أخبارصحيفة البعث

بوتين: الجيش والشعب الروسي لم يكونوا مع المتمرّدين

موسكو- تقارير   

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش والشعب الروسي لم يكونوا مع المتمردين خلال قيامهم بعصيانهم المسلح يوم السبت الماضي.

ونقل موقع آر تي عن بوتين قوله خلال مراسم تكريم العسكريين ورجال الأمن الذين أسهموا في إحباط العصيان المسلّح الذي شهدته روسيا، وقامت به مجموعة فاغنر: “خلال محاولة التمرّد لم يكن من الضروري استخدام الوحدات القتالية المشاركة في منطقة العملية العسكرية الخاصة”، مشيراً إلى أن “المدافعين الحقيقيين في الأوقات الصعبة وقفوا في طريق الاضطرابات التي كان من الممكن أن تؤدّي إلى الفوضى”.

وشدّد بوتين على أن الإجراءات السريعة والفعّالة من جانب قوات الأمن ضمنت عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين، موضحاً أن “الطيارين الذين لقوا حتفهم أثناء التمرّد المسلّح قاموا بواجبهم بشرف”.

وتوجّه بوتين بالشكر إلى جميع أفراد القوات المسلحة الروسية وأجهزة إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية الخاصة، على شجاعتهم وبسالتهم وولائهم للشعب الروسي، وقال: “إن تصميمكم وشجاعتكم في تعزيز تماسك المجتمع كان لهما دور حاسم في إحباط التمرّد ومنع الإضرار بالمدنيين، كما أظهرتم من خلال عملكم المسؤولية عن مصير الوطن ومستقبله”.

إلى ذلك، كشف بوتين أن مجموعة فاغنر كانت تتلقّى تمويلها الكامل من الدولة، وحصلت منذ أيار 2022 حتى أيار 2023 على 86.262 مليار روبل.

وأكّد بوتين “أن العدو يحاول استغلال الوضع، ولو لم يتم إخماد التمرّد لكانوا سيستخدمونه لمصالحهم”، مشيراً إلى أنه “تم منع أعمال الفوضى والحرب الأهلية التي عادة ما تقع بعد أعمال التمرّد، وقد لعبت وزارة الدفاع دوراً خاصاً في إحباطها”.

وعن سير العملية العسكرية أوضح بوتين أن أوكرانيا فقدت على محور أوريخوفو فقط الذي تعدّه كييف الاتجاه الرئيسي لهجومها المضاد خلال أسبوع، 280 آلية عسكرية بينها 41 دبابة، ومنذ بداية هجومها المضاد تكبّدت كييف 259 دبابة و780 مدرّعة.

إلى ذلك، أكّد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم أن حل أزمة التمرّد المسلّح الذي شهدته روسيا السبت الماضي تم بفضل جهود الرئيس فلاديمير بوتين وإرادته لمنع تفاقم الأحداث للأسوأ.

ونقل موقع “آر تي” عن بيسكوف قوله: إن الكرملين يأمل بأن تفي جميع أطراف الاتفاق بوعودها، موضحاً أن بوتين يثمّن عالياً جهود نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في الوساطة لحل مشكلة التمرّد.

وأشار بيسكوف إلى أن تواصل الرئيسين مستمرّ لتنسيق الآراء والإجراءات التي يتعيّن اتخاذها بشكل يومي.

وكان مقاتلو مجموعة “فاغنر” العسكرية بقيادة يفغيني بريغوجين استولوا في الـ24 من حزيران الجاري على مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في مقاطعة روستوف جنوب غربي روسيا، وأدّت وساطة لوكاشينكو للتوصل إلى اتفاق يقضي بمغادرة بريغوجين وعدد من مقاتليه الأراضي الروسية إلى بيلاروس.

في سياق متصل، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إسقاط الدعاوى الجنائية الموجّهة لمتمرّدي مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة، وطيّ التحقيق الجنائي الموجّه ضدّهم في الـ24 من الشهر الجاري.

ونقل موقع RT عن بيان للهيئة قوله: “في سياق التحقيق في القضية الجنائية بشأن واقعة تمرّد مسلّح، أوقف عناصر التمرّد في الـ24 من حزيران الأعمال التي تهدف مباشرة إلى ارتكاب جريمة، وأصدرت هيئة التحقيق اليوم قراراً بإغلاق القضية”.

من جانبها، صرّحت وزارة الدفاع الروسية بأن مقاتلي مجموعة “فاغنر” يستعدّون لتسليم معداتهم الثقيلة إلى وحدات الجيش الروسي.

وقالت الوزارة في بيان: إن الاستعدادات جارية لتسليم المعدات العسكرية الثقيلة الخاصة بشركة “فاغنر” العسكرية، إلى وحدات القوات المسلحة الروسية التي تشارك في العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس.

وكانت الأجهزة الأمنية الروسية باشرت السبت الماضي التحقيق بعد فتح قضية جنائية على خلفية التمرّد المسلّح الذي نفّذته مجموعة فاغنر، بينما وصف الرئيس الروسي تصرّفات المتمرّدين بأنها “مغامرة إجرامية، وطعنة في ظهر روسيا وخيانة ناتجة عن طموحات ومصالح شخصية”.

من جهة ثانية، كشفت نائبة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ماريا زابولوتسكايا أن الاستخبارات الأمريكية تحاول تجنيد دبلوماسيين روس في الأمم المتحدة.

ونقلت نوفوستي عن زابولوتسكايا قولها في اجتماع للجنة العلاقات من الدولة المضيفة في الأمم المتحدة: “تشير المعلومات المحدثة التي قدّمناها إلى أن الولايات المتحدة تواصل تطبيق مجموعة كاملة من التدابير والقيود على بعثتنا الدائمة وموظفيها في نيويورك، بهدف الحدّ من فعالية تفاعلنا مع الأمم المتحدة، وأكثر من ذلك، تمارس الضغط النفسي على الدبلوماسيين الروس هناك”.

وأضافت: “كيف يمكن تفسير أساليب التجنيد التي تتزايد من وكالات الاستخبارات الأمريكية التي تتوجّه إلى الدبلوماسيين الروس في الشارع وفي المطار وفي مختلف مناطق نيويورك”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتصرّف ليس فقط بشكل يخالف اتفاقية مقر الأمم المتحدة، ولكن أيضاً المادة 25 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، التي تنص على أن الدولة المضيفة يجب أن توفر كل الإمكانات لأداء البعثة وظيفتها.

وشدّدت زابولوتسكايا على أنه “فيما يتعلق باتساع طيف وحجم الانتهاكات، فمن الواضح تماماً أن الجانب الأمريكي، على العكس من ذلك، يعمل بشكل هادف لتهيئة أكثر الظروف غير المواتية للبعثة الروسية الدائمة وموظفيها”.

من جهته، أكّد كيريل لوغفينوف القائم بأعمال ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي أن الغرب وبعد أن فشلت مخططاته بشنّ حرب خاطفة هدفها المعلن هو ضرر لا يمكن إصلاحه لروسيا، انتقل إلى لعبة متعدّدة الاتجاهات لفرض حصار طويل الأمد عليها.

ونقلت وكالة تاس عن لوغفينوف قوله: إن “الدول الغربية تحاول التأثير في أكبر عدد ممكن من دول العالم، وابتزازها وإكراهها على السير في العقوبات المفروضة على روسيا”، مشيراً إلى أن هذا الأسلوب يمثل محاولة مشينة لفرض حصار طويل الأمد على روسيا.

وأضاف: “مع اعتماد حزمة العقوبات الحادية عشرة وصلت الحرب الاقتصادية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ضد روسيا إلى مستوى جديد من الناحية النوعية”.

وكانت الحزم العشر الأولى من عقوبات الاتحاد الأوروبي عبارة عن قيود مباشرة فرضها الاتحاد الأوروبي على التجارة الثنائية وروابط النقل والعلاقات المالية مع موسكو.

وفي الحزمة الحادية عشرة، تم تقديم مبدأ خارج الحدود الإقليمية للعقوبات لأول مرة، إذ أعطت بروكسل نفسها إذناً رسمياً لفرض عقوبات على شركات من دول ثالثة، تشتبه في إعادة تصدير سلع أوروبية خاضعة للعقوبات إلى روسيا أو تقديم خدماتٍ لها.