أوكرانيا.. التحوّل المأسوي للأحداث
تقرير إخباري
يعدّ استخدام القنابل العنقودية في أوكرانيا تحوّلاً مأسوياً للأحداث، حيث سيودي بحياة المزيد من المدنيين، وخاصة الأطفال منهم، فهي تقتل بصورة عشوائية، وتعرّض المدنيين للخطر لفترة طويلة بعد استخدامها.
وفي مفارقة مأسوية واضحة، تزامن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا مع قرار الإدارة الأمريكية تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية في منشأة عسكرية في كنتاكي، أي أنه في الوقت الذي توقف فيه الولايات المتحدة استخدام سلاح خطير، تعزّز استخدام سلاح بالقدر نفسه من العشوائية في أماكن أخرى.
تطلق القنابل العنقودية القنابل الصغيرة المتفجّرة المصمّمة للقتل العشوائي وتدمير المركبات على مساحة واسعة، ومع ذلك زعم مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، أن معدل الإخفاقات في الذخائر العنقودية الأمريكية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا أقل من 2.5%.
وفي السياق، أدانت الأمم المتحدة، والصليب الأحمر، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، وتحالف الذخائر العنقودية، بالإضافة إلى منظمة أطباء بلا حدود استخدام القنابل العنقودية. وفي بيان له، قال تحالف الذخائر العنقودية في الولايات المتحدة: إنه “شعر بالذهول من قرار الرئيس بايدن المتعلق بإرسال هذه الأسلحة المحظورة إلى أوكرانيا، وحثّه على إعادة النظر في ضوء المخاطر المتعلقة بالحالة الإنسانية، وحقوق الإنسان والمخاطر السياسية الكبيرة التي ينطوي عليها الأمر”.
يمكن اعتبار الهجمات التي تُستخدم فيها القنابل العنقودية بمنزلة جرائم حرب، لأنها تُرتكب في انتهاك لقواعد الحرب الدولية المقبولة. وللإشارة، فإنه يُحظر على جميع الدول التي صدّقت على اتفاقية الذخائر العنقودية التي تم تبنيها في أيار 2008 في مدينة دبلن الإيرلندية استخدامها.
وقد دخلت هذه الاتفاقية حيّز التنفيذ وأصبحت قانوناً دولياً ملزماً في الأول من شهر أب 2010، وحسب الاتفاقية “يُحظر تخزين واستخدام ونقل جميع القنابل العنقودية الموجودة تقريباً، كما أنها تنصّ على إزالة الذخائر غير المنفجّرة”.
وبدءاً من 10 شباط 2022، انضمّ ما مجموعه 123 دولة إلى الاتفاقية، 110 دول أطراف، و 13 دولة موقّعة، لكن العديد من القوى العسكرية الكبرى في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل والصين وأوكرانيا لم تكن من الدول الموقّعة على تلك المعاهدة، وكما جرت العادة لا توقّع الولايات المتحدة على أي اتفاقية تلزمها بالحدّ من وحشيتها، لذلك لم توقّع على اتفاقية تحظر استخدام هذه الأسلحة، بالإضافة إلى ذلك يعدّ هذا القرار علامة فارقة ودليلاً آخر على تورّط واشنطن المباشر بالصراع الحالي.
جدير بالملاحظة، أنه على الرغم من موافقة أكثر من 100 دولة من حيث المبدأ على وجوب تدمير مخزوناتها من الذخائر العنقودية، استخدمت 17 دولة على الأقل الذخائر العنقودية في الآونة الأخيرة.
وفي الواقع، توجد فجوة كبيرة بين قرارات القادة بشأن الحرب في أوكرانيا، وما يريده حقاً معظم الناس في جميع أنحاء العالم، الذين يشعرون بالرعب من صدمات الحرب. لذلك، من أجل حماية الأطفال وغيرهم من المدنيين الأبرياء في أوكرانيا، وغيرها من الدول التي يمكن أن يُستخدم فيها مثل هذه الأسلحة المحرمة، ينبغي على جميع الدول حظر استخدام، وإنتاج القنابل العنقودية بشكل دائم، لأن تفادي خسارة آلاف الأطفال الأبرياء يبرّر هذا القرار.
سمر سامي السمارة