رياضةصحيفة البعث

ارتفاع الأسعار يبعد المدارس الصيفية عن غايتها

يعيش أهالي الأطفال أحلاماً متناقضة، وخاصة بعد الامتحانات المدرسية والتزام أطفالهم بالمدارس الصيفية الرياضية المنتشرة في أنديتنا المحلية والأكاديميات بكافة الألعاب، والسبب عدم قدرة الأهالي على تأمين متطلبات أطفالهم لزجّهم في تلك المدارس التي شهدت ارتفاعاً عير مسبوق في الأسعار، إضافة إلى التفاوت في مستوى الخدمات التي تُقدّم للأطفال.

بعض الأندية والأكاديميات عزا ارتفاع أسعار الانتساب إلى غلاء الأدوات والتجهيزات، من ألبسة وكرات، وغيرها من الأمور، ما أدّى لارتفاع أسعار الانتساب. في المقابل، وصل سعر انتساب الطفل الواحد لبعض الأندية والأكاديميات إلى 100 ألف ليرة، عدا الانتساب لتعليم السباحة، فقد يصل الرقم لأكثر من 200 ألف ليرة، وهذا يشكل عبئاً ثقيلاً على الأسر التي لديها أكثر من طفل، وقد يصل رسم الانتساب إلى أكثر من 500 ألف ليرة دون حساب التجهيزات الأخرى. وفي حال كان الأهالي من “الموظفين” فإن الرقم بات صعباً عليهم وعلى من يرغب بممارسة رياضته في الأندية.

الأهالي باتوا في حيرة من أمرهم مع أطفالهم وقناعاتهم، وتظهر نظرات الأسى والحزن على وجوههم، مبدين انزعاجهم من الأسعار المرتفعة للمدارس التي تعلنها الأندية على روادها، فيتبدّد حلم الأطفال، ومعه رغبة أهاليهم في مكان آمن يحقق الفائدة الصحية، وملء وقت الفراغ بالهواية المفضلة لأبنائهم.

واختلفت شهادات الأهالي ممن جرّبوا إشراك أطفالهم بالنوادي الصيفية، فتقول والدة الطفلة باميلا لـ “البعث” إن الأسعار الحالية لارتياد المدارس الصيفية غير منطقية، خاصة وأن بعض الأندية لم تقدم للأطفال الملابس الخاصة بها، وهناك بعض الأهالي لا يرغبون بالتسجيل طيلة فترة المدرسة الصيفية (3 أشهر)، وخاصة من ينتسبون لمحافظات أخرى، ورغبتهم تكون بالتسجبل لفترة محدودة، ويجب على الأندية إيلاء هذه المسألة أهمية بالغة.

أما والد الطفل كابي فقال: المدارس الصيفية هي المتنفس الوحيد لأطفالنا خلال فترة الصيف، لكن تلك المدارس أصبحت عبئاً ثقيلاً علينا، ولا أستطيع تسجيل ولدي إلا في لعبة واحدة فقط، مع العلم أن هناك بعض الأطفال لديهم هوايات أخرى مثل الرسم والموسيقا والسباحة وغيرها من الألعاب، وليس لدى أغلب الأهالي القدرة على التسجيل في هذه المدارس كون الأسعار عالية نسبة للسنوات الماضية.

الكثيرُ من الأهالي ممن جربوا إشراك أطفالهم بنوادٍ صيفية، وعجزوا عن ذلك، رأوا أن تجربة أبنائهم مع النوادي الصيفية غنية جداً، لكنهم في الوقت نفسه اعتبروا أن المدارس الصيفية محكومة بالفشل، خاصة وأنها باتت من أساسيات استثمارات أنديتنا، ولم تصل إلى الغاية المطلوبة بسبب الأساليب التي اتبعت، وتركت حولها أكثر من إشارة استفهام لا مبرر لها.

عماد درويش