أخبارصحيفة البعث

نيويورك تايمز: واشنطن تخطّط لتزويد كييف بقنابل عنقودية لا تنفجر على الفور

واشنطن- سانا    

مع تواصل الانتقادات الدولية لقرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية الذي يمثل تصعيداً من نوع آخر للأزمة الأوكرانية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن نسبة فشل الانفجار الفوري للقنابل التي تخطط واشنطن إرسالها تبلغ 14 بالمئة، ما يعني أن المخاطر ليست فورية فحسب، بل ستبقى ماثلة وتتهدّد المدنيين ولو بعد سنوات من انتهاء النزاع.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق أنها ستورّد إلى أوكرانيا ذخائر عنقودية محظورة بموجب اتفاقية دولية صدّقت عليها 123 دولة، لكن لم تنضمّ إليها الولايات المتحدة وأوكرانيا، ولاقى هذا الإعلان انتقاداتٍ دولية واسعة من روسيا وغيرها من الدول والمنظمات التي أكّدت أن واشنطن ستكون هي المسؤولة عن قتل المدنيين بهذه الأسلحة الوحشية.

وأوضحت الصحيفة أن مدى المقذوف الذي يحتوي على القنابل العنقودية خضع للتحديث، بينما رفضت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون وصف نسبة الفشل المتوقعة في هذه الذخائر بأنها مرتفعة بشكل غير مقبول.

وحذّر الضابط الأمريكي المتقاعد آل فوسبرغ الذي كان بين من تدرّبوا على التخلّص من الذخائر، من أن عملية تطهير المنطقة بعد استخدام هذه المقذوفات ستستغرق وقتاً طويلاً لأنه من غير الممكن التعامل معها باليد المجرّدة، مضيفاً: ستكون هناك حاجة إلى حملة تثقيفية للسكان الذين سيعودون إلى هذه المناطق والذين قد يعانون من وجود هذه القنابل غير المنفجرة.

إلى ذلك، ندّد عضو البرلمان الأوروبي ميك ووليس بقرار واشنطن تزويد كييف بذخائر عنقودية، مشيراً إلى أن المدنيين في أوكرانيا سيقعون ضحية لهذه الذخائر.

وقال ووليس في تغريدة على تويتر: “إرسال المزيد من القنابل العنقودية إلى أوكرانيا سيجلب المزيد من المعاناة للأوكرانيين أكثر من غيرهم، ويجب على الأمم المتحدة التدخل لوقف هذا الجنون”.

وكان ووليس انتقد سياسة الاتحاد الأوروبي المعادية لروسيا، داعياً إلى وقف القتال في أوكرانيا، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن الدول الغربية هي التي تستفيد من هذا النزاع.

وانتقد تقرير إعلامي نشرته قناة سكاي نيوز البريطانية قرار واشنطن تزويد كييف بذخائر عنقودية، مشيراً إلى أن واشنطن تخاطر من خلال ذلك بفقدان ما وصفه بـ”مكانة أمريكا الأخلاقية في العالم”، ومحذّراً في الوقت ذاته من أن هناك خطراً واضحاً بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، نتيجة استخدام هذه الأسلحة وأن البيت الأبيض يتفهم أبعاد هذه الخطوة تماماً.

وأعلنت الأمم المتحدة عن رفضها استخدام القنابل العنقودية من نظام كييف بعد أن اتخذت الولايات المتحدة قراراً بتزويد الأخير بها رغم أن هذه الأسلحة محظورة دولياً، وفق اتفاقية أوسلو 2008، في حين اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن هذا التحرّك يهدف إلى إطالة أمد الصراع حتى آخر أوكراني.

وتعدّ القنابل العنقودية طريقة لتوزيع أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة من صاروخ تقليدي أو متطوّر أو قذيفة مدفعية في منتصف رحلة الصاروخ أو القذيفة حتى سقوطه فوق منطقة واسعة، ومن المفترض أن تنفجر هذه القنابل الصغيرة عند الاصطدام بشيء لكن يشيع استخدام عبارة قنابل فاشلة لم تنفجر بعد على هذا النوع من الذخائر، نظراً لأنها ربما لا تنفجر حال سقوطها على سطح رطب أو مرن.

ووقّعت أكثر من مئة دولة، منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا معاهدة دولية تحظر استخدام أو تخزين هذه الأسلحة بسبب تأثيرها العشوائي على السكان المدنيين، كما يعدّ الأطفال أكثر عرضة للإصابة بها، لأن هذه القنابل قد تشبه لعبة صغيرة يعثر عليها الطفل في منطقة سكنية أو زراعية، وغالباً ما ينجذب إليها ويمسكها بدافع الفضول.

وفي ردود الفعل الدولية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن قرار الولايات المتحدة إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا، يظهر “إصرار واشنطن على مواصلة وتعقيد الحرب في أوكرانيا”.

وأكّد كنعاني في تغريدة نشرها على صفحته على موقع تويتر أن “هذا العمل هو مثال آخر على أفعال أمريكا المزعزعة للاستقرار، فضلاً عن تصدير الأسلحة التي تساهم بشكل عشوائي في المزيد من القتل والدمار في العالم”.

ولقي إعلان البيت الأبيض الأمريكي أول أمس العزم على إرسال الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا انتقاداتٍ واسعة النطاق، لأنه يشكّل انتهاكاً لاتفاقية أوسلو بحظر هذه القنابل الخطيرة، ويدلّ على نفاق الولايات المتحدة بسياساتها.

دولياً، وفي سياق مشابه، أعلن وزير الدفاع السلوفاكي مارتن سكلينار رفض بلاده نشر أسلحة نووية وسط أوروبا، مؤكداً عدم وجود مبرّر لإجراء كهذا.

وقال سكلينار في حديث لصحيفة برافدا السلوفاكية الإلكترونية حسب موقع روسيا اليوم: “لا نرى حالياً أي أسباب لنشر أسلحة نووية في المنطقة، ونوصي بسؤال السلطات البولندية عن سبب مطالبتها بنشر أسلحة نووية على أراضيها”.

وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أعلن في وقت سابق أن بلاده تسعى لنشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها.