صحيفة البعثمحليات

توطين الزراعات الاستوائية…!؟

وائل علي

لسنا بلدا استوائيا بالتأكيد، لكن من الممكن جدا أن ننجح في توطين الكثير من الأصناف الزراعية الاستوائية الاقتصادية، كالأفوكادو والكيوي والأناناس وفاكهة التنين والدراغون والبابايا والشوكولا، وفي بعض الأحيان الموز والشاي والقهوة والمتة التي نجح البعض في زراعتها في المنطقة الساحلية، وربما غيرها.

وهذه الأصناف لا تحتاج لمجهود زراعي كبير ولا لنفقات مالية باهظة – كما يحكى – وبذات الوقت تحقق انتاجا زراعيا مرغوبا ورائجا وفيرا ومربحا، لكنها بكل تأكيد تحتاج لإرادة وإدارة وتشجيع وربما لتبنيها رسميا، أو على الأقل على مستوى منظمات المجتمع المحلي، كالمنظمة الفلاحية أو نقابة المهندسين الزراعيين أو غرف الزراعة أو اللجوء للمنظمات العربية والدولية المشابهة كمنظمة الزراعة والأغذية المعروفة “الفاو”، وغيرها..

وعلى سبيل المثال، فقد أسس أحد المزارعين الهواة في مدينة طرطوس، لمشروع ربحي صغير أطلق عليه “مشروع الغابة الاستوائية” وأثبت نجاحه وجدواه حتى صار معلما زراعيا وعلميا للباحثين والدارسين والأكاديميين والمراكز البحثية ومتحفا للنباتات الطبيعية الاستوائية ومقصدا سياحيا مهما احتل موقعه على خارطة وأجندة الكروبات السياحية والرحلات المدرسية والجامعية، بعد أن ذاع صيته وضربت شهرته الآفاق.

ويقوم المشروع باختصار شديد على فكرة توطين الزراعات الاستوائية، وقد تمكن صاحب المشروع الشاب من استقطاب الزوار من كل حدب وصوب وإتاحة الفرصة للراغبين الاطلاع على تفاصيل بسيطة، لكنها مدهشة تحولت مع الأيام لتشكل مصدر دخل جيد… الغريب أن نجاح “التجربة” الفردية لم تستوقف المعنيين في وزارتي الزراعة ولا التعليم العالي والبحث العلمي ولم تشدهم الفكرة ولا التوقف عندها لدراستها وتشجيعها والاستفادة منها وتعميمها وصولا للبحث في إمكانية توطين هذه الأصناف في بلادنا، علما أن لدينا الآلاف من الخريجين والطلبة المختصين العاطلين عن العمل وينتظرون التوجيه والدعم ولدينا الأراضي البائرة  المملوكة للدولة ، والبنوك والمصارف الحكومية والخاصة القادرة على التمويل والدعم.. ولكن!؟

ولا شك أنه من الأهمية بمكان في هذه الأيام السوداء البحث الدائم عن أفكار جديدة اقتصادية خلاقة، لأنها يمكن أن تكون خشبة الخلاص أو الدجاج الذي يبيض ذهبا والمنجم الاقتصادي الذي يدر انتاجا وأرباحا ينتظرها الكثيرون، لكنهم يحتاجون لمن يأخذ بيدهم ويرشدهم وينتظرون اللحظة المناسبة التي يبحثون عنها.

ALFENEK1961@YAHOO.COM