المخرج علي إبراهيم ينهي تصوير “أسود أبيض”
أمينة عباس
انتهى المخرج علي إبراهيم مؤخراً من تصوير فيلمه القصير “أسود أبيض”، وهو تجربته الثانية مع المؤسّسة العامة للسينما بعد فيلمه “تركواز” الذي أنجزه في العام الماضي. وأكد إبراهيم في حوار مع “البعث” أن خصوصية الفكرة والنص الذي كتبه في” أسود أبيض” تتطلّب منه كمخرج تقديم رؤية مختلفة عن التجربة السابقة بما يتلاءم مع طبيعة الفكرة المطروحة فيه، ورأى أن تقديم ما هو مختلف أمر طبيعي لإيصال ما يريده من “أسود أبيض”، الذي يريد أن يؤكد فيه أن واقعنا مهما كان مظلماً يجب أن نتلمس فيه ولو مساحة صغيرة من البياض حتى لا يخبو ضوء الأمل في النهاية، لنستطيع أن نستمر في الحياة ونحقق واقعاً أجمل، معبراً ككاتب لنص “أسود أبيض” عن سعادته لأنه ترجم كل ما كتبه، بفضل تعاون المؤسسة العامة للسينما التي وفرت له كل ما يحتاجه وبفضل الكادر الفني والتقني الذي كان معه وتبني الفنانين لمقولة الفيلم، معترفاً أنه لا يمكن أن ينجح دون ذلك.
ولكن.. هل وصلت الرسالة للمتلقي؟
يوضح إبراهيم أنه عندما يكتب نصاً ليخرجه قد يراعي كلّ الصعوبات والمعوقات التي يمكن أن تواجهه أثناء عمليات التصوير، ولكن هذا قد يتعارض مع الحالة الدرامية والحسيّة والبصرية التي يريد أن يقدّمها، فيبقى الأمر مرهوناً بإمكانيات المخرج وقدرته على توظيف الفكرة على الصعيد الدرامي والتقني وإظهارها بشكلها النهائي، ومع هذا رأى أن هناك نتيجة يجب أن تأخذ حقها الكامل في النهاية، وهو ما فعله بفضل المؤسسة العامة للسينما التي لم تبخل عليه بشيء للوصول إلى النتيجة المبتغاة من الفيلم، مبيناً أن نجاح أي مخرج في صناعة فيلم ناجح يعتمد على قدرة المخرج على إيصال الفكرة والرسالة التي يريدها من خلال النص، وعلى سؤاله لنفسه: هل وصلت الرسالة للمتلقي؟ هل حرضت تفكيره؟ هل طرح الفيلم على الجمهور مجموعة من التساؤلات؟ هل انسجم الجمهور مع الفيلم والرؤية الفنية؟. بالتالي، فإن الإجابة على هذه الأسئلة هي التي تحدّد نجاح الفيلم بالنسبة لإبراهيم الذي أكد أن المخرج عندما يعجز عن إيصال ما يريد قوله يجب أن يجلس في بيته، مشيراً إلى أن التقنيات التي يمكن أن يستخدمها المخرج كثيرة، ولكن الأهم هي قدرته في توظيفها بما يخدم رؤيته الفنية وأسلوبه الإخراجي الذي يتبعه.
فكرة مكثفة
وأشار إبراهيم إلى أن السينما هي مجموعة من الأنواع، ومنها الفيلم القصير وهو عبارة عن فكرة تعتمد على التكثيف ويتمّ تقديمها خلال مدة زمنية قصيرة بمساعدة اللغة البصرية والشريط الصوتي، بعكس الفيلم الروائي الطويل الذي يحوي مساحة كبيرة من الوقت تسمح بسرد الحكاية كما يريد الكاتب والمخرج، وتقديم إسقاطاتهما ورمزياتهما وما يريدان قوله، منوهاً بأن العمل في الفيلم القصير ليس بالضروري أن يكون اتجاهاً نحو الفيلم الروائي الطويل، وأن إنجاز فيلم روائي طويل لا يعني التوقف عن إنتاج أفلام قصيرة، فالمعادلة برأيه ليست كذلك وهي تعتمد على الأفكار التي تدور في رأسه، وهناك أفكار لا تتحمل أكثر من فيلم قصير، وأفكار تحتاج إلى فيلم روائي طويل لإيصال رسالتها ومقولتها، وهو بكونه مخرجاً في النهاية يمكن أن يقدم أفلاماً طويلة وقصيرة ومتوسطة الطول، ولكن الأهم برأيه أيٌّ من هذه الأنواع يلائم فكرته وما يريد قوله، مع تأكيده على أن لكل إنسان هدف في حياته ممزوج بالشغف، وهو لديه مجموعة من الطموحات والأحلام وقد بدأها بأفلام قصيرة، وفي المستقبل قد ينجز أفلاماً طويلة، وما يتمناه هو أن يحقق ما أنجزه صدى عند الناس، متمنياً أن يكون على قدر المسؤولية التي حمّلته إياها المؤسسة العامة للسينما لأن الوصول إلى عتبة الفيلم الطويل لا يتمّ إلا عندما يحقق المخرج نتائج إيجابية ترضي الجمهور من خلال المُنتَج الذي يقدمه، خاصة وأن السينما هي مرآة الواقع وتعكس ثقافة بلدنا، وإننا على الرغم من كلّ الظروف الصعبة التي عشناها يحاول السينمائيون تجاوزها للارتقاء بها.
فيلم “أسود أبيض” روائيٌّ قصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو من تمثيل: روبين عيسى، صباح السالم، نادين قدور، ماهر الراعي والطفلة لامار جبارة.