدارية، وبالتالي فإن تطوير قدراتهم العلمية وصولاً إلى الدكتوراه سيفيد قطعاً المؤسّسات التي يعملون بها، ومن المربك حقاً أن يأخذ أحدهم مكان الآخر في مجال عمله، وهذا قد يكون مجال تخوف حقيقي، أما أن يكونا متكاملين بين النظريات والتطبيق فهذا سيغني الجانبين.

وبيّنت ديب أنه من الواضح أنه لم يتمّ اتخاذ قرار بالدكتوراه المهنية رغم عدم وجود ما يعيق ذلك، برأيها الشخصي، وقد ناقش مجلس الجامعة منذ أكثر من سنة ونصف ذلك ولم يصلنا أي قرار، وأن دكتوراه التأهيل والتخصّص موجودة في العديد من الدول العربية والأجنبية، وهناك حاجة الماسة للتخصّص ضمن القطاعات والمؤسسات، ورغبة كبيرة للتأهيل المستمر للعاملين في كافة القطاعات، لذلك يضمّ المعهد برنامج التطوير والتأهيل المهني ويضمّ برنامج الزمالات المهنية كـ (إدارة الجودة في التخطيط)، وقريباً سيتمّ افتتاح برنامج الزمالة الأكاديمية، مع التأكيد أن المعهد يمتاز بسمعة رائدة على مستوى القطر، ويتمتّع بمصداقية، وأن الدراسات البحثية التي تلامس عمل المؤسّسات المعنية بالتخطيط تصبّ في أهدافها تماماً، وهي قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لذلك تطوير برامج التأهيل والتخصّص وربطها مع القطاعات التنفيذية ودمج العاملين فيها بالدراسات العليا لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ومعارفهم بشكل دائم خطوة مهمة جداً لدفع عجلة التنمية بالمؤسّسات الإدارية والتنموية ومنظومات العمل، لذلك كان إحداث التأهيل والتخصّص بأقسامه وبرامجه الثلاثة في المعهد، وهناك رؤية لزيادة تلك البرامج والاختصاصات في مجال عملية التخطيط.